سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/موالي رسول الله
1 - زيد بن حارثة، وأمه سعدى بنت ثعلبة، ويكنى زيد: «أبا أسامة».
وهو أشهر موالي رسول الله ﷺ وحِبه، أصابه سباء في الجاهلية، فأخذوا زيدا فقدموا به سوق عكاظ فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد، فوهبته خديجة لرسول الله بمكة قبل النبوة وهو ابن ثماني سنين فأعتقه وتبناه، قال ابن عمر: «ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد، حتى أنزل الله تعالى: {ادْعُوهُمْ لاِبَآئِهِمْ} (الأحزاب: 5)، وخرج أبوه حارثة وأخوه كعب لما علما أنه بمكة لفدائه، فاختار رسول الله، وقال لرسول الله ﷺ «أنت مني مكان الأب والعم» وذلك لما رآه من حسن المعاملة والحرية، حتى قال: رأيت من هذا الرجل شيئا ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا، فأخرجه رسول الله إلى الحجر وقال: «يا من حضر، اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه» فانصرف بعدئذ أبوه وعمه مطمئنين مسرورين وهو أول من أسلم من الموالي، زوجه رسول الله - أم أيمن - فولدت له أُسامة، ثم تزوج - زينب بنت جحش - وهي ابنة عمة رسول الله، وهي التي تزوجها رسول الله ﷺ بعد زيد، قالت عائشة: لو كان رسول الله ﷺ كاتما شيئا من الوحي، لكتم هذه الآية: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِى أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِى فِى نِفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مّنْهَا وَطَرا زَوَّجْنَكَهَا لِكَىْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَرا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا} (الأحزاب: 37)، فإن رسول الله ﷺ لما تزوَّجها - يعني زينب - قالوا إنه تزوج حليلة ابنه، فأنزل الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مّن رّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيّينَ} (الأحزاب: 40)، ولما سيّر رسول الله الجيش إلى الشام، جعل أميرا عليهم زيد بن حارثة، وقد تقدم ذلك في كتابنا هذا، ولم يسم الله تعالى أحدا من أصحاب النبي ﷺ إلا زيد بن حارثة.
2 - شقران، اشتهر بهذا اللقب، قيل: اسمه «صالح» وكان عبدا حبشيا لعبد الرحمن بن عوف فوهبه للنبي ﷺ منصرفه من الحديبية وأعتقه، وكان يحدو بالنساء، قال له رسول الله وقد حدا بهن: «رويدا رويدا يا أنجشة، رفقا بالقوارير» يعني النساء، لأن الحداء إذا سمعته الإبل، أسرعت في المشي فتزعج الراكب، والنساء لضعفهن يتأثرن من شدة الحركة، وشبههن رسول الله في ضعفهن بالقوارير، وهي الأواني من الزجاج.
3 - أبو رافع: اختلف في اسمه، فقيل: أسلم، وقيل: إبراهيم، وقيل: صالح، قال أبو رافع: كنت مولى للعباس بن عبد المطلب، وكان الإسلام قد دخل أهل البيت، فأسلم العباس وأسلمت أم الفضل وأسلمت أنا، وكان العباس يهاب قومه ويكره خلافهم، وكان يكتم إسلامه وكان ذا مال كثير متفرق في قومه، وقد أعتق رسول الله أبا رافع.
4 - سلمان الفارسي: وكنيته أبو عبيد الله من أهل أصبهان وقد تقدمت ترجمة حياته عند ذكر إسلامه في كتابنا هذا.
5 - سفينة: قيل كان من الفرس، وكان يسكن بطن نخلة - قرية قريبة من المدينة - كان لأم سلمة، زوج النبي ﷺ فأعتقته وشرطت عليه خدمة رسول الله، قيل اسمه: مهران، وقيل: رومان، كنيته - أبو عبد الرحمن - وسماه رسول الله (سفينة) لأنه حمل أمتعة للصحابة ثقلت عليهم، فقال رسول الله: «إحمل، فإنما أنت سفينة»، وكان يؤذن لرسول الله، وشهد معه بدرا وأُحدا وسائر المشاهد.
6 - أبو كبشة: واسمه (سليم) اشتراه رسول الله وأعتقه، شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ توفي في اليوم الذي ولي فيه عمر بن الخطاب الخلافة.
7 - رُوَيْفع: أبو مويهبة، كان من مولَّدي مزينة، اشتراه رسول الله فأعتقه.
8 - رباح الأسود: كان يؤذن لرسول الله أحيانا.
9 - فضالة: كان من أهل اليمن، نزل بالشام، ولم يذكر عنه شيء غير ذلك.
10 - مِدْعَم: العبد الأسود، أهداه رفاعة بن زيد الجذامي لرسول الله، فأعتقه، قتل بوادي القرى.
11 - يسار: الراعي كان يرعى إبله فقتله العُرَنيّون وسملوا عينه وحُمل ميتا إلى قباء ودُفن هناك.
روى سلمة بن الأكوع: أن النبي ﷺ كان له مولى اسمه - يسار - فنظر إليه وهو يحسن الصلاة فأعتقه وبعثه في لقاح في الحرة فكان بها، فأظهر ناس من عُرَينة الإسلام، وجاءوا وهم مرضى قد عظمت بطونهم، فبعث النبي بهم إلى يسار فكانوا يشربون ألبان الإبل حتى انطوت بطونهم فقتلوا الراعي واستاقوا الإبل.
12 - مهران: قيل: هو مولى آل أبي طالب واختلف في اسمه، عن عطاء بن السائب قال: أتيت أم كلثوم بنت عليّ بشيء من الصدقة فردتها وقالت: حدثني مولى للنبي ﷺ يقال له (مهران): أن رسول الله ﷺ قال: «إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة».
13 - مابور: الخصي، أهداه المقوقس إلى النبي ﷺ قيل: إنه هو الذي قُذفت مارية به، فبعث رسول الله علِيّا ليقتله فرآه خصيا فتركه.
14 - سندر.
ومن النساء: أم أيمن، وأميمة، وسيرين التي أهديت له ﷺ مع مارية القبطية، وهي أختها، وقيل: إن المقوقس أهدى معهما قنسر وأنها أخت مارية وسيرين.