سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/قريش تفاوض أبا طالب في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
تسنشظصظشةض
المفاوضة الثانية
[عدل]ثم لما تباعد الرجال وتضاغنوا، وأكثرت قريش ذكر رسول الله ﷺ فكروا في مفاوضة أبي طالب مرة أخرى، فمشوا إليه وقالوا: يا أبا طالب إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا وإنا قد اشتهيناك أن تنهي ابن أخيك فلم تفعل، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آلهتنا وآبائنا، وتسفيه أحلامنا حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين، أو كما قالوا، ثم انصرفوا عنه، ومعنى ذلك أنهم هددوا أبا طالب في هذه المرة وأظهروا له العداوة، فعظم عليه فراق قومه وعداوتهم له، ولم تطب نفسه بإسلام رسول الله ﷺ وخذلانه، فبعث إلى رسول الله ﷺ فأعلمه ما قالت قريش، وقال له: أبق على نفسك وعليّ ولا تحمّلني من الأمر ما لا أطيق. فظن رسول الله ﷺ أن عمه قد خذله وضعف عن نصرته، فقال له: «يا عماه والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته» ثم بكى رسول الله ﷺ وقام، فلما ولى ناداه أبو طالب فأقبل عليه وقال: - اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشيء أبدا - فتدبر أيها القارىء في قوة رسول الله تلك القوة المعنوية العظيمة أمام شعب معاد معاند وشدة تمسكه بمبدئه إلى النهاية. متن الحديث : “يا عم ! والله لو وضعوا الشمس في يميني , و القمر في يساري ,على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته “.
قال الألباني في “السلسلة الضعيفة و الموضوعة “ ( 2 / 310 ) :$ ضعيف $ .أخرجه ابن إسحاق في “ المغازي “ ( 1 / 284 - 285 سيرة ابن هشام ) : حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حدث :أن قريشا حين قالوا لأبي طالب هذه المقالة <1> بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له :يا ابن أخي إن قومك قد جاؤني فقالوا لي كذا و كذا , للذي كانوا قالوا له ,فأبق علي و على نفسك ,و لا تحملني من الأمر ما لا أطيق , قال : فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد بدا لعمه فيه بداء ..... و مسلمه ,و أنه قد ضعف عن نصرته و القيام معه ,قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .قال :ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى ثم قام فلما ولى ناداه أبو طالب : أقبل يا ابن أخي ! فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت , فوالله لا أسلمك لشيء أبدا .قلت :و هذا إسناد ضعيف معضل , يعقوب بن عتبة هذا من ثقات أتباع التابعين , مات سنة ثمان و عشرين و مائة . و قد وجدت للحديث طريقا أخرى بسند حسن لكن بلفظ : “ ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك , على أن تستشعلوا لي منها شعلة يعني الشمس “.و قد خرجته في “الأحاديث الصحيحة “رقم ( 92 ). -----------------------------------------------------------[1] يعني قولهم - كما ذكره في السيرة قبيل هذا الحديث : “ يا أبا طالب إن لك سنا و شرفا و منزلة فينا و إنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا و إنا لا نصبر على هذا من شتم آلهتنا حتى تكفه عنا أو ننازله و إياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين “ . اهـ . يا عم ! و الله لو وضعوا الشمس في يميني ، و القمر في يساري ، على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته الراوي: يعقوب بن عتبة بن المغيرة - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 909 يا عماه ، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته . الراوي: يعقوب بن عتبة بن المغيرة - خلاصة الدرجة: ضعيف - المحدث: الألباني - المصدر: فقه السيرة - الصفحة أو الرقم: 109
المفاوضة الثالثة
[عدل]أصرّ أبو طالب على الدفاع عن ابن أخيه قياما بالواجب على نحو من تربّى في كفالته ونشأ في بيته وعملا بالمروءة، ولكنه مع ذلك بقي على دينه ولم يعتنق الإسلام لذلك صارت مهمته شاقة ومركزه حرجا فأمامه قريش متعصبة لدينها وقد أغضبها قيام محمد ﷺ بنشر الإسلام ومحاربة الأصنام، وصاحب الدعوة لا يثنيه عن القيام بما أُمر به سخرية ساخر أو اضطهاد مضطهد، فلو أن أبا طالب أسلم لكان دفاعه أعظم وحجته أبلغ أمام العرب وأحكم، لكنه ظل على دين آبائه ودافع عن رسول الله لا عن عقيدة بل أداء لواجب القرابة.
وفي هذه المرة مشوا إلى أبي طالب بعُمارة بن الوليد، فقالوا: يا أبا طالب هذا عمارة بن الوليد فتى قريش وأشعرهم وأجملهم فخذه فلك عقله ونصرته فاتخذه ولدا وأسلم لنا ابن أخيك هذا الذي سفّه أحلامنا وخالف دينك ودين آبائك وفرّق جماعة قومك نقتله فإنما رجل برجل، فقال: والله لبئس ما تسومونني أتعطونني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه؟ هذا والله لا يكون أبدا. فقال المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف: لقد أنصفك قومك وما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا، فقال: والله ما أنصفوني ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم عليّ فاصنع ما بدا لك. وكلّ عاقل يرى أن ما عرضته قريش على أبي طالب في غاية السخف لكنهم كانوا يتلمسون الحيل للخلاص من صاحب الدعوة ﷺ بأي حال، فلما يئسوا من إجابة طلبهم اشتدت قريش على من أسلم فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم، وقام أبو طالب في بني هاشم فدعاهم إلى منع رسول الله ﷺ فأجابوا إلى ذلك.