سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/إسلام عمرو بن العاص سنة 8 هـ
(سنة 629 - 630 م)
عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن غالب القرشي السهمي يُكنى أبا عبد الله، وقيل: أبا محمد؛ وأمه النابغة بنت حرملة، سبية من بني جلان بن عتيك بن أسلم بن أسلم بن يذكر بن عترة وأخوه لأمه عمرو بن أثاثة العدوي وعقبة بن نافع بن عبد قيس الفهري.
سأل رجل عمرو بن العاص عن أمه فقال: سلمى بنت حرملة تلقب بالنابغة من بني عترة أصابتها رماح العرب فبيعت بعكاظ فاشتراها الفاكه بن المغيرة ثم اشتراها منه عبد الله بن جدعان ثم صارت إلى العاص بن وائل فولدت له فأنجبت فإن كان جعل لك شيء فخذه، وهو الذي أرسلته قريش إلى النجاشي ليسلم إليهم من عنده من المسلمين، جعفر بن أبي طالب ومن معه فلم يفعل وقال له: يا عمرو كيف يعزب عنك أمر ابن عمك فوالله إنه لرسول الله حقا، قال: أنت تقول ذلك؟ إي والله فأطعني، فخرج من عنده مهاجرا إلى النبي ﷺ فأسلم عام خيبر وقيل: أسلم عند النجاشي وهاجر إلى النبي ﷺ وقيل: كان إسلامه في صفر سنة ثمان قبل الفتح بستة أشهر وكان قد هم بالانصراف إلى النبي ﷺ من عند النجاشي ثم توقف إلى هذا الوقت وقدم على النبي ﷺ هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة العبدري فتقدم خالد وأسلم وبايع ثم تقدم عمرو فأسلم وبايع على أن يغفر له ما كان قبله فقال له رسول الله ﷺ «الإسلام والهجرة يجبّان ما قبلهما».
وحدث عمرو بن العاص رضي الله عنه عن سبب إسلامه كما رواه ابن إسحاق وغيره، قال عمرو: لما انصرفنا مع الأحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش كانوا يرون رأيي ويسمعون مني فقلت لهم: تعلمون والله أني أرى أمر محمد يعلو الأمور علوا منكرا وإني لقد رأيت أمرا فما ترون فيه؟ قالوا: وماذا رأيت؟ قال: رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي فإنا أن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلن يأتينا منهم إلا خير، قالوا: إن هذا الرأي، قلت: فأجمعوا لنا ما نهديه له وكان أحب أن يهدي إليه من أرضنا الأدم فجمعنا له أدما كثيرا ثم خرجنا حتى قدمنا عليه فوالله إنا لعنده إذ جاءه عمرو بن أمية الضمري وكان رسول الله ﷺ قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه فدخل عليه ثم خرج من عنده فقلت لأصحابي: هذا عمرو بن أمية الضمري لو قد دخلت على النجاشي لسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه، فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمد فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع فقال: مرحبا بصديقي، أهديت إليّ من بلادك شيئا؟ قلت له: نعم أيها الملك قد أهديت إليك أدما كثيرا، ثم قربته إليه فأعجبه واشتهاه ثم قلت له: إني قد رأيت رجلا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطنيه لأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا، فغضب ثم مدّ يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقا منه، ثم قلت له: أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه، قال: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى عليه السلام لتقتله؟ قلت: أيها الملك أكذاك هو؟ قال: ويحك يا عمرو أطعني واتبعه فإنه والله لعلى الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده، قلت: أفتبايعني له على الإسلام؟ قال: نعم، فبسط يده فبايعته على الإسلام ثم خرجت إلى أصحابي وقد حال رأيي عما كان عليه وكتمت أصحابي إسلامي ثم خرجت عامدا إلى رسول الله ﷺ فلقيت خالد بن الوليد وذلك قبيل فتح مكة وهو مقبل من مكة فقلت له: أين يا أبا سليمان؟ قال: والله لقد استقام الميسم وإن الرجل لنبيّ أذهب والله فأسلم، فحتى متى؟ والله ما جئت إلا لأسلم، فقدمنا المدينة على رسول الله ﷺ فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع ثم دنوت فقلت: يا رسول الله إني أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر ما تأخر، فقال رسول الله ﷺ «يا عمرو بايع فإن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها» فبايعته ثم انصرفت.
روى الزبير بن بكار أن رجلا قال لعمرو بن العاص رضي الله عنه: ما أبطأ بك عن الإسلام وأنت أنت في عقلك؟ قال: كنا مع قوم لهم علينا تقدم وكانوا ممن توازي أحلامهم الجبال فلذنا بهم فلما ذهبوا وصار الأمر إلينا نظرنا وتدبرنا فإذا حق بَيِّن فوقع الإسلام في قلبي.
وفي إسلام عمرو على يد النجاشي لطيفة هي أن صحابيا أسلم على يد تابعيّ ولا يعرف مثله.
وقد كان عمرو بن العاص رجلا سياسيا حزبيا وقد نقلنا قوله من فيه عن ذهابه إلى الحبشة وسبب إسلامه ومنه يتبين أنه فكر طويلا في انتشار الإسلام وفي مركزه فرأى أخيرا أن خير ما يتخلص به من حرج مركزه هو أن يهاجر إلى الحبشة موفدا من قبل قريش يقصد قتل عمرو بن أمية الضمري ظنا منه أن النجاشي سيسلمه إياه فقدم له الهدايا تزلفا إليه واعتمد على صداقة الملك له، وبذلك يكون قد خدم قريشا من جهة وأقام بالحبشة بعيدا عن النضال بين رسول الله وقريش حتى إذا انتصر رسول الله ﷺ وفتح مكة كان هو آمنا بالحبشة لكن النجاشي لم يسلمه عمرو بن أمية الضمري ولا غيره من المسلمين وغضب عليه وفوق ذلك عرض عليه الإسلام فلم يرَ بدا من مبايعة النجاشي على الإسلام لأنه رأى أن النجاشي نفسه قد أسلم اعتقادا منه برسالة محمد ﷺ وأنه سيظهر على من خالفه كما ظهر موسى على فرعون وجنوده وفي قول عمرو دليل واضح على إسلام النجاشي.
وكان إسلام عمرو قبل الفتح في السنة الثامنة من الهجرة (سنة 629 - 630 م) وكان يبلغ من العمر إذ ذاك نحو اثنتين وأربعين سنة وقد اكتسب الإسلام بإسلامه هو وخالد بن الوليد قائدين عظيمين وبطلين كبيرين قاما بدور مهم في تاريخ الفتح الإسلامي ونشر الدعوة وإعزاز الدين.
وقد روت أم سلمة زوج رسول الله ﷺ وكانت من المهاجرات إلى الحبشة تفاصيل ذات شأن عن إقامة المسلمين بها وإيفاد قريش لعبد الله بن ربيعة بن المغيرة المخزومي وعمرو بن العاص والتدابير التي دبرها عمرو والمناقشة التي حصلت بحضرة النجاشي وحضور البطارقة والقتال الذي نشب بينه وبين من نازعه بسبب اعترافه بصحة المبادىء الإسلامية مما لم يذكره عمرو بن العاص وهذه روايتها رضي الله عنها.
قالت: لما نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي آمنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذَى ولا نسمع شيئا نكرهه، فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا أن يبعثوا إلى النجاشي فينا رجلين جلدين وأن يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة وكان من أعجب ما يأتيه منها الأدم فجمعوا أدما كثيرا ولم يتركوا من بطارقته بطريقا إلا أهدوا له هدية ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن ربيعة بن المغيرة المخزومي وعمرو بن العاص بن وائل السهمي وأمّروهما أمرهم وقالوا لهما: ادفعا إلى كل بطريق هديته قبل أن تكلما النجاشي فيهم ثم قدما إلى النجاشي هداياه ثم سلاه أن يسلمهم إليكما قبل أن يكلمهم، قالت: فخرجا فقدما على النجاشي ونحن عنده بخير دار وعند خير جار، فلم يبق من بطارقته بطريق إلا دفعا إليه هديته قبل أن يكلما النجاشي ثم قالا لكل بطريق منهم إنه قد صبأ إلى بلد الملك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنتم، وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردهم إليهم، فإذا كلما الملك فيهم فأشيروا عليه بأن يسلمهم إلينا ولا يكلمهم فإن قومهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم، فقالوا لهما: نعم، ثم إنهما قربا هداياهما إلى النجاشي فقبلها منهما، ثم كلماه فقالا له: أيها الملك إنه صبأ إلى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا أنت وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم فهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه، ولم يكن شيء أبغض إلى عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص من أن يسمع النجاشي كلامهم، فقالت بطارقته حوله: صدقوا أيها الملك، قومهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم فأسلمهم إليهما فليرداهم إلى بلادهم وقومهم، فغضب النجاشي ثم قال: لاها الله ايم الله إذا لا أسلمهم إليهما ولا أكاد قوما جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتى أدعوهم فأسألهم ما يقول هذان في أمرهم فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلى قومهم وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ما جاوروني، ثم أرسل إلى أصحاب رسول الله ﷺ فدعاهم فلما جاءهم رسوله اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض: ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟ قالوا: نقول والله ما علمنا وما أمرنا به نبينا ﷺ كائن في ذلك ما هو كائن، فلما جاءوه وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله سألهم فقال: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الأمم؟.
فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب فقال له:
«أيها الملك كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار، يأكل القوي منّا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام - فعدد عليه أمور الإسلام - فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا وحرّمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله وأن نستحل من الخبائث ما كنا نستحل، فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلدك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك، فقال له النجاشي: هل معك مما جاء به الله من شيء؟ فقال له جعفر: نعم، فقال له النجاشي: فاقرأه عليّ، فقرأ عليه صدرا من - كهعيص - فبكى والله النجاشي حتى اخضلّ لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم ثم قال النجاشي: إن هذا والله والذي جاء به (عيسى) ليخرجان من مشكاة واحدة، انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكما أبدا ولا أكاد، قالت أم سلمة: فلما خرجا من عنده قال عمرو بن العاص: والله لأنبئنهم غدا بعيبهم عندهم ثم أستأصل به خضراءهم، قالت: فقال له عبد الله بن أبي ربيعة وكان أتقى الرجلين فينا: لا تفعل فإن لهم أرحاما وإن كانوا قد خالفونا، قال: والله لأخبرته أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد الله، ثم غدا عليه الغد فقال له: أيها الملك إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما، فأرسل إليهم فاسألهم عما يقولون فيه، فأرسل إليهم يسألهم عنه، قالت: ولم ينزل بنا مثله فاجتمع القوم فقال بعضهم لبعض: ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه؟ قالوا: نقول والله فيه ما قال الله وما جاء به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن، فلما دخلوا عليه، قال لهم: ما تقولون في عيسى بن مريم؟ فقال له جعفر بن أبي طالب: نقول فيه الذي جاء به نبينا: «هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول»، فضرب النجاشي يده إلى الأرض فأخذ منها عودا، ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود، فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال فقال: وإن نخرتم والله اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي من سبكم غرم ثم من سبكم غرم، فما أحب أن لي دبرا ذهبا وأني آذيت رجلا منكم، ردوا عليهما هداياهم فلا حاجة لنا بها فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد عليّ ملكي فآخذ الرشوة فيه وما أطاع الناس فيّ فأطيعهم فيه.
قالت: فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءا به وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار، قالت: فوالله إنا على ذلك إذ نزل به - يعني - من ينازعه في ملكه، قالت: فوالله ما علمنا حزنا قط كان أشد من حزن حزناه عند ذلك تخوفا أن يظهر ذلك على النجاشي فيأتي رجل لا يعرف من حقنا ما كان النجاشي يعرف منه وسار النجاشي وبينهما عرض النيل، فقال أصحاب رسول الله ﷺ من رجل يخرج حتى يحضر وقعة القوم ثم يأتينا بالخبر؟ فقال الزبير بن العوام: أنا وكان أحدث القوم سنا فنفخوا له قربة فجعلها في صدره ثم سبح عليها حتى خرج إلى ناحية النيل التي بها ملتقى القوم ثم انطلق حتى حضرهم، قالت: ودعونا الله للنجاشي بالظهور على عدوه والتمكين له في بلاده واستوثق عليه أمر الحبشة فكنا عنده في خير منزل حتى قدمنا على رسول الله ﷺ وهو بمكة.
هاتان روايتان عن ذهاب عمرو بن العاص إلى الحبشة وما جرى بينه وبين النجاشي خاصا بالمهاجرين المسلمين، الرواية الأولى عن عمرو نفسه والثانية عن أم سلمة، والرواية الأولى مذكورة في سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق، والثانية في مسند الإمام أحمد بن حنبل، ويستفاد من رواية عمرو بن العاص أنه ذهب إلى الحبشة موفدا من قريش ومعه أدم كثير ليقدمه إلى النجاشي هدية له بقصد تسليم المهاجرين كلهم أو بعضهم إليه وأنه تمكن من مقابلة النجاشي وطلب منه ذلك فغضب غضبا شديدا وأبى إجابة طلبه ورد هديته إليه لكن عَمْرا لم يذكر المناقشة التي حدثت أمام النجاشي بينه وبين جعفر بن أبي طالب بحضور البطارقة في أمر عيسى بن مريم عليه السلام واقتناع النجاشي بما أجاب به جعفر رضي الله عنه، غير أن عمرو بن العاص قال: إن النجاشي صافحه وأسلم، وقالت أم سلمة: إنه ظهر من ينازعه في ملكه - على أثر إقراره بما قاله جعفر طبعا - ومما لا شك فيه أن عمرو بن العاص لم ينجح في مهمته سواء أكان موفدا من قبل قريش أم ذاهبا من تلقاء نفسه ليرى له مخرجا من موقفه إزاء رسول الله ﷺ لأنه بقي إلى ذلك الوقت ولم يسلم بعد أن انتشر الإسلام في المدينة وما جاورها وقَوِيَ المسلمون وصاروا يهددون مكة فخاف إن هو بقي على حاله ولم يسلم أن يظهر الإسلام في مكة أيضا فيذعن عند ذلك مضطرا، فلما رأى أن النجاشي لم يسلم له بشيء وأنه متمسك بمراعاة حسن جوار من عنده من المهاجرين ومصدق برسالة النبي ﷺ عاد وهو موطن النفس على أن يذهب توا إلى رسول الله ويسلم عنده وقد تم له ذلك بالفعل فأسلم هو وخالد بن الوليد.