سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/رثاء أبي بكر
قال محمد بن عمر الواقدي عن رجاله، قال أبو بكر الصديق يرثي رسول الله ﷺ
يا عين بكي ولا تسأمي ** وحُقَّ البكاء على السَّيِّد
على خير خِنْدف عند البَلا ** ء أمسى يُغيَّب في المُلْحَد
فصَلَّى المليكُ وَلِيُّ العبا ** د وربُّ البلاد على أحمد
فكيف الحياة لفقد الحبيبـ ** -ـب وزين المعاشِرِ في المشهد
فليت المماتَ لنا كلنا ** وكنا جميعا مع المهتدي
وقال رضي الله عنه أيضا:
لما رأيت نبيّنا متجدلا ** ضاقت عليَّ بعرضهن الدور
وارتعتُ روعةَ مستهامٍ والهٍ ** والعظم مني واهنٌ مكسور
أعتيقُ ويحك إن حِبك قد ثوى ** وبقيت منفردا وأنت حسير
يا ليتني من قبل مَهْلِك صاحبي ** غُيِّبتُ في جدث، عليَّ صُخور
فَلْتَحْدُثَنَّ بدائعٌ مِنْ بَعده ** تَعْيَى بهنّ جوانحٌ وصدور
رثاء حسان بن ثابت ** والله ما حملت أنثى ولا وضعتْ
مثلَ النبي رسول الأمة الهادي ** أمسى نساؤك عَطَّلن البيوت فما
يضربن خلف قفا سِترٍ بأوتاد ** مِثلَ الرَّواهب يلبسن المسوح وقد
أيقنّ بالبؤس بعد النعمة البادي ** وقال أيضا:
ما بال عينك لا تنام كأنما ** كُحلت مآقيها بكحل الأرمد
جزعا على المهدي أصبح ثاويا ** يا خيرَ من وطىء الحصى لا تبعد
يا ويحَ أنصار النبي ورهطه ** بعد المُغَيَّب في الضريح المُلْحَد
جنبي يقيك التُّرْب لهفي ليتني ** كنتُ المُغَيَّبَ في الضريح الملحد
يا بكر آمنة المبارك ذكره ** ولدته مُحْصَنَةٌ بسعد الأسعد
نورا أضاء على البرية كلها ** من يُهْدَ للنور المبارك يهتدي
أأقيم بعدك بالمدينة بينهم ** يا لهف نفسي ليتني لم أولد
بأبي وأمي من شهدتُ وفاته ** في يوم الإثنين النبي المهتدي
فظللت بعد وفاته متلددا ** يا ليتني صُبحت سُمَّ الأسود
أو حلَّ أمر الله فينا عاجلا ** في روحة من يومنا أو من غد
فتقوم ساعتنا فنلقى سيدا ** محضا مضاربه كريمَ المحتد
يا رب فاجمعنا معا ونبينا ** في جنة تقفى عيون الحُسَّد
في جنة الفردوس واكتبها لنا ** يا ذا الجلال وذا العلا والسُّؤد
والله أسمع ما حييت بهالك ** إلا بكيت على النبي محمد
ضاقت بالأنصار البلاد فأصبحوا ** سودا وجوههم كلهم الإئمد
ولقد ولدناه وفينا قبره ** وفضول نعمته بنا لا تُجحد
والله أهداه لنا وهدى به ** أنصاره في كل ساعة مَسْهد
صلى الإله ومن يحفّ بعرشه ** والطيبون على المبارك أحمد
وقال أيضا:
يا عين جودي بدمع منك أسيال ** ولا تَمَلَّنَ من سحّ وإعوال
لا ينفدن لي بعد اليوم دمعكما ** إني مصاب وإني لست بالسالي
فإن منعكما من بعد بذلكما ** إياي مثلُ الذي قد غرّ بالآل
لكن أفيضي على صدري بأربعة ** إن الجوانح فيها هاجس صالي
سَحَّ الشَّعيب وماء الغرب يمنحه ** ساقٍ يُحَمِّلهُ ساق بإزلال
حامي الحقيقةِ نَسَّالُ الوديقة فكّاكُ ** العناة كريمُ ماجدٌ عال
كشّاف مكرمة مطعامُ مسغبة ** وهّاب عانية وَجْناءِ شِملال
عَفٌّ مكاسبه جزل مواهبه ** خيرُ البرية سمح غير نَكال
واري الزناد وقوّاد الجياد إلى ** يوم الطراد إذا شبَّت بأجذال
ولا أُزكّي على الرحمن ذا بشر ** لكن علمك عند الواحد العالي
إني أرى الدهر والأيام تفجعني ** بالصالحين وأبقى ناعم البال
يا عين فابكي رسول الله إذ ذكرت ** ذات الإله فنعم القائد الوالي
وممن رثاه ﷺ شعرا، كعب بن مالك، وأروى بنت عبد المطلب، وعاتكة بنت عبد المطلب، وصفية، وهند بنت الحارث، وهند بنت أثاثة، وعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، وأم أيمن.