سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بميمونة رضي الله عنها
تزوج رسول الله ﷺ ميمونة بنت الحارث الهلالية سنة سبع في عمرة القضاء وكان اسمها برة، فسماها رسول الله ﷺ ميمونة وهي أخت أم الفضل زوج العباس رضي الله عنهما وأخت أسماء بنت عميس لأمها زوج حمزة رضي الله عنه، وكان الذي زوجه إياها العباس بن عبد المطلب وأصدقها عنه ﷺ أربعمائة دينار وأراد ﷺ أن يبني بها في مكة فلم يمهلوه يبني بها وقال لهم: ما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم فصنعت لكم طعاما؟ فقالوا: لا حاجة لنا في طعامك اخرج عنا من أرضنا، هذه الثلاثة قد مضت فخرج فبنى بها بسرف قرب مكة، ولقيت ميمونة رضي الله عنها من سفهاء مكة عناء، فعن أبي رافع رضي الله عنه لقينا عناء من أهل مكة من سفهاء المشركين من أذى ألسنتهم للنبي ﷺ ولميمونة، فقلت لهم: ما شئتم، هذه والله الخيل والسلاح ببطن ناجح وأنتم تريدون نقض العهد والمدة، فولوا راجعين منكسين، وميمونة هي آخر امرأة تزوجها رسول الله وآخر مَن توفي من أزواجه، قال إيرفنج في كتابه - حياة محمد -: «إن النبي لم يتزوج بميمونة بنت الحارث إلا سياسة يريد بها استمالة رجلين قويين لأن ميمونة كانت أرملة مسنّة تبلغ من العمر إحدى خمسين سنة وهذان الرجلان هما خالد بن الوليد ابن أخت ميمونة وهو البطل المشهور الذي حارب محمدا في غزوة أُحد ولما أسلم سُمي سيف الله وصديقه عمرو بن العاص».
وهذا ما قلناه في سبب تعدد زوجات النبي ﷺ فإن خالد بن الوليد أسلم بعد زواج رسول الله ﷺ بخالته ميمونة بقليل وأسلم معه في يوم واحد عمرو بن العاص وميمونة رضي الله عنها آخر زوجاته ﷺ