سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/سرية عبد الله بن رواحة إلى أسير بن رزام
كانت سرية عبد الله بن رواحة الأنصاري الخزرجي إلى أُسير بن رِزَام اليهودي بخيبر في شوال سنة ست من الهجرة (يناير سنة 628 م) وسببها: أنه لما قُتل أبو رافع سلام بن أبي الحقيق أمرت يهود عليها أسيرا فاقترح عليهم طريقة للانتقام من رسول الله ﷺ فأقروه عليها؛ وحاصلها: أن يذهب إلى غَطَفَان ويجمعهم ويسير إلى رسول الله ﷺ في عقر داره، فسار إلى غطفان فلما بلغه ﷺ وجه عبد الله بن رواحة في ثلاثة نفر من شهر رمضان سرا ليستكشف له الخبر فذهب إلى ناحية خيبر ثم عاد فأخبر رسول الله ﷺ بما سمع ورأى، وقدم عليه أيضا خارجة بن حُسيل وقال له: تركت أسير بن رزام يسير إليك في كتائب يهود، فندب رسول الله ﷺ الناس له فانتدب له ثلاثون رجلا فبعث عليهم عبد الله بن رواحة فقدموا عليه فقالوا: إن رسول الله ﷺ بعثنا إليك لتخرج إليه يستعملك على خيبر ويحسن إليك فطمع في ذلك فشاور يهود فخالفوه في الخروج وقالوا ما كان محمد رجلا من بني إسرائيل قال بلى قد مللنا الحرب، فخرج أسير وخرج معه ثلاثون رجلا من اليهود مع كل رجل رديف من المسلمين فلما كانوا بقرقرة ندم أسير على مسيره إلى رسول الله ﷺ وأراد الفتك بعبد الله بن رواحة ففطن له وهو يريد السيف فاقتحم به عبد الله ثم ضربه بالسيف فقطع رجله فضربه أسير بمخرش في يده من شوحط فأمه، وفي رواية: عن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه وأهوى أسير بيده إلى سيفي ففطنت له (يتضح من ذلك أن أسيرا كان أعزل) فدفعت بعيري وقلت: غدرا أي عدو الله، مرتين، فنزلت فسقت بالقوم حتى انفرد لي أسير فضربته بالسيف فأندرت عامة فخذه وساقه فسقط عن بعيره ومال أصحاب النبي ﷺ على أصحابه فقتلوهم ولم يفلت منه غير رجل واحد ولم يصب من المسلمين أحد ثم قدموا على رسول الله ﷺ فحدثوه الحديث فقال: «حقا قد نجاكم الله من القوم الظالمين».