سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/صرف القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة 15 شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من الهجرة
(نوفمبر سنة 623 م)
لما هاجر رسول الله ﷺ إلى المدينة صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا وكان يحب أن يصرف إلى الكعبة لما بلغه أن اليهود قالوا: يخالفنا ويتبع قبلتنا، فقال: «يا جبريل وددت أن الله صرف وجهي عن قبلة يهود». فقال جبريل: إنما أنا عبد فادع ربك وسله، وجعل إذا صلى إلى بيت المقدس يرفع رأسه إلى السماء ينتظر أمر الله لأن السماء قبلة الدعاء، فنزلت عليه: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَآء فَلَنُوَلّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} (البقرة: 144)، فوجه إلى الكعبة إلى الميزاب، ويُقال: صلى رسول الله ﷺ ركعتين من الظهر في مسجده بالمسلمين ثم أمر أن يتوجه إلى المسجد الحرام فاستدار إليه ودار معه المسلمون. ويقال: بل زار رسول الله ﷺ أم بشر بن البراء بن مُعرور في بني سلمة فصنعت له طعاما وحانت الظهر فصلى رسول الله ﷺ بأصحابه ركعتين ثم أمر أن يتوجه إلى الكعبة فاستدار إلى الكعبة واستقبل الميزاب فسُمِّيَ المسجد مسجد القبلتين وذلك يوم الإثنين للنصف من رجب على رأس ثمانية عشر شهرا، قال الجمهور الأعظم: إنما حرفت في النصف من شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من الهجرة.u
وفي البخاري: بينا الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال: إن رسول الله ﷺ قد أنزل عليه قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها فاستداروا إلى الكعبة.
قال تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَآء مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِى كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِى مَن يَشَآء إِلَى صِرطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (البقرة: 142)، وهذا رد على اليهود والمنافقين الذين ساءهم ذلك، وعن يزيد النحوي عن عكرمة والحسن والبصري قالا: أول ما نسخ من القرآن القبلة.