كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الصلاة/باب ما نهي عن اتخاذ المساجد فيه والصلاة فيه
باب ما نهي عن اتخاذ المساجد فيه والصلاة فيه
[عدل]الترمذي: حدثنا ابن أبي عمر وأبو عمار - هو الحسين بن حريث المروزي - قالا: ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ: " الأرض كلها مسجد، إلا المقبرة والحمام ".
أبو داود: حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد. وثنا مسدد، ثنا عبد الواحد، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ قال موسى في حديثه: فيما يحسب عمرو أن النبي ﷺ قال -: " الأرض كلها مسجد، إلا الحمام والمقبرة ".
اختلف في إسناد هذا الحديث.
وروى أبو بكر البزار: حدثنا محمد بن المثنى، ثنا حفص بن غياث، عن الأشعث، عن الحسن، عن أنس " أن النبي ﷺ نهى عن الصلاة بين القبور ".
أشعث هو ابن عبد الملك، قال يحيى بن سعيد: أشعث بن عبد الملك ثقة مأمون.
مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم - واللفظ لأبي بكر - قال إسحاق: أنا، وقال أبو بكر: ثنا زكريا بن عدي، عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث النجراني، حدثني جندب قال: " سمعت النبي ﷺ قبل أن يموت بخمس وهو يقول: إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، إني أنهاكم عن ذلك ".
مسلم: حدثني زهير بن حرب، ثنا يحيى بن سعيد - يعني القطان - ثنا هشام، أخبرني أبي، عن عائشة: " أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها في الحبشة فيها تصاوير لرسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة ".
ولمسلم في حديث آخر: " كنيسة يقال لها: مارية ".
مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد قالا: ثنا هاشم بن القاسم، ثنا شيبان، عن هلال بن أبي حميد، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: " قال رسول الله ﷺ في مرضه الذي لم يقم منه: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. قالت: فلولا ذاك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ قبره مسجدا ".
مسلم: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس ومالك، عن ابن شهاب قال: حدثني سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: " قاتل الله (يهود) اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".
مسلم: حدثني هارون بن سعيد وحرملة بن يحيى، قال حرملة:
أخبرنا، وقال هارون: ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عبيد الله بن عبد الله، أن عائشة وعبد الله بن عباس قالا: " لما نزلت برسول الله ﷺ طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود والنصارى واتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. يحذر مثل ما صنعوا ".
البزار: حدثنا محمد بن الحسن الكرماني - المعروف بابن أبي علي - ثنا سفيان ابن عيينة، ثنا حمزة بن المغيرة، ثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: " لا تتخذوا قبري وثنا ".
قال أبو بكر البزار: هذا الحديث إنما يجيء من هذا الطريق لم يحدث به إلا ابن عيينة عن حمزة بن المغيرة، عن سهيل.
أبو جعفر العقيلي: حدثنا عبد الله بن أحمد، ثنا الحميدي، ثنا سفيان بهذا الإسناد: " اللهم لا تجعل قبري وثنا، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".
ذكر هذا الحديث أبو جعفر في التاريخ الكبير، وكلا الحديثين ذكرهما أبو عمر في التمهيد في باب مرسل زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار.