كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الصلاة/باب الترتيل في القراءة ومن بكى في الصلاة
باب الترتيل في القراءة ومن بكى في الصلاة
[عدل]مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك، عن ابن شهاب، عن السائب بن يزيد، عن المطلب بن أبي وداعة السهمي، عن حفصة أنها قالت: " ما رأيت رسول الله ﷺ يصلي في سبحته قاعدا، حتى كان قبل وفاته بعام فكان يصلي في سبحته قاعدا، وكان يقرأ، بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها ".
مسلم: حدثني محمد بن رافع، وعبد بن حميد، واللفظ لابن رافع قال عبد: انا، وقال ابن رافع: ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، قال الزهري: وأخبرني حمزة بن [عبد الله] بن عمر، عن عائشة قالت: " لما دخل رسول الله ﷺ بيتي قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. قالت: فقلت: يا رسول الله إن أبا بكر رجل رقيق، إذا قرأ القرآن لا يملك دمعه، فلو أمرت غير أبي بكر. قالت: والله ما بي إلا كراهية أن يتشاءم الناس بأول من يقوم في مقام رسول الله ﷺ. قالت: فراجعته مرتين أو ثلاثا. فقال: ليصل بالناس أبو بكر؛ فإنكن صواحب يوسف ".
أبو داود: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، ثنا يزيد - يعني ابن هارون - أبنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن مطرف، عن أبيه قال: " رأيت النبي ﷺ يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء ".
النسائي: أخبرنا سويد بن نصر، أبنا عبد الله - هو ابن المبارك - عن حماد بن سلمة بهذا الإسناد قال: " أتيت رسول الله ﷺ وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل. يعني: يبكي ".
النسائي: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور الزهري، ثنا غندر، عن شعبة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال: " كسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ فصلى رسول الله فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع فأطال - قال شعبة: وأحسبه قال في السجود نحو ذلك - وجعل يبكي في سجوده وينفخ ويقول: رب لم تعدني هذا وأنا أستغفرك، لم تعدني هذا وأنا فيهم. فلما صلى قال: عرضت علي الجنة حتى لو مددت يدي تناولت من قطوفها، وعرضت على النار فجعلت أنفخ خشية أن يغشاكم حرها، ورأيت فيها سارق (بدنة) رسول الله ﷺ ورأيت فيها أخا بني (دعدع) سارق الحجيج، فإذا فطن له قال: هذا عمل المحجن، ورأيت فيها امرأة طويلة سوداء تعذب في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت، وإن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحدكم ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله - تعالى - فإذا (انكسف) إحداهما - أو قال: فعل إحداهما شيئا من ذلك - فاسعوا إلى ذكر الله ".
شعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وحماد بن زيد وحماد بن سلمة - رووا عن عطاء بن السائب قبل اختلاطه.