البداية والنهاية/الجزء الخامس/فصل غزوة تبوك آخر غزوة غزاها رسول الله عليه السلام
قال ابن إسحاق: وكانت غزوة تبوك آخر غزوة غزاها رسول الله ﷺ.
وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه يعدد أيام الأنصار مع رسول الله ﷺ ويذكر مواطنهم معه في أيام غزوه، قال ابن هشام: وتروى لابنه عبد الرحمن بن حسان:
ألست خير معد كلها نفرا * ومعشرا إن هموا عموا وإن حصلوا
قوم هموا شهدوا بدرا بأجمعهم * مع الرسول فما ألوا وما خذلوا
وبايعوه فلم ينكث به أحد * منهم ولم يك في إيمانه دخل
ويوم صبحهم في الشعب من أحد * ضرب رصين كحر النار مشتعل
ويوم ذي قرد يوم استثار بهم * على الجياد فما خانوا وما نكلوا
وذا العشيرة جاسوها بخيلهم * مع الرسول عليها البيض والأسل
ويوم ودان أجلوا أهله رقصا * بالخيل حتى نهانا الحزن والجبل
وليلة طلبوا فيها عدوهم * لله والله يجزيهم بما عملوا
وليلة بحنين جالدوا معه * فيها يعلهم في الحرب إذ نهلوا
وغزوة يوم نجد ثم كان لهم * مع الرسول بها الأسلاب والنفل
وغزوة القاع فرقنا العدو به * كما يفرق دون المشرب الرسل
ويوم بويع كانوا أهل بيعته * على الجلاد فآسوة وما عدلوا
وغزوة الفتح كانوا في سريته * مرابطين فما طاشوا وما عجلوا
ويوم خيبر كانوا في كتيبته * يمشون كلهم مستبسل بطل
بالبيض نرعش في الإيمان عارية * تعوج بالضرب أحيانا وتعتدل
ويوم سار رسول الله محتسبا * إلى تبوك وهم راياته الأول
وساسة الحرب إن حرب بدت لهم * حتى بدا لهم الإقبال والقفل
أولئك القوم أنصار النبي وهم * قومي أصير إليهم حين أتصل
ماتوا كراما ولم تنكث عهودهم * وقتلهم في سبيل الله إذ قتلوا