البداية والنهاية/الجزء الخامس/فصل خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة



فصل خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر


وقد خطب رسول الله في هذا اليوم الشريف خطبة عظيمة تواترت بها الأحاديث، ونحن نذكر منها ما يسره الله عز وجل.

قال البخاري - باب الخطبة أيام منى -: حدثنا علي بن عبد الله، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا فضيل بن غزوان، ثنا عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله خطب الناس يوم النحر فقال: «ياأيها الناس أي يوم هذا؟»

قالوا: يوم حرام.

قال: «فأي بلد هذا؟»

قالوا: بلد حرام.

قال: «فأي شهر هذا؟»

قالوا: شهر حرام.

قال: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا».

قال: فأعادها مرارا ثم رفع رأسه.

فقال: «اللهم هل بلغت اللهم قد بلغت».

قال ابن عباس: فوالذي نفسي بيده إنها لوصيته إلى أمته، فليبلغ الشاهد الغائب لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض.

ورواه الترمذي عن الفلاس، عن يحيى القطان به.

وقال: حسن صحيح.

وقال البخاري أيضا: حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو عامر، ثنا قرة عن محمد بن سيرين، أخبرني عبد الرحمن ابن أبي بكرة عن أبيه، ورجل أفضل في نفسي من عبد الرحمن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله يوم النحر فقال: «أتدرون أي يوم هذا؟».

قلنا: الله ورسوله أعلم.

فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: «أليس هذا يوم النحر؟».

قلنا: بلى!

قال: «أي شهر هذا؟»

قلنا: الله ورسوله أعلم.

فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: «أليس ذو الحجة؟».

قلنا: بلى!

قال: «أي بلد هذا؟».

قلنا: الله ورسوله أعلم.

فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال: «أليس بالبلدة الحرام؟».

قلنا: بلى!

قال: «فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقون ربكم، ألا هل بلغت؟».

قالوا: نعم.

قال: «اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض».

ورواه البخاري ومسلم من طرق عن محمد بن سيرين به.

ورواه مسلم من حديث عبد الله بن عون عن ابن سيرين، عن عبد الرحمن ابن أبي بكرة، عن أبيه فذكره.

وزاد في آخره: ثم انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما، وإلى جذيعة من الغنم فقسمها بيننا.

وقال الإمام: أحمد ثنا إسماعيل، أنبأنا أيوب عن محمد بن سيرين، عن أبي بكرة أن رسول الله خطب في حجته فقال: «ألا إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثني عشر شهرا منها أربعة حرم؛ ثلاثة متواليات ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان».

ثم قال: «ألا أي يوم هذا؟».

قلنا: الله ورسوله أعلم.

فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه.

قال: «أليس يوم النحر؟».

قلنا: بلى!

ثم قال: «أي شهر هذا؟».

قلنا: الله ورسوله أعلم.

فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه.

قال: «أليس ذا الحجة؟».

قلنا: بلى!

ثم قال: «أي بلد هذا؟»

قلنا: الله ورسوله أعلم.

فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه.

قال: «أليست البلدة؟»

قلنا: بلى!

قال: «فإن دماءكم وأموالكم - لأحبسه - قال: «وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا لا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا هل بلغت، ألا ليبلغ الشاهد الغائب، فلعل من يبلغه يكون أوعى له من بعض من سمعه».

هكذا وقع في مسند الإمام أحمد عن محمد بن سيرين، عن أبي بكرة.

وهكذا رواه أبو داود عن مسدد، والنسائي عن عمرو بن زرارة، كلاهما عن إسماعيل - وهو ابن علية - عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي بكرة به.

وهو منقطع لأن صاحبا الصحيح أخرجاه من غير وجه عن أيوب، وغيره عن محمد بن سيرين، عن عبد الرحمن ابن أبي بكرة، عن أبيه به.

وقال البخاري أيضا: ثنا محمد بن المثنى، ثنا يزيد بن هارون، أنبأنا عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه، عن ابن عمر قال: قال النبي بمنى: «أتدرون أي يوم هذا؟».

قالوا: الله ورسوله أعلم.

قال: «فإن هذا يوم حرام، أفتدرون أي بلد هذا؟».

قالوا: الله ورسوله أعلم.

قال: «بلد حرام».

قال: «أفتدرون أي شهر هذا؟».

قالوا: الله ورسوله أعلم.

قال: «شهر حرام، فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا».

وقد أخرجه البخاري في أماكن متفرقة من صحيحه، وبقية الجماعة إلا الترمذي من طرق عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن جده عبد الله بن عمر، فذكره.

قال البخاري، وقال هشام بن الغاز أخبرني نافع عن ابن عمر: وقف النبي يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج بهذا.

وقال: «هذا يوم الحج الأكبر».

فطفق النبي يقول: «اللهم اشهد» وودع الناس.

فقالوا: هذه حجة الوداع.

وقد أسند هذا الحديث أبو داود عن مؤمل بن الفضل، عن الوليد بن مسلم.

وأخرجه ابن ماجه عن هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، كلاهما عن هشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي أبي العباس الدمشقي به.

وقيامه عليه السلام بهذه الخطبة عند الجمرات يحتمل أنه بعد رميه الجمرة يوم النحر وقبل طوافه.

ويحتمل أنه بعد طوافه، ورجوعه الى منى ورميه بالجمرات.

لكن يقوي الأول ما رواه النسائي حيث قال: حدثنا عمرو بن هشام الحراني، ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم، عن زيد ابن أبي أنيسة، عن يحيى بن حصين الأحمسي، عن جدته أم حصين قالت: حججت في حجة النبي فرأيت بلالا آخذا بقود راحلته، وأسامة بن زيد رافع عليه ثوبه يظله من الحر، وهو محرم حتى رمى جمرة العقبة ثم خطب الناس، فحمد وأثنى عليه، وذكر قولا كثيرا.

وقد رواه مسلم من حديث زيد ابن أبي أنيسة عن يحيى بن الحصين، عن جدته أم الحصين قالت: حججت مع رسول الله حجة الوداع فرأيت أسامة، وبلالا أحدهما آخذ بخطام ناقة رسول الله، والآخر رافع ثوبه يستره من الحر حتى رمى جمرة العقبة.

قالت: فقال رسول الله قولا كثيرا، ثم سمعته يقول: «إن أمر عليكم عبد مجدع - حسبتها قالت: أسود - يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوه».

وقال الإمام أحمد: ثنا محمد بن عبيد الله، ثنا الأعمش عن أبي صالح - وهو ذكوان السمان - عن جابر.

قال: خطبنا رسول الله يوم النحر فقال: «أي يوم أعظم حرمة؟».

قالوا: يومنا هذا.

قال: «أي شهر أعظم حرمة؟».

قالوا: شهرنا هذا.

قال: «أي بلد أعظم حرمة؟».

قالوا: بلدنا هذا.

قال: «فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، هل بلغت؟».

قالوا: نعم.

قال: «اللهم اشهد».

انفرد به أحمد من هذا الوجه وهو على شرط الصحيحين.

ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة عن أبي معاوية، عن الأعمش به.

وقد تقدم حديث جعفر بن محمد عن أبيه، عن جابر في خطبته عليه السلام يوم عرفة، فالله أعلم.

قال الإمام أحمد: ثنا علي بن بحر، ثنا عيسى بن يونس عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله في حجة الوداع فذكر معناه.

وقد رواه ابن ماجه عن هشام بن عمار، عن عيسى بن يونس به، وإسناده على شرط الصحيحين، فالله أعلم.

وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا أبو هشام، ثنا حفص عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد أن رسول الله خطب فقال: «أي يوم هذا؟».

قالوا: يوم حرام.

قال: «فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا».

ثم قال البزار: رواه أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد، وجمعهما لنا أبو هشام عن حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد.

قلت: وتقدم رواية أحمد له عن محمد بن عبيد الطنافسي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر بن عبد الله فلعله عند أبي صالح عن الثلاثة، والله أعلم.

وقال هلال بن يساف عن سلمة بن قيس الأشجعي قال: قال رسول الله في حجة الوداع: «إنما هن أربع: لا تشركوا بالله شيئا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنوا، ولا تسرقوا».

قال: فما أنا بأشج عليهن مني حين سمعتهن من رسول الله .

وقد رواه أحمد والنسائي من حديث منصور عن هلال بن يساف.

وكذلك رواه سفيان بن عيينة والثوري عن منصور.

وقال ابن حزم في حجة الوداع: حدثنا أحمد بن عمر بن أنس العذري، ثنا أبو ذر عبد الله بن أحمد الهروي الأنصاري، ثنا أحمد بن عبدان الحافظ بالأهواز، ثنا سهل بن موسى بن شيرزاد، ثنا موسى بن عمرو بن عاصم، ثنا أبو العوام، ثنا محمد بن جحادة عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك قال: شهدت رسول الله في حجة الوداع وهو يخطب وهو يقول: «أمك وأباك وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك».

قال: فجاء قوم فقالوا: يا رسول الله قبلنا بنو يربوع.

فقال رسول الله : «لا تجني نفس على أخرى».

ثم سأله رجل نسي أن يرمي الجمار.

فقال: «ارم ولا حرج».

ثم أتاه آخر فقال: يا رسول الله نسيت الطواف.

فقال: «طف ولا حرج».

ثم أتاه آخر حلق قبل أن يذبح.

قال: «اذبح ولا حرج».

فما سألوه يومئذ عن شيء إلا قال: «لا حرج لا حرج».

ثم قال: «قد أذهب الله الحرج إلا رجلا اقترض امرأ مسلما فذلك الذي حرج وهلك».

وقال: «ما أنزل الله داء إلا أنزل له دواء إلا الهرم».

وقد روى الإمام أحمد، وأهل السنن بعض هذا السياق من هذه الطريق.

وقال الترمذي: حسن صحيح.

وقال الإمام أحمد: ثنا حجاج، حدثني شعبة عن علي بن مدرك سمعت أبا زرعة يحدث عن جرير - وهو جده - عن النبي قال في حجة الوداع: يا جرير استنصت الناس.

ثم قال في خطبته: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض».

ثم رواه أحمد عن غندر، وعن ابن مهدي، كل منهما عن شعبة به.

وأخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة به.

وقال أحمد: ثنا ابن نمير، ثنا إسماعيل عن قيس قال: بلغنا أن جريرا قال: قال رسول الله: استنصت الناس ثم قال عند ذلك: «لا أعرفن بعد ما أرى ترجعون كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض».

ورواه النسائي من حديث عبد الله بن نمير به.

وقال النسائي: ثنا هناد بن السري عن أبي الأحوص، عن ابن غرقدة، عن سليمان بن عمرو، عن أبيه قال: شهدت رسول الله في حجة الوداع يقول: «أيها الناس - ثلاث مرات - أي يوم هذا؟».

قالوا: يوم الحج الأكبر.

قال: «فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، ولا يجني جان على والده، ألا إن الشيطان قد يئس أن يعبد في بلدكم هذا، ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من أعمالكم فيرضى، ألا وإن كل ربا من ربا الجاهلية يوضع لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون» وذكر تمام الحديث.

وقال أبو داود - باب من قال خطب يوم النحر -: حدثنا هارون بن عبد الله، ثنا هشام بن عبد الملك، ثنا عكرمة - هو ابن عمار -، ثنا الهرماس بن زياد الباهلي قال: رأيت رسول الله يخطب الناس على ناقته العضباء يوم الأضحى بمنى.

ورواه أحمد والنسائي من غير وجه عن عكرمة بن عمار، عن الهرماس قال: كان أبي مردفي فرأيت رسول الله يخطب الناس بمنى يوم النحر على ناقته العضباء.

لفظ أحمد وهو من ثلاثيات المسند ولله الحمد.

ثم قال أبو داود: ثنا مؤمل بن الفضل الحراني، ثنا الوليد، ثنا ابن جرير، ثنا سليم بن عامر الكلاعي سمعت أبا أمامة يقول: سمعت خطبة رسول الله بمنى يوم النحر.

وقال الامام أحمد: ثنا عبد الرحمن عن معاوية بن صالح، عن سليم بن عامر الكلاعي سمعت أبا امامة يقول: سمعت رسول الله وهو يومئذ على الجدعاء واضع رجليه في الغرز يتطاول ليسمع الناس.

فقال بأعلا صوته: «ألا تسمعون؟».

فقال رجل من طوائف الناس: يا رسول الله ماذا تعهد إلينا؟.

فقال: «اعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأطيعوا إذا أمرتم، تدخلوا جنة ربكم».

فقلت: يا أبا أمامة مثل من أنت يومئذ.

قال: أنا يومئذ ابن ثلاثين سنة، أزاحم البعير أزحزحه قدما لرسول الله .

ورواه أحمد أيضا عن زيد بن الحباب، عن معاوية بن صالح.

وأخرجه الترمذي عن موسى بن عبد الرحمن الكوفي، عن زيد بن الحباب.

وقال: حسن صحيح.

قال الإمام أحمد: ثنا أبو المغيرة، ثنا إسماعيل بن عباس، ثنا شرحبيل بن مسلم الخولاني سمعت أبا أمامة الباهلي يقول: سمعت رسول الله يقول في خطبته عام حجة الوداع: «إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث، والولد للفراش، وللعاهر الحجر، وحسابهم على الله، ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله التابعة إلى يوم القيامة، لا تنفق امرأة من بيتها إلا بإذن زوجها».

فقيل: يا رسول الله ولا الطعام.

قال: «ذاك أفضل أموالنا».

ثم قال رسول الله: «العارية مؤداة، والمنحة مردودة، والدين مقضي، والزعيم غارم».

ورواه أهل السنن الأربعة من حديث إسماعيل بن عياش.

وقال الترمذي: حسن.

ثم قال أبو داود رحمه الله باب من يخطب يوم النحر: حدثنا عبد الوهاب بن عبد الرحيم الدمشقي، ثنا مروان عن هلال بن عامر المزني، حدثني رافع بن عمرو المزني قال: رأيت رسول الله يخطب الناس بمنى حين ارتفع الضحى على بغلة شهباء، وعلي يعبر عنه، والناس بين قائم وقاعد.

ورواه النسائي عن دحيم، عن مروان الفزاري به.

وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، ثنا هلال بن عامر المزني عن أبيه قال: رأيت رسول الله يخطب الناس بمنى على بغلة وعليه برد أحمر قال: ورجل من اهل بدر بين يديه يعبر عنه.

قال: فجئت حتى أدخلت يدي بين قدمه وشراكه.

قال: فجعلت أعجب من بردها.

حدثنا محمد بن عبيد، ثنا شيخ من بني فزارة عن هلال بن عامر المزني، عن أبيه قال: رأيت رسول الله على بغلة شهباء وعلي يعبر عنه.

ورواه أبو داود من حديث أبي معاوية عن هلال بن عامر ثم قال أبو داود - باب ما يذكر الإمام في خطبته بمنى -: حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث عن حميد الأعرج، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي قال: خطبنا رسول الله ونحن بمنى ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا، فطفق يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار فوضع السباحتين ثم قال: حصى الخذف، ثم أمر المهاجرين فنزلوا في مقدم المسجد، وأمر الأنصار فنزلوا من وراء المسجد، ثم نزل الناس بعد ذلك.

وقد رواه أحمد عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه.

وأخرجه النسائي من حديث ابن المبارك عن عبد الوارث كذلك.

وتقدم رواية الإمام أحمد له عن عبد الرزاق، عن معمر، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن عبد الرحمن بن معاذ، عن رجل من الصحابة، فالله أعلم.

وثبت في الصحيحين من حديث ابن جريج عن الزهري، عن عيسى بن طلحة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله بينا هو يخطب يوم النحر، فقام إليه رجل فقال: كنت أحسب أن كذا وكذا قبل كذا وكذا.

ثم قام آخر فقال: كنت أحسب أن كذا، وكذا قبل كذا.

فقال رسول الله : «افعل ولا حرج».

وأخرجاه من حديث مالك.

زاد مسلم ويونس عن الزهري به، وله ألفاظ كثيرة ليس هذا موضع استقصائها، ومحله (كتاب الأحكام) وبالله المستعان.

وفي لفظ الصحيحين قال: فما سئل رسول الله في ذلك اليوم عن شيء قدم وإلا أخر، إلا قال: «افعل ولا حرج».

البداية والنهاية - الجزء الخامس
ذكر غزوة تبوك في رجب 9 هجرية | فصل فيمن تخلف معذورا من البكائين وغيرهم | فصل تخلف عبد الله ابن أبي وأهل الريب عام تبوك | مروره صلى الله عليه وسلم بمساكن ثمود | ذكر خطبته صلى الله عليه وسلم إلى تبوك إلى نخلة هناك | الصلاة على معاوية ابن أبي معاوية | قدوم رسول قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك | مصالحته عليه السلام ملك أيلة وأهل جرباء وأذرح قبل رجوعه من تبوك | بعثه عليه السلام خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة | فصل | قصة مسجد الضرار | ذكر أقوام تخلفوا من العصاة غير هؤلاء | ما كان من الحوادث بعد منصرفه من تبوك | قدوم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان من سنة تسع | موت عبد الله بن أبي قبحه الله | فصل غزوة تبوك آخر غزوة غزاها رسول الله عليه السلام | أبو بكر الصديق أميرا على الحج | موت النجاشي سنة تسع وموت أم كلثوم بنت رسول الله | كتاب الوفود الواردين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم | حديث في فضل بني تميم | وفد بني عبد القيس | قصة ثمامة ووفد بني حنيفة ومعهم مسيلمة الكذاب | وفد أهل نجران | وفد بني عامر وقصة عامر بن الطفيل وأربد بن مقيس | قدوم ضمام بن ثعلبة وافدا على قومه | فصل إسلام ضماد الأزدي وقومه | وفد طيء مع زيد الخيل رضي الله عنه | قصة عدي بن حاتم الطائي | قصة دوس والطفيل بن عمرو | قدوم الأشعريين وأهل اليمن | قصة عمان والبحرين | وفود فروة بن مسيك المرادي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم | قدوم عمرو بن معد يكرب في أناس من زبيد | قدوم الأشعث بن قيس في وفد كندة | قدوم أعشى بن مازن على النبي صلى الله عليه وسلم | قدوم صرد بن عبد الله الأزدي في نفر من قومه ثم وفود أهل جرش بعدهم | قدوم رسول ملوك حمير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم | قدوم جرير بن عبد الله البجلي وإسلامه | وفادة وائل بن حجر أحد ملوك اليمن | وفادة لقيط بن عامر المنتفق أبي رزين العقيلي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم | وفادة زياد بن الحارث رضي الله عنه | وفادة الحارث بن حسان البكري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم | وفادة عبد الرحمن ابن أبي عقيل مع قومه | قدوم طارق بن عبيد الله وأصحابه | قدوم وافد فروة بن عمرو الجذامي صاحب بلاد معان | قدوم تميم الداري على رسول الله صلى الله عليه وسلم | وفد بني أسد | وفد بني عبس | وفد بني فزارة | وفد بني مرة | وفد بني ثعلبة | وفد بني محارب | وفد بني كلاب | وفد بني رؤاس من كلاب | وفد بني عقيل بن كعب | وفد بني قشير بن كعب | وفد بني البكاء | وفد كنانة | وفد أشجع | وفد باهلة | وفد بني سليم | وفد بني هلال بن عامر | وفد بني بكر بن وائل | وفد بني تغلب | وفادات أهل اليمن: وفد تجيب | وفد خولان | وفد جعفي | فصل في قدوم الأزد على رسول الله صلى الله عليه وسلم | وفد كندة | وفد الصدف | وفد خشين | وفد بني سعد | وفد السباع | فصل ذكر وفود الجن بمكة قبل الهجرة | سنة عشر من الهجرة باب بعث رسول الله خالد بن الوليد | بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمراء إلى أهل اليمن | بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي وخالد إلى اليمن | كتاب حجة الوداع في سنة عشر | باب بيان أنه عليه السلام لم يحج من المدينة إلا حجة واحدة | باب خروجه عليه السلام من المدينة لحجة الوداع | باب صفة خروجه عليه السلام من المدينة إلى مكة للحج | باب بيان الموضع الذي أهل منه عليه السلام | باب بسط البيان لما أحرم به عليه السلام في حجته هذه | ذكر ما قاله أنه صلى الله عليه وسلم حج متمتعا | ذكر حجة من ذهب إلى أنه عليه السلام كان قارنا | اختلاف جماعة من الصحابة في صفة حج رسول الله | فصل عدم نهي النبي عليه السلام عن حج التمتع والقران | ذكر تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم | فصل في التلبية | ذكرالأماكن التي صلى فيها صلى الله عليه وسلم وهو ذاهب من المدينة إلى مكة في عمرته وحجته | باب دخول النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة شرفها الله عز وجل | صفة طوافه صلوات الله وسلامه عليه | ذكر رمله عليه السلام في طوافه واضطباعه | ذكر طوافه صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة | فصل من لم يسق معه هدي فليحل ويجعلها عمرة | فصل قول بعض الصحابة فيمن لم يسق الهدي بفسخ الحج إلى العمرة | فصل نزول النبي عليه السلام بالأبطح شرقي مكة | فصل قدوم رسول الله منيخ بالبطحاء خارج مكة | فصل صلاته صلى الله عليه وسلم بالأبطح الصبح وهو يوم التروية | فصل دعاؤه صلى الله عليه وسلم يوم عرفة | ذكر ما نزل على رسول الله من الوحي في هذا الموقف | ذكر إفاضته عليه السلام من عرفات إلى المشعر الحرام | فصل تقديم رسول الله ضعفة أهله بالليل ليقفوا بالمزدلفة | ذكر تلبيته عليه السلام بالمزدلفة | وقوفه عليه السلام بالمشعر الحرام ودفعه من المزدلفة قبل طلوع الشمس | ذكر رميه عليه السلام جمرة العقبة وحدها يوم النحر | فصل انصراف رسول الله إلى المنحر واشراكه سيدنا علي بالهدي | صفة حلقه رأسه الكريم عليه الصلاة والتسليم | فصل تحلله صلى الله عليه وسلم بعد رمي جمرة العقبة | ذكر إفاضته صلى الله عليه وسلم إلى البيت العتيق | فصل اكتفاء رسول الله عليه السلام بطوافه الأول | فصل رجوعه عليه الصلاة والسلام إلى منى | فصل خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر | فصل نزوله عليه الصلاة والسلام في منى | فصل خطبة النبي عليه الصلاة والسلام في ثاني أيام التشريق | حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يزور البيت كل ليلة من ليالي منى | فصل يوم الزينة | فصل خروج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة | فائدة عزيزة | فصل خطبته صلى الله عليه وسلم بين مكة والمدينة | سنة إحدى عشرة من الهجرة | فصل في الآيات والأحاديث المنذرة بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم | ذكر أمره عليه السلام أبا بكر الصديق رضي الله عنه أن يصلي بالصحابة أجمعين | احتضاره ووفاته عليه السلام | فصل في ذكر أمور مهمة وقعت بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وقبل دفنه | قصة سقيفة بني ساعدة | فصل خلافة أبي بكر | فصل في ذكر الوقت الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم | صفة غسله عليه السلام | صفة كفنه عليه الصلاة والسلام | كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم | صفة دفنه عليه السلام وأين دفن | آخر الناس به عهدا عليه الصلاة والسلام | متى وقع دفنه عليه الصلاة والسلام | صفة قبره عليه الصلاة والسلام | ما أصاب المسلمين من المصيبة بوفاته صلى الله عليه وسلم | ما ورد من التعزية به عليه الصلاة والسلام | فصل فيما روي من معرفة أهل الكتاب بيوم وفاته عليه السلام | فصل ارتداد العرب بوفاته صلى الله عليه وسلم | فصل قصائد حسان بن ثابت رضي الله عنه في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم | باب ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم | باب بيان أنه عليه السلام قال لا نورث | بيان رواية الجماعة لما رواه الصديق وموافقتهم على ذلك | فصل النبي صلى الله عليه وسلم لا يورث | باب زوجاته وأولاده صلى الله عليه وسلم | فصل فيمن خطبها عليه السلام ولم يعقد عليها | فصل في ذكر سراريه عليه السلام | فصل في ذكر أولاده عليه الصلاة والسلام | باب ذكر عبيده عليه الصلاة والسلام وإمائه وخدمه وكتابه وأمنائه | إماؤه عليه السلام | فصل وأما خدامه عليه السلام الذين خدموه من الصحابة | فصل أما كتاب الوحي وغيره بين يديه صلوات الله وسلامه عليه | فصل أمناء الرسول صلى الله عليه وسلم