البداية والنهاية/الجزء الخامس/باب صفة خروجه عليه السلام من المدينة إلى مكة للحج
قال البخاري: حدثنا إبراهيم بن المنذر، ثنا أنس بن عياض عن عبيد الله هو: ابن عمر، عن نافع، عن عبد الله بن عمر: أن رسول الله ﷺ كان يخرج من طريق الشجرة، ويدخل من طريق المعرس، وأن رسول الله ﷺ كان إذا خرج إلى مكة يصلي في مسجد الشجرة، وإذا رجع صلى بذي الحليفة ببطن الوادي، وبات حتى يصبح.
تفرد به البخاري من هذا الوجه.
وقال الحافظ أبو بكر البزار: وجدت في كتابي عن عمرو بن مالك، عن يزيد بن زريع، عن هشام، عن عروة، عن ثابت، عن ثمامة، عن أنس: أن النبي ﷺ حج على رحل رث وتحته قطيفة وقال: «حجة لا رياء فيها، ولا سمعة».
وقد علقه البخاري في صحيحه فقال: وقال محمد ابن أبي بكر المقدمي: حدثنا يزيد بن زريع عن عروة، عن ثابت، عن ثمامة قال: حج أنس على رحل رث ولم يكن شحيحا، وحدث أن رسول الله ﷺ حج على رحل، وكانت زاملته.
هكذا ذكره البزار والبخاري معلقا، مقطوع الإسناد من أوله.
وقد أسنده الحافظ البيهقي في سننه فقال: أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا محمد ابن أبي بكر، ثنا يزيد بن زريع فذكره.
وقد رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده من وجه آخر عن أنس بن مالك فقال: حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي، عن أنس قال:
حج رسول الله ﷺ على رحل رث وقطيفة تساوي - أو لا تساوي - أربعة دراهم فقال: «اللهم حجة لا رياء فيها».
وقد رواه الترمذي في (الشمائل) من حديث أبي داود الطيالسي.
وسفيان الثوري وابن ماجه من حديث وكيع بن الجراح، ثلاثتهم عن الربيع بن صبيح به وهو إسناد ضعيف، من جهة يزيد بن أبان الرقاشي فإنه غير مقبول الرواية عند الأئمة.
وقال الإمام أحمد: حدثنا هاشم، ثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه قال: صدرت مع ابن عمر، فمرت بنا رفقة يمانية ورحالهم الأدم، وخطم إبلهم الخرز.
فقال عبد الله: من أحب أن ينظر إلى أشبه رفقة وردت العام برسول الله ﷺ وأصحابه إذا قدموا في حجة الوداع، فلينظر إلى هذه الرفقة.
ورواه أبو داود عن هناد، عن وكيع، عن إسحاق، عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن ابن عمر.
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو طاهر الفقية، وأبو زكريا ابن أبي إسحاق، وأبو بكر بن الحسن، وأبو سعيد ابن أبي عمرو، قالوا: ثنا أبو العباس - هو الأصم -، أنبأنا محمد بن عبد الله بن الحكم، أنبانا سعيد بن بشير القرشي، حدثنا عبد الله بن حكيم الكناني - رجل من أهل اليمن من مواليهم - عن بشر بن قدامة الضبابي قال: أبصرت عيناي حبيبي رسول الله ﷺ واقفا بعرفات مع الناس على ناقة، له حمراء قصواء تحته قطيفة بولانية، وهو يقول: «اللهم اجعلها حجة غير رياء ولا منا ولا سمعة».
والناس يقولون: هذا رسول الله ﷺ.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن إدريس، ثنا ابن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه أن أسماء بنت أبي بكر قالت: خرجنا مع النبي ﷺ حجاجا حتى أدركنا بالعرج، نزل رسول الله ﷺ فجلست عائشة إلى جنب رسول الله ﷺ وجلست إلى جنب أبي، وكانت زمالة رسول الله ﷺ وزمالة أبي بكر واحدة مع غلام أبي بكر، فجلس أبو بكر ينتظر أن يطلع عليه، فطلع عليه وليس معه بعيره فقال: أين بعيرك؟.
فقال: أضللته البارحة.
فقال أبو بكر: بعير واحد تضله، فطفق يضربه، ورسول الله ﷺ يبتسم ويقول: «انظروا إلى هذا المحرم وما يصنع».
وكذا رواه أبو داود عن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد العزيز ابن أبي رزمة.
وأخرجه ابن ماجه عن أبي بكر ابن أبي شيبة، ثلاثتهم عن عبد الله بن إدريس به.
فأما الحديث الذي رواه أبو بكر البزار في مسنده قائلا: حدثنا إسماعيل بن حفص، ثنا يحيى بن اليمان، ثنا حمزة الزيات عن حمران بن أعين، عن أبي الطفيل، عن أبي سعيد قال: حج النبي ﷺ وأصحابه مشاة من المدينة إلى مكة، قد ربطوا أوساطهم، ومشيهم خلط الهرولة.
فإنه حديث منكر، ضعيف الإسناد، وحمزة بن حبيب الزيات ضعيف، وشيخ متروك الحديث.
وقد قال البزار: لا يروى إلا من هذا الوجه وإن كان إسناده حسنا عندنا، ومعناه: أنهم كانوا في عمرة، إن ثبت الحديث لأنه عليه السلام إنما حج حجة واحدة وكان راكبا، وبعض أصحابه مشاة.
قلت: ولم يعتمر النبي ﷺ في شيء من عمره ماشيا لا في الحديبية، ولا في القضاء، ولا الجعرانة، ولا في حجة الوداع، وأحواله عليه السلام أشهر وأعرف من أن تخفى على الناس، بل هذا الحديث منكر شاذ لا يثبت مثله والله أعلم.
تقدم أنه عليه السلام صلى الظهر بالمدينة أربعا، ثم ركب منها إلى الحليفة وهي وادي العقيق فصلى بها العصر ركعتين، فدل على أنه جاء الحليفة نهارا في وقت العصر، فصلى بها العصر قصرا، وهي من المدينة على ثلاثة أميال، ثم صلى بها المغرب والعشاء، وبات بها حتى أصبح، فصلى بأصحابه وأخبرهم أنه جاءه الوحي من الليل بما يعتمده في الإحرام.
كما قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن آدم، ثنا زهير عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، عن النبي ﷺ أنه أتى في المعرس من ذي الحليفة، فقيل له: إنك ببطحاء مباركة.
وأخرجاه في الصحيحين من حديث موسى بن عقبة به.
وقال البخاري: حدثنا الحميدي، ثنا الوليد وبشر بن بكر قالا: ثنا الأوزاعي، ثنا يحيى، حدثني عكرمه أنه سمع ابن عباس أنه سمع ابن عمر يقول: سمعت رسول الله بوادي العقيق يقول: «أتاني الليلة آت من ربي فقال: صل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة».
تفرد به دون مسلم.
فالظاهر: أنه أمره عليه السلام بالصلاة في وادي العقيق، هو أمر بالإقامة به إلى أن يصلي صلاة الظهر، لأن الأمر إنما جاءه في الليل، وأخبرهم بعد صلاة الصبح فلم يبق إلا صلاة الظهر فأمر أن يصليها هنالك، وأن يوقع الإحرام بعدها.
ولهذا قال: «أتاني الليلة آت من ربي عز وجل فقال: صل في هذا الوادي المبارك وقل عمرة في حجة».
وقد احتج به على الأمر بالقرآن في الحج، وهو من أقوى الأدلة على ذلك كما سيأتي بيانه قريبا.
والمقصود: أنه عليه السلام أمر بالإقامة بوادي العقيق إلى صلاة الظهر، وقد امتثل صلوات الله وسلامه عليه ذلك، فأقام هنالك وطاف على نسائه في تلك الصبيحة وكن تسع نسوة، وكلهن خرج معه، ولم يزل هنالك حتى صلى الظهر، كما سيأتي في حديث أبي حسان الأعرج عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ صلى الظهر بذي الحليفة، ثم أشعر بدنته، ثم ركب فأهل، وهو عند مسلم.
وهكذا قال الإمام أحمد: حدثنا روح، ثنا أشعث - هو ابن عبد الملك - عن الحسن، عن أنس أن رسول الله ﷺ صلى الظهر ثم ركب راحلته، فلما علا شرف البيداء أهل.
ورواه أبو داود عن أحمد بن حنبل والنسائي عن إسحاق بن راهويه، عن النضر بن شميل، عن أشعث بمعناه.
وعن أحمد بن الأزهر عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أشعث أتم منه.
وهذا فيه رد على ابن حزم حيث زعم أن ذلك في صدر النهار، وله أن يعتضد بما رواه البخاري: من طريق أيوب عن رجل، عن أنس أن رسول الله بات بذي الحليفة حتى أصبح، فصلى الصبح ثم ركب راحلته، حتى إذا استوت به البيداء أهل بعمرة وحج.
ولكن في إسناده رجل مبهم، والظاهر أنه أبو قلابة والله أعلم.
قال مسلم في صحيحه: حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، ثنا خالد - يعني: ابن الحارث - ثنا شعبة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، سمعت أبي يحدث عن عائشة أنها قالت: كنت أطيب رسول الله ﷺ ثم يطوف على نسائه، ثم يصبح محرما ينضح طيبا.
وقد رواه البخاري من حديث شعبة، وأخرجاه من حديث أبي عوانة، زاد مسلم ومسعر، وسفيان ابن سعيد الثوري أربعتهم عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر به.
وفي رواية لمسلم عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال: سألت عبد الله بن عمر عن الرجل يتطيب ثم يصبح محرما.
قال: ما أحب أني أصبح محرما أنضح طيبا، لأن أطلي القطران أحب إلي من أن أفعل ذلك.
فقالت عائشة: أنا طيبت رسول الله عند إحرامه، ثم طاف في نسائه ثم أصبح محرما.
وهذا اللفظ الذي رواه مسلم يقتضي أنه كان ﷺ يتطيب قبل أن يطوف على نسائه، ليكون ذلك أطيب لنفسه وأحب إليهن، ثم لما اغتسل من الجنابة وللإحرام تطيب أيضا للإحرام طيبا آخر.
كما رواه الترمذي والنسائي من حديث عبد الرحمن ابن أبي الزناد عن أبيه، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه أنه رأى رسول الله ﷺ تجرد لإهلاله واغتسل.
وقال الترمذي: حسن غريب.
وقال الإمام أحمد: حدثنا زكريا بن عدي، أنبأنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ إذا أراد أن يحرم غسل رأسه بخطمي وأشنان، ودهنه بشيء من زيت غير كثير.
الحديث تفرد به أحمد.
وقال أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله: أنبأنا سفيان بن عيينة، عن عثمان بن عروة: سمعت أبي يقول: سمعت عائشة تقول: طيبت رسول الله ﷺ لحرمه ولحله.
قلت لها: بأي طيب؟
قال: بأطيب الطيب.
وقد رواه مسلم من حديث سفيان بن عيينة.
وأخرجه البخاري من حديث وهب عن هشام بن عروة عن أخيه عثمان، عن أبيه عروة، عن عائشة به.
وقال البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف، أنبأنا مالك عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: كنت أطيب رسول الله ﷺ لإحرامه حين يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت.
وقال مسلم: حدثنا عبد بن حميد، أنبأنا محمد ابن أبي بكر، أنبأنا ابن جريج، أخبرني عمر بن عبد الله بن عروة، أنه سمع عروة والقاسم يخبرانه عن عائشة قالت: طيبت رسول الله بيدي بذريرة في حجة الوداع للحل والإحرام.
وروى مسلم من حديث سفيان بن عيينة عن الزهري، عن عروة عن عائشة قالت: طيبت رسول الله ﷺ بيدي هاتين لحرمه حين أحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت.
وقال مسلم: حدثني أحمد بن منيع، ويعقوب الدورقي قالا: ثنا هشيم، أنبأنا منصور عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: كنت أطيب النبي ﷺ قبل أن يحرم ويحل، ويوم النحر قبل أن يطوف بالبيت بطيب فيه مسك.
وقال مسلم: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، وزهير بن حرب قالا: ثنا وكيع ثنا الأعمش عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة قالت: كأني أنظر إلى وبيص المسك في مفرق رسول الله ﷺ وهو يلبي.
ثم رواه مسلم من حديث الثوري وغيره عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: كأني أنظر إلى وبيص المسك في مفرق رسول الله ﷺ وهو محرم.
ورواه البخاري من حديث سفيان الثوري، ومسلم من حديث الأعمش كلاهما عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود عنها.
وأخرجاه في الصحيحين من حديث شعبة عن الحكم بن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة.
وقال أبو داود الطيالسي: أنبأنا أشعث عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: كأني أنظر إلى وبيص الطيب في أصول شعر رسول الله ﷺ وهو محرم.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة عن إبراهيم النخعي، عن الأسود، عن عائشة قالت: كأني أنظر إلى وبيص الطيب في مفرق النبي ﷺ بعد أيام وهو محرم.
وقال عبد الله بن الزبير الحميدي: ثنا سفيان بن عيينة، ثنا عطاء بن السائب عن إبراهيم النخعي، عن الأسود، عن عائشة قالت: رأيت الطيب في مفرق رسول الله بعد ثالثة، وهو محرم.
فهذه الأحاديث دالة على أنه عليه السلام تطيب بعد الغسل، إذ لو كان الطيب قبل الغسل لذهب به الغسل ولما بقي له أثر، ولا سيما بعد ثلاثة أيام من يوم الإحرام.
وقد ذهب طائفة من السلف منهم: ابن عمر، إلى كراهة التطيب عند الإحرام، وقد روينا هذا الحديث من طريق ابن عمر عن عائشة فقال الحافظ البيهقي: أنبأنا أبو الحسين ابن بشران - ببغداد - أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد المصري، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا عبد الرحمن ابن أبي العمر، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن عائشة أنها قالت: طيبت رسول الله ﷺ بالغالية الجيدة عند إحرامه.
وهذا إسناد غريب عزيز المخرج.
ثم إنه عليه السلام لبد رأسه ليكون أحفظ لما فيه من الطيب، وأصون له من استقرار التراب والغبار.
قال مالك عن نافع عن ابن عمر: أن حفصة زوج النبي ﷺ قالت: يا رسول الله ما شأن الناس حلوا من العمرة ولم تحل أنت من عمرتك؟
قال: «إني لبدت رأسي، وقلدت هدي، فلا أحل حتى أنحر».
وأخرجاه في الصحيحين من حديث مالك، وله طرق كثيرة عن نافع.
قال البيهقي: أنبأنا الحاكم، أنبأنا الأصم، أنبأنا يحيى، ثنا عبيد الله بن عمر القواريري، ثنا عبد الأعلى، ثنا محمد بن إسحاق عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله ﷺ لبد رأسه بالعسل.
وهذا إسناد جيد.
ثم أنه عليه السلام أشعر الهدي وقلده، وكان معه بذي الحليفة.
قال الليث عن عقيل، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: تمتع رسول الله ﷺ في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج، وأهدى فساق معه الهجدي من ذي الحليفة.
وسيأتي الحديث بتمامه، وهو في الصحيحين، والكلام عليه إن شاء الله.
وقال مسلم: حدثنا محمد بن المثنى، ثنا معاذ بن هشام - هو الدستوائي - حدثني أبي عن قتادة، عن أبي حسان، عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ لما أتى ذا الحليفة دعا بناقته فأشعرها في صفحة سنامها الأيمن، وسلت الدم، وقلدها نعلين، ثم ركب راحلته.
وقد رواه أهل السنن الأربعة من طرق عن قتادة.
وهذا يدل على أنه عليه السلام تعاطى هذا الإشعار والتقليد بيده الكريمة في هذه البدنة، وتولى إشعار بقية الهدي وتقليده غيره، فإنه قد كان هدي كثير، إما مائة بدنة أو أقل منها بقليل، وقد ذبح بيده الكريمة ثلاثا وستين بدنة، وأعطى عليا فذبح ما غبر.
وفي حديث جابر أن عليا قدم من اليمن ببدن للنبي ﷺ.
وفي سياق ابن إسحاق أنه عليه السلام أشرك عليا في بدنه والله أعلم.
وذكر غيره أنه ذبح هو وعلي يوم النحر مائة بدنة.
فعلى هذا يكون قد ساقها معه من ذي الحليفة، وقد يكون اشترى بعضها بعد ذلك وهو محرم.