البداية والنهاية/الجزء الرابع/فصل محاصرة النبي عليه السلام أهل خيبر في حصنيهم
المظهر
فصل محاصرة النبي عليه السلام أهل خيبر في حُصنيهم
قال ابن إسحاق: وحاصر رسول الله ﷺ أهل خيبر في حصنيهم الوطيح والسلالم، حتى إذا أيقنوا بالهلكة سألوه أن يسيرهم، وأن يحقن دماءهم ففعل، وكان رسول الله ﷺ قد حاز الأموال كلها: الشق، والنطاة، والكتيبة، وجميع حصونهم إلا ما كان من ذينك الحصنين، فلما سمع أهل فدك قد صنعوا ما صنعوا، بعثوا إلى رسول الله ﷺ يسألونه أن يسيرهم، ويحقن دماءهم، ويخلوا له الأموال ففعل.
وكان ممن مشى بين رسول الله ﷺ وبينهم في ذلك، محيصة بن مسعود أخو بني حارثة، فلما نزل أهل خيبر على ذلك، سألوا رسول الله ﷺ أن يعاملهم في الأموال على النصف، وقالوا: نحن أعلم بها منكم، وأعمر لها، فصالحهم رسول الله ﷺ على النصف على أنا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم، وعامل أهل فدك بمثل ذلك.