البداية والنهاية/الجزء الرابع/فصل في عدد الشهداء
قال موسى بن عقبة: جميع من استشهد يوم أحد من المهاجرين والأنصار تسعة وأربعون رجلا.
وقد ثبت في الحديث الصحيح عن البخاري عن البراء أنهم قتلوا من المسلمين سبعين رجلا، فالله أعلم.
وقال قتادة، عن أنس: قتل من الأنصار يوم أحد سبعون، ويوم بئر معونة سبعون، ويوم اليمامة سبعون.
وقال حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس أنه كان يقول: قارب السبعين يوم أحد، ويوم بئر معونة، ويوم مؤتة ويوم اليمامة.
وقال مالك، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب: قتل من الأنصار يوم أحد ويوم اليمامة سبعون، ويوم جسر أبي عبيد سبعون، وهكذا قال عكرمة وعروة والزهري، ومحمد بن إسحاق في قتلى أحد، ويشهد له قوله تعالى: { أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا } يعني أنهم قتلوا يوم بدر سبعين، وأسروا سبعين.
وعن ابن إسحاق: قتل من الأنصار - لعله من المسلمين - يوم أحد خمسة وستون: أربعة من المهاجرين: حمزة، وعبد الله بن جحش، ومصعب بن عمير، وشماس بن عثمان، والباقون من الأنصار. وسرد أسماءهم على قبائلهم.
وقد استدرك عليه ابن هشام زيادة على ذلك خمسة آخرين فصاروا سبعين، على قول ابن هشام.
وسرد ابن إسحاق أسماء الذين قتلوا من المشركين، وهم اثنان وعشرون رجلا.
وعن عروة: كان الشهداء يوم أحد أربعة أو قال سبعة وأربعين.
وقال موسى بن عقبة: تسعة وأربعون، وقتل من المشركين يومئذ ستة عشر رجلا، وقال عروة: تسعة عشر، وقال ابن إسحاق: اثنان وعشرون، وقال الربيع، عن الشافعي: ولم يؤسر من المشركين سوى أبي عزة الجمحي، وقد كان في الأسارى يوم بدر فمنّ عليه رسول الله ﷺ بلا فدية، واشترط عليه ألا يقاتله.
فلما أسر يوم أحد قال: يا محمد أمنن عليّ لبناتي وأعاهد أن لا أقاتلك، فقال رسول الله ﷺ: «لا أدعك تمسح عارضيك بمكة وتقول خدعت محمدا مرتين» ثم أمر به فضربت عنقه.
وذكر بعضهم أنه يومئذ قال رسول الله ﷺ: «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين».