البداية والنهاية/الجزء السادس/الإخبار عن الوليد بن يزيد بما فيه له من الوعيد الشديد
→ الإخبار بانخرام قرنة صلى الله عليه وسلم بعد مائة سنة من ليلة إخباره | البداية والنهاية – الجزء السادس الإخبار عن الوليد بن يزيد بما فيه له من الوعيد الشديد |
ذكر الإخبار عن خلفاء بني أمية ← |
وإن صح فهو الوليد بن يزيد لا الوليد بن عبد الملك.
قال يعقوب بن سفيان: حدثني محمد بن خالد بن العباس السكسكي، حدثني الوليد بن مسلم، حدثني أبو عمر الأوزاعي عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب قال: ولد لأخي أم سلمة غلام فسموه الوليد.
فقال رسول الله ﷺ: « قد جعلتم تسمون بأسماء فراعنتكم إنه سيكون في هذه الأمة رجل يقال له: الوليد هو أضر على أمتي من فرعون على قومه ».
قال أبو عمر الأوزاعي: فكان الناس يرون أنه الوليد بن عبد الملك ثم رأينا أنه الوليد بن يزيد لفتنة الناس به حتى خرجوا عليه فقتلوه وانفتحت على الأمة الفتنة والهرج.
وقد رواه البيهقي عن الحاكم وغيره، عن الأصم، عن سعيد بن عثمان التنوخي، عن بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد فذكره، ولم يذكر قول الأوزاعي ثم قال: وهذا مرسل حسن.
وقد رواه نعيم بن حماد عن الوليد بن مسلم به، وعنده قال الزهري: إن استخلف الوليد بن يزيد فهو هو وإلا فهو الوليد بن عبد الملك.
وقال نعيم بن حماد: ثنا هشيم عن أبي حمزة، عن الحسن قال: قال رسول الله ﷺ: « سيكون رجل اسمه الوليد يسد به ركن من أركان جهنم وزاوية من زواياها » وهذا مرسل أيضا.
حديث آخر:
قال سليمان بن بلال: عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: « إذا بلغ بنو أبي العاص أربعين رجلا اتخذوا دين الله دغلا وعباد الله خولا ومال الله دولا » رواه البيهقي من حديثه.
وقال نعيم بن حماد: ثنا بقية بن الوليد وعبد القدوس عن أبي بكر ابن أبي مريم، عن راشد بن سعد، عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: « إذا بلغت بنو أمية أربعين اتخذوا عباد الله خولا ومال الله نحلا وكتاب الله دغلا » وهذا منقطع بين راشد بن سعد وبين أبي ذر.
وقال إسحاق بن راهويه: أنا جرير عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ: « إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا اتخذوا دين الله دغلا ومال الله دولا وعباد الله خولا ».
ورواه أحمد عن عثمان ابن أبي شيبة، عن جرير به.
وقال البيهقي: أنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا بسام - وهو محمد بن غالب - ثنا كامل بن طلحة، ثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل أن ابن وهب أخبره أنه كان عند معاوية ابن أبي سفيان فدخل عليه مروان فكلمه في حاجته فقال: إقض حاجتي يا أمير المؤمنين، فوالله إن مؤنتي لعظيمة وإني لأبو عشرة وعم عشرة وأخو عشرة، فلما أدبر مروان - وابن عباس جالس مع معاوية على السرير - قال معاوية: أنشدك بالله يا ابن عباس أما تعلم أن رسول الله ﷺ قال: « إذا بلغ بنو الحكم ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله بينهم دولا وعباد الله خولا، وكتاب الله دغلا؟ فإذا بلغوا سبعة وتسعين وأربعمائة كان هلاكهم أسرع من لوك ثمرة؟ »
فقال ابن عباس: اللهم نعم.
قال: وذكر مروان حاجة له، فرد مروان عبد الملك إلى معاوية فكلمه فيها، فلما أدبر عبد الملك، قال معاوية: أنشدك بالله يا ابن عباس أما تعلم أن رسول الله ﷺ ذكر هذا فقال: « أبو الجبابرة الأربعة؟ ».
فقال ابن عباس: اللهم نعم.
وهذا الحديث فيه غرابة ونكارة شديدة وابن لهيعة ضعيف.
وقد قال أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي: ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا سعد بن زيد أخو حماد بن زيد عن علي بن الحكم البناني، عن أبي الحسن، عن عمرو بن مرة - وكانت له صحبة - قال: جاء الحكم ابن أبي العاص يستأذن النبي ﷺ فعرف كلامه فقال: « إئذنوا له حية أو ولد حية - عليه لعنة الله - وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمنين وقليل ما هم ليترفون في الدنيا، ويوضعون في الآخرة ذوو مكر وخديعة، يعطون في الدنيا ومالهم في الآخرة من خلاق » قال الدارمي: أبو الحسن هذا حمصي.
وقال نعيم بن حماد في الفتن والملاحم: ثنا عبد الله بن مروان المرواني عن أبي بكر ابن أبي مريم، عن راشد بن سعد أن مروان بن الحكم لما ولد دفع إلى النبي ﷺ ليدعو له فأبى أن يفعل، ثم قال: « ابن الزرقاء هلاك أمتي على يديه ويدي ذريته » وهذا حديث مرسل.