البداية والنهاية/الجزء السادس/إخباره صلى الله عليه وسلم عن غزاة البحر إلى قبرص
قال مالك: عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي طلحة عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها يوما فأطعمته، فنام رسول الله ﷺ ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟
قال: « ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة » - شك إسحق -.
فقلت: يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم.
فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك.
قالت: قلت: ما يضحكك يا رسول الله؟
قال: « ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله » كما قال في الأولى.
قالت: قلت: يا رسول الله أدع الله أن يجعلني منهم.
فقال: « أنت من الأولين ».
قال: فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمان معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت.
رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف، ومسلم عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك به.
وأخرجاه في الصحيحين من حديث الليث وحماد بن زيد، كلاهما عن يحيى بن سعيد، وعن محمد بن يحيى بن حبان، عن أنس بن مالك، عن خالته أم حرام بنت ملحان، فذكر الحديث إلى أن قال: فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازية أول ما ركبوا مع معاوية، أو أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية ابن أبي سفيان، فلما انصرفوا من غزاتهم قافلين فنزلوا الشام فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت.
ورواه البخاري من حديث أبي إسحاق الفزاري عن زائدة، عن أبي حوالة عبد الله بن عبد الرحمن، عن أنس به.
وأخرجه أبو داود من حديث معمر عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أخت أم سليم.
وقال البخاري: