البداية والنهاية/الجزء الثالث/فصل قصة أخرى شبيهة بها
قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا محمد بن صالح، أخبرنا الفضل بن محمد الشعراني، حدثنا إبراهيم بن المنذر، أخبرنا عبد العزيز بن عمران، حدثني رفاعة بن رافع بن مالك.
قال: لما كان يوم بدر تجمع الناس على أمية بن خلف، فأقبلت إليه فنظرت إلى قطعة من درعه قد انقطعت من تحت إبطه، قال: فطعنته بالسيف فيها طعنة، ورميت بسهم يوم بدر، ففقئت عيني فبصق فيها رسول الله ﷺ، ودعا لي فما أذاني منها شيء.
وهذا غريب من هذا الوجه، وإسناده جيد ولم يخرجوه.
ورواه الطبراني من حديث إبراهيم بن المنذر.
قال ابن هشام: ونادى أبو بكر ابنه عبد الرحمن وهو يومئذ مع المشركين لم يسلم بعد، فقال: أين مالي يا خبيث؟
فقال عبد الرحمن:
لم يبق إلا شكة ويعبوب * وصارم يقتل ضلال الشيب
يعني: لم يبق إلا عدة الحرب وحصان وهو اليعبوب، يقاتل عليه شيوخ الضلالة، هذا يقوله في حال كفره.
وقد روينا في (مغازي الأموي): أن رسول الله ﷺ جعل يمشي هو وأبو بكر الصديق بين القتلى، ورسول الله ﷺ يقول: «نفلق هاما».
فيقول الصديق:
من رجال أعزةٍ * علينا وهم كانوا أعق وأظلما