البداية والنهاية/الجزء الثالث/ذكر فرح النجاشي بوقعة بدر رضي الله عنه
قال الحافظ البيهقي: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ببغداد، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد، حدثنا عبد الله بن أبي الدنيا، حدثني حمزة بن العباس، ثنا عبدان بن عثمان، ثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا عبد الرحمن بن يزيد، بن جابر، عن عبد الرحمن - رجل من أهل صنعاء -.
قال: أرسل النجاشي ذات يوم إلى جعفر بن أبي طالب وأصحابه، فدخلوا عليه وهو في بيت عليه خلقان ثياب جالس على التراب.
قال جعفر: فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال، فلما أن رأى ما في وجوهنا قال: إني أبشركم بما يسركم إنه جاءني من نحو أرضكم عين لي، فأخبرني أن الله عز وجل قد نصر نبيه ﷺ وأهلك عدوه وأسر فلان وفلان وفلان وقتل فلان وفلان وفلان.
التقوا بواد يقال له: بدر كثير الأراك كأني أنظر إليه كنت أرعى لسيدي رجل من بني ضمرة إبله، فقال له جعفر: ما بالك جالس على التراب ليس تحتك بساط وعليك هذه الأخلاط؟
قال: إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى: إن حقا على عباد الله أن يحدثوا لله تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمة، فلما أحدث الله لي نصر نبيه ﷺ أحدثت له هذا التواضع.