البداية والنهاية/الجزء الثالث/فصل بناؤه صلى الله عليه وسلم بعائشة
وبنى رسول الله ﷺ بعائشة في شوال من هذه السنة
قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، ثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الله بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله ﷺ في شوال، وبنى بي في شوال، فأي نساء رسول الله ﷺ كان أخطى عنده مني؟
وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال.
ورواه مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه من طرق عن سفيان الثوري به.
وقال الترمذي: حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث سفيان الثوري فعلى هذا يكون دخوله بها عليه السلام بعد الهجرة بسبعة أشهر - أو ثمانية أشهر -.
وقد حكى القولين ابن جرير، وقد تقدم في تزويجه عليه السلام بسودة كيفية تزويجه ودخوله بعائشة بعد ما قدموا المدينة وأن دخوله بها كان بالسنح نهارا وهذا خلاف ما يعتاده الناس اليوم، وفي دخوله عليه السلام بها في شوال ردا لما يتوهمه بعض الناس من كراهية الدخول بين العيدين خشية المفارقة بين الزوجين وهذا ليس بشيء لما قالته عائشة رادة على من توهمه من الناس في ذلك الوقت: تزوجني في شوال، وبنى بي في شوال - أي دخل بي - في شوال، فأي نسائه كان أحظى عنده مني؟
فدلَّ هذا على أنها فهمت منه عليه السلام أنها أحب نسائه إليه، وهذا الفهم منها صحيح لما دل على ذلك من الدلائل الواضحة، ولو لم يكن إلا الحديث الثابت في (صحيح البخاري) عن عمرو بن العاص: قلت: يا رسول الله أي الناس أحب إليك؟
قال: «عائشة».
قلت: من الرجال؟
قال: «أبوها».