البداية والنهاية/الجزء الثالث/فصل في عقده عليه السلام الألفة بين المهاجرين والأنصار بالكتاب
الذي أمر به فكتب بينهم والمؤاخاة التي أمرهم بها وقررهم عليها وموادعته اليهود الذين كانوا بالمدينة
وكان بها من أحياء اليهود بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة، وكان نزولهم بالحجاز قبل الأنصار أيام بخت نصر حين دوخ بلاد المقدس فيما ذكره الطبري.
ثم لما كان سيل العرم وتفرقت شذر مذر نزل الأوس والخزرج المدينة عند اليهود فحالفوهم، وصاروا يتشبهون بهم لما يرون لهم عليهم من الفضل في العلم المأثور عن الأنبياء لكن منَّ الله على هؤلاء الذين كانوا مشركين بالهدى والإسلام وخذل أولئك لحسدهم وبغيهم واستكبارهم عن اتباع الحق.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، ثنا عاصم الأحول، عن أنس بن مالك.
قال: حالف رسول الله ﷺ بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك.
وقد رواه الإمام أحمد أيضا، والبخاري، ومسلم، وأبو داود من طرق متعددة عن عاصم بن سليمان الأحول، عن أنس بن مالك.
قال: حالف رسول الله ﷺ بين قريش والأنصار في داري.
وقال الإمام أحمد: حدثنا نصر بن باب، عن حجاج - هو ابن أرطأة - قال: وحدثنا سريج، ثنا عباد، عن حجاج، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده: أن النبي ﷺ كتب كتابا بين المهاجرين والأنصار أن يعقلوا معاقلهم، وأن يفدوا عانيهم بالمعروف والإصلاح بين المسلمين.
قال أحمد: وحدثنا سريج، ثنا عباد، عن حجاج، عن الحكم، عن قاسم، عن ابن عباس مثله.
تفرد به الإمام أحمد.
وفي (صحيح مسلم) عن جابر: كتب رسول الله ﷺ على كل بطن عقولة.