صيد الخاطر/فصل: اجتماع الهمة في خدمة الحق
المظهر
فصل: اجتماع الهمة في خدمة الحق
[عدل]من تلمح أحوال الدنيا، علم أن مراد الحق سبحانه إجتنابها. فمن مال إلى مباحها ليلتذ وجد مع كل فرحة ترحة، وإلى جانب كل راحة تعبا، وآخر كل لذة نقصا يزيد عليها. وما رفع شيء من الدنيا إلا ووضع. أحب الرسول ﷺ عائشة رضي الله عنها، فجاء حديث الإفك. ومال إلى زينب، فجاء: فلما قضى زيد منها وطرا. ثم يكفي أنه إذا حصل محبوبه فعين العقل ترى فراقه فيتنغص عند وجوده، كما قال الشاعر: أتم الحزن عندي في سرور تيقن عنه صاحبه انتقالا فيعلم العاقل أن مراد الحق بهذا التكدير التنفير عن الدنيا، فيبقى أخذ البلغة منها ضرورة وترك الشواغل، فيجتمع الهم في خدمة الحق. ومن عدل عن ذلك ندم على الفوات.