البداية والنهاية/الجزء الثامن/وهذه ترجمة عبد الله بن خازم
هو عبد الله بن خازم بن أسماء السلمي أبو صالح البصري أمير خراسان أحد الشجعان المذكورين، والفرسان المشكورين.
قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي في تهذيبه: ويقال له: صحبة، روى عن النبي ﷺ في العمامة السوداء، وهو عند أبي داود، والترمذي، والنسائي، لكن لم يسموه.
وروى عنه سعد بن عثمان الرازي، وسعيد بن الأزرق.
روى أبو بشير الدولابي: أنه قتل في سنة إحدى وسبعين.
وقيل: في سنة سبع وثمانين، وليس هذا القول بشيء.
انتهى ما ذكره شيخنا، وقد ذكره أبو الحسن ابن الأثير في أسد الغابة في أسماء الصحابة.
فقال: عبد الله بن خازم بن أسماء بن الصلت بن حبيب بن حارثة بن هلال بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن نهية بن سليم بن منصور، أبو صالح السلمي، أمير خراسان، شجاع مشهور، وبطل مذكور.
وروى عنه سعيد بن الأزرق، وسعد بن عثمان.
قيل: إن له صحبة وفتح سرخس، وكان أميرا على خراسان أيام فتنة ابن الزبير، وأول ما وليها سنة أربع وستين بعد موت يزيد بن معاوية وابنه معاوية، وجرى له فيها حروب كثيرة حتى تم أمره بها، وقد استقصينا أخباره في كتاب الكامل في التاريخ، وقتل سنة إحدى وسبعين.
وهكذا حكى شيخنا عن الدولابي، وكذا رأيت في التاريخ لشيخنا الذهبي.
والذي ذكره ابن جرير في تاريخه: أنه قتل سنة ثنتين وسبعين.
قال: وزعم بعضهم أنه قتل بعد مقتل عبد الله بن الزبير، وأن عبد الملك بعث برأس ابن الزبير إلى ابن خازم بخراسان، وبعث يدعوه إلى طاعته ولّه خراسان عشر سنين.
وإن ابن خازم لما رأى رأس ابن الزبير حلف لا يعطي عبد الملك طاعة أبدا، ودعا بطست فغمس رأس ابن الزبير وكفنه وطيبه، وبعث به إلى أهله بالمدينة.
ويقال: بل دفنه عنده بخراسان والله أعلم.
وأطعم الكتاب للبريد الذي جاء به وقال: لولا أنك رسول لضربت عنقك.
وقال بعضهم: قطع يديه ورجليه وضرب عنقه.
وممن توفي فيها من الأعيان