البداية والنهاية/الجزء الثامن/ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين
المظهر
ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين
ففيها: غزا عبد الرحمن بن أم الحكم بلاد الروم وشتى بها.
وفيها: افتتح المسلمون وعليهم جنادة ابن أبي أمية جزيرة رودس فأقام بها طائفة من المسلمين كانوا أشد شيء على الكفار، يعترضون لهم في البحر، ويقطعون سبيلهم.
وكان معاوية يدر عليهم الأرزاق والأعطيات الجزيلة، وكانوا على حذر شديد من الفرنج، يبيتون في حصن عظيم عنده فيه حوائجهم ودوابهم وحواصلهم، ولهم نواطير على البحر ينذرونهم إن قدم عدو، أو كادهم أحد.
وما زالوا كذلك حتى كانت إمرة يزيد بن معاوية بعد أبيه، فحولهم من تلك الجزيرة، وقد كانت للمسلمين بها أموال كثيرة وزراعات غزيرة.
وحج بالناس في هذه السنة سعيد بن العاص والي المدينة أيضا، قاله أبو معشر والواقدي.
وفي هذه السنة: توفي جبلة ابن الأيهم الغساني كما ستأتي ترجمته في آخر هذه التراجم