البداية والنهاية/الجزء الثامن/وفى هذه السنة توفيت أم حبيبة بنت أبي سفيان أم المؤمنين
واسمها رملة أخت معاوية، أسلمت قديما، وهاجرت هي وزوجها عبد الله بن جحش إلى أرض الحبشة، فتنصر هناك زوجها وثبت على دينها رضي الله عنها، وحبيبة هي أكبر أولادها منه ولدتها بالحبشة، وقيل: بمكة قبل الهجرة، ومات زوجها هنالك لعنه الله وقبحه.
ولما تأيمت من زوجها بعث رسول الله ﷺ عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي فزوجها منه، وولي العقد خالد بن سعيد بن العاص، وأصدقها عنه النجاشي أربعمائة دينار، وحملها إليه في سنة سبع.
ولما جاء أبوها عام الفتح ليشهد العقد دخل عليها فثنت عنه فراش رسول الله فقال لها: والله يا بنية ما أدري أرغبت بهذا الفراش عني أم بي عنه؟
فقالت: بل هو فراش رسول الله، وأنت رجل مشرك.
فقال لها: والله يا بنية لقد لقيت بعدي شرا.
وقد كانت من سيدات أمهات المؤمنين، ومن العابدات الورعات رضي الله عنها.
قال محمد بن عمر الواقدي: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن عبد المجيد بن سهيل، عن عوف بن الحارث، قال:
سمعت عائشة تقول: دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت: قد يكون بيننا ما يكون بين الضرائر.
فقلت: يغفر الله لي ولك ما كان من ذلك كله، وتجاوزت وحاللتك.
فقالت: سررتيني سرك الله وأرسلت إلى أم سلمة، فقالت لها مثل ذلك.