البداية والنهاية/الجزء الثامن/صفية بنت حيي بن أخطب
ابن شعبة بن ثعلبة بن عبد كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النضير بن النحام بن نحوم، أم المؤمنين النضرية من سلالة هارون عليه السلام.
وكانت مع أبيها وابن عمها أخطب بالمدينة، فلما أجلى رسول الله ﷺ بني النضير ساروا إلى خيبر.
وقتل أبوها مع بني قريظة صبرا كما قدمنا فلما فتح رسول الله ﷺ خيبر كانت في جملة السبي، فوقعت في سهم دحية بن خليفة الكلبي، فذكر له جمالها، وأنها بنت ملكهم، فاصطفاها لنفسه وعوضه منها، وأسلمت وأعتقها وتزوجها.
فلما حلت بالصهباء بنى بها، وكانت ماشطتها أم سليم، وقد كانت تحت ابن عمها كنانة بن أبي الحقيق فقتل في المعركة، ووجد رسول الله بخدها لطمة فقال: «ما هذه؟»
فقالت: إني رأيت كأن القمر أقبل من يثرب فسقط في حجري فقصيّت المنام على ابن عمي فلطمني، وقال: تتمنين أن يتزوجك ملك يثرب؟ فهذه من لطمته.
وكانت من سيدات النساء عبادةً وورعا وزهادةً وبرا وصدقة، رضي الله عنها وأرضاها.
قال الواقدي: توفيت سنة خمسين.
وقال غيره: سنة ست وثلاثين، والأول أصح.