البداية والنهاية/الجزء الثامن/وفيها كانت وفاة أبي موسى الأشعري
عبد الله بن قيس بن سُليم بن حضار بن حرب بن عامر بن غز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن وائل بن ناجية بن جماهر بن الأشعر الأشعري، أسلم ببلاده، وقدم مع جعفر وأصحابه عام خيبر.
وذكر محمد بن إسحاق أنه هاجر أولا إلى مكة، ثم هاجر إلى اليمن، وليس هذا بالمشهور.
وقد استعمله رسول الله ﷺ مع معاذ على اليمن، واستنابه عمر على البصرة، وفتح تستر، وشهد خطبة عمر بالجابية، وولاه عثمان الكوفة.
وكان أحد الحكمين بين علي ومعاوية، فلما اجتمعا خدع عمرو أبا موسى، وكان من قراء الصحابة وفقهائهم، وكان أحسن الصحابة صوتا في زمانه.
قال أبو عثمان النهدي: ما سمعت صوت صنج ولا بربط ولا مزمار أطيب من صوت أبي موسى.
وثبت في الحديث أن رسول الله ﷺ قال: «لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود».
وكان عمر يقول له: ذكرنا ربنا يا أبا موسى، فيقرأ وهم يسمعون.
وقال الشعبي: كتب عمر في وصيته أن لا يقر لي عامل أكثر من سنة إلا أبا موسى فليقر أربع سنين.
وذكر ابن الجوزي في المنتظم أنه توفي في هذه السنة وهو قول بعضهم.
وقيل: إنه توفي قبلها بسنة.
وقيل: في سنة ثنتين وأربعين.
وقيل: غير ذلك، والله أعلم.
وكانت وفاته بمكة لما اعتزل الناس بعد التحكيم.
وقيل: بمكان يقال له: الثوية على ميلين من الكوفة.
وكان قصيرا نحيف الجسم أسبط، أي: لا لحية له، رضي الله عنه.
وذكر ابن الجوري أنه توفي في هذه السنة أيضا من الصحابة.