البداية والنهاية/الجزء الثامن/سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبو عبد الرحمن، كان عبدا لأم سلمة فأعتقته وشرطت عليه أن يخدم رسول الله ﷺ، فقال: أنا لا أزال أخدم رسول الله ﷺ لو لم تعتقيني ما عشت.
وقد كان سفينة بآل رسول الله ﷺ أليفا، وبهم خليطا.
وروى الطبراني: أن سفينة سئل عن اسمه لِمَ سُمِّي سفينة؟
قال: سماني رسول الله ﷺ سفينة، خرج مرة ومعه أصحابه فثقل عليهم متاعهم، فقال لي رسول الله ﷺ: «ابسط كساءك».
فبسطته فجعل فيه متاعهم، ثم قال لي: «احمل ما أنت إلا سفينة».
قال: فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو خمسة أو ستة ما ثقل علي.
وروى محمد بن المنكدر عن سفينة قال: ركبت مرة سفينة في البحر فانكسرت بنا، فركبت لوحا منها فطرحني البحر إلى غيضة فيها الأسد فجاءني فقلت: يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله ﷺ، فطأطأ رأسه وجعل يدفعني بجنبه أو بكفه حتى وضعني على الطريق، ثم همهم همهمة فظننت أنه يودعني.
وقال حماد بن سلمة: ثنا سعيد بن جهمان، عن سفينة أن رسول الله ﷺ دخل بيت فاطمة فرأى في ناحية البيت قرما مضروبا فرجع ولم يدخل.
فقالت فاطمة لعلي: سل رسول الله ﷺ ما الذي رده؟
فسأله، فقال: «ليس لي ولا لنبي أن يدخل بيتا مزوقا».