كتاب الزهد لابن المبارك/الجزء الرابع/2

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
ملاحظات: الجزء الرابع


باب القناعة والرضا

560 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا سفيان عن سليمان عن شمر بن عطية عن المغيرة بن سعد بن الاخرم عن أبيه عن ابن مسعود أخرجه أحمد في الزهد قال ما يضر عبدا يصبح على الإسلام ويمسى عليه ما ذا اصاب من الدنيا.

561 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا ابن لهيعة قال حدثني يزيد بن أبي حبيب أن ربيعة بن لقيط أخبره انه كان مع عمرو بن العاص عام الجماعة وهم راجعون من مسكن وأمطروا دما عبيطا قال ربيعة ولقد رأيتني أنصب الاناء فيمتلىء دما عبيطا فظن الناس انها هي وماج الناس بعضهم في بعض فقام عمرو بن العاص فأثنى على الله عز وجل بما هو له أهل ثم قال ياأيها الناس أصلحوا ما بينكم وبين الله تعالى ولا يضركم ولو اصطدم هذان الجبلان.

562 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا عيسى بن سبرة قال سمعت المقبري يقول قال أبو هريرة تعس عبد الدينار وعبد الدرهم بادروا النوكى المكبين على الدنيا.

563 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كان عيسى بن مريم يقول لأصحابه اتخذوا المساجد مساكن والبيوت منازل وكلوا من بقل البرية وانجوا من الدنيا بسلام قال شريك فذكرت ذلك لسليمان فزادني واشربوا من الماء القراح.

564 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك عن الأسود بن شيبان السدوسي قال الفضل بن ثور بن شقيق بن ثور وكانت تهمه نفسه قلت للحسن يا أبا سعيد رجلان طلب أحدهما الدنيا بحلالها فأصابها فوصل فيها رحمه وقدم فيها لنفسه وجانب الآخر الدنيا فقال أحبهما الى الذي جانب الدنيا فاعدت عليه فاعاد على مثلها.

565 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا محمد بن سليم قال حدثنا الحسن قال قال أبو الصهباء وهو صلة بن اشيم طلبت الرزق في وجوهه فاعياني أن أصيبه الا رزق يوم بيوم فعلمت انه خير لي قال وسمعت الحسن والا فحدثني داؤد عن الحسن أنه قال ما من مسلم يرزق رزق يوم بيوم ولا يعلم أنه قد خير له الا عاجز أو قال غبي الرأي أخرجه أبو نعيم في الحلية.

باب ما جاء في الفقر

566 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا عبد الرحمن المسعودي عن علي بن بذيمة عن قيس بن جبتر الأسدي قال قال عبد الله بن مسعود حبذا المكروهان الموت والفقر وأيم الله ما هو الا الغنا والفقر وما أبالي بأيهما ابتليت لأن حق الله في كل واحد منهما واجب إن كان الغنا إن فيه للعطف وان كان الفقر إن فيه للصبر أخرجه الطبراني.

567 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا عبد الرحمن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال قال عبد الله بن مسعود لوددت اني من الدنيا فردا كالراكب الرائح الغادي.

568 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن سعد بن مسعود ان رسول الله قال الفقر احسن أو أزين بالمؤمن من العذار الجيد على خد الفرس .

569 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا محمد بن سوقة عن علي بن أبي طلحة أن رسول الله خرج من بعض بيوته إلى المسجد فلم ير أحدا فيه فسمع في زوية من زاوياه صوتا فأتاهم فقال الصلاة تنتظرون أما إنها صلاة لم تكن في الامم قبلكم وهي العشاء ثم نظر الى السماء فقال ان النجوم أمان للسماء فاذا طمست النجوم أتى السماء ما توعد وانا أمان لأصحابي فإذا انا مت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي امان لأمتي فاذا ذهب أصحابي اتى امتي ما يوعدون.

570 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا اسماعيل بن عياش قال أخبرني عبيد الله أبو عبد الله بن سليمان عن عثمان بن حيان قال أكلنا مع ام الدرداء طعاما فاغفلنا الحمد لله فقالت يا بني لا تدعوا أن تأدموا طعامكم بذكر الله اكلا وحمدا خيرا من اكل وصمت.

571 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا الأوزاعي قال قال رسول الله ما أبالي ما رددت به عني الجوع.

572 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا اسماعيل المكي عن الحسن عن يروي بن مالك قال قال رسول الله ان مثل أصحابي في امتي كالملح في الطعام لا يصلح الطعام الا بالملح أخرجه أبو يعلي قال الحسن فقد ذهب ملحنا فكيف نصلح.

573 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا سفيان عن سليمان عن خيثمة قال قال سليمان بن داؤد صلى الله عليهما كل العيش قد جربناه لينه وشديده فوجدنا يكفي منه ادناه.

574 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه عن مصعب ابن سعد أن حفصة قالت لعمر الا تلبس ثوبا ألين من ثوبك وتاكل طعاما اطيب من طعامك هذا فقد فتح الله عليك الأرض واوسع عليك من الرزق قال ساخصمك الى نفسك فذكر امر رسول الله صلى الله عليه وما كان يلقى من شدة العيش ولم يزل يذكر حتى بكت ثم قال عمر لا شر كنهما في مثل عيشهما الشديد لعلى ادرك الوقوف مثل عيشهما الرخي أخرجه أبو نعيم.

575 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا معمر عن يحيى بن المختار عن الحسن انه ذكر رسول الله صلى الله عليه فقال لا والله ما كانت تغلق دونه الأبواب ولا تقوم دونه الحجبة ولا يغدي عليه بالجفان ولا يراح عليه بها ولكنه كان بارزا من اراد ان يلقى نبي الله صلى الله عليه لقيه وكان والله يجلس وضوء ويوضع طعامه وضوء ويلبس الغليظ ويركب الحمار ويردف بعده ويلعق والله يده

576 قرأ الشيخ أبو محمد ظاهر النيسابوري على الشيخ الثقة أبو محمد حسن بن على بن محمد الجوهرى ببغداد بباب المراتب حرسها الله غداة يوم الاثنين تاسع عشرين جمادي الأولى سنة أربع وخمسين وأربع مائة قال أخبركم أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيويه وأبو بكر محمد بن إسماعيل قراءة على كل واحد منهماو أنت حاضر تسمع قالا أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا محمد بن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن اسلم مولى عمر قال قدم عليه معاويه بن أبي سفيان وهو ابيض وأبض الناس واجملهم فخرج الى الحج مع عمر بن الخطاب فكان عمر بن الخطاب ينظر اليه فيعجب له ثم يضع اصبعه على متنه ثم يرفعها عن مثل الشراك فيقول بخ بخ نحن اذا خير الناس إن جمع لنا خير الدنيا والآخرة فقال معاوية يا أمير المؤمنين ساحدثك إنا بارض الحمامات والريف فقال عمر سأحدثك ما بك الطافك نفسك باطيب الطعام وتصبحك حتى عملا الشمس متنك وذوو الحاجات وراء الباب قال فلما جئنا ذا طوى أخرج معاوية حلة فلبسها فوجد عمر منها ريحا كأنه ريح طيب فقال يعمد احدكم فيخرج حاجا تفلا حتى إذا جاء اعظم بلدان الله حرمه أخرج ثوبيه كأنهما كانا في الطيب فلبسهما فقال معاوية انما لبستهما لأن ادخل فيهما على عشيرتى او قومي والله لقد بلغني اذاك ههنا وبالشام والله يعلم لقد عرفت الحياء فيه ونزع معاويه الثوبين ولبس ثوبيه الذين أحرم فيهما.

577 أخبركم أبو عمر بن حيو يه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا معمر عن ابن طاؤس عن أبيه قال رأى عمر بن الخطاب يزيد بن أبي سفيان كاشفا عن بطنه فرأى جلدة رقيقة فرفع عليه الدرة فقال أجلدة كافر.

578 أخبركم أبو عمر بن حيويه وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا اسماعيل بن عياش قال حدثنى يحيى الطويل عن نافع قال سمعت ابن عمر يحدث سعيد بن جبير قال بلغ عمر بن الخطاب ان يزيد ابن أبي سفيان ياكل الوان الطعام فقال عمر لمولى له يقال له يرفأ اذا علمت انه قد حضر عشاؤه فأعلمنى فلما حضر عشاؤه اعلمه فاتى واستاذن فأذن له فدخل فقرب عشاؤه فجاء بثريدة لحم فاكل عمر معه منها ثم قرب شواء فبسط يزيد يده فكف عمر ثم قال عمر والله يا يزيد بن أبي سفيان أطعام بعد طعام والذي نفس عمر بيده لأن خالفتم عن سنتهم ليخالفن بكم عن طريقتهم قال ابن ساعد هذا حديث غريب ما جاء بهذا الاسناد احد إلا ابن المبارك.

579 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا جرير بن حازم قال سمعت الحسن يقول قدم على امير المؤمنين عمر وفد من أهل البصرة مع أبي موسى الأشعري قال فكنا ندخل عليه وله كل يوم خبز يلت وربما وافيناه ما دوم بسمن واحيانا بزيت واحيانا باللبن وربما وافقنا القدائد اليابسة قد دقت ثم اغلى بماء وربما وافقنا اللحم الغريض وهو قليل فقال لنا يوما اني والله لقد أرى تعذيركم وكراهيتكم طعامي واني والله لو شئت لكنت اطيبكم طعاما وارقكم عيشا اما والله ما اجهل عن كراكر واسنمه وعن صلاء وعن صلائق وصناب قال جرير الصلاء الشواء والصناب الخردل والصلائق الخبز الرقاق ولكني سمعت الله تعالى عير قوما بأمر فعلوه فقال اذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا فاستمتعتم بها قال فكلمنا أبو موسى الأشعري فقال لو كلمتم امير المؤمنين ففرض لكم من بيت المال طعاما تاكلونه قال فكلمناه فقال يا معشر الامراء أما ترضون لأنفسكم ما ارضى لنفسى قال فقلنا يا أمير المؤمنين ان المدينة ارض العيش بها شديد ولا نرى طعامك يغشى ولا يوكل وإنا بارض ذات ريف وان اميرنا يغشى وان طعامه يوكل قال فنكس عمر ساعة ثم رفع رأسه فقال قد فرضت لكم من بيت المال شاتين وجريبين فاذا كان بالغداة فضع احدى الشاتين على احد الجريبين فكل أنت وأصحابك ثم ادع بشراب فاشرب قال ابن صاعد يعني الشراب الحلال ثم اسق الذي عن يمينك ثم الذي يليه ثم قم لحاجتك فاذا كان بالعشى فصنع الشاة صفاؤه على الجريب الغابر فكل أنت وأصحابك ألا وأشبعوا الناس في بيوتهم واطعموا عيالهم فان تجفينكم للناس لا يحسن أخلافهم ولا يشبع جائعهم ووالله مع ذلك ما اظن رستاقا يوخذ منه كل يوم شاتان وجريبان الا يسرع ذلك في خرابه أخرجه أبو نعيم من طريق عفان .

580 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا معمر عن ابن طاؤس عن أبيه قال أجدب الناس على عهد عمر فما اكل سمينا ولا سمنا حتى اكل الناس.

581 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا جرير بن حازم قال أخبرني يحيى بن عبيد الجهضمي عن علقمة بن عبد الله المزني قال أتى عمر بن الخطاب ببرذون فقال ما هذا فقيل يا أمير المؤمنين هذه دابة لها وطأة ولها هيئة ولها جمال تركبه العجم فقام فركبه فلما سار هز منكبيه فقال قبح الله هذا بئس الدابة هذا فنزل عنه أخرجه أحمد في الزهد.

582 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا مبارك بن فضالة عن الحسن قال قال عمر ابن الخطاب لا تنخلوا الدقيق فانه طعام كله.

583 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا أبن المبارك قال اخبرنا سفيان عن سليمان عن أبي وائل عن يسار ابن نمير قال ما نخلت لعمر طعاما قط الا وأنا له عاصي .

584 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن ايوب الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال لما قدم عمر ارض الشام آتى ببرذون فركبه فهزه فكرهه فنزل عنه وركب بعيره فعرضت لد مخاضة فنزل عن بعيره ونزع موقيه فاخذهما بيده وخاض الماء وهو ممسك بعيره بخطامه أو قال بزمامه فقال له أبو عبيدة بن الجراح لقد صنعت اليوم صنيعا عظيما ثم أهل الأرض قال فصك في صدره ثم قال اوه يمد بها صوته لو غيرك يقول هذا يا ابا عبيدة إنكم كنتم أذل الناس واقل الناس واحقر الناس فاعزكم الله بالاسلام فمهما تطلبوا العز بغيره يذلكم الله.

585 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا يحيى بن سعيد قال سمعت القاسم بن محمد يقول سمعت اسلم مولى عمر يذكر انه كان مع عمر وهو يريد الشام حتى اذا دنا من الشام اناخ عمر وذهب لحاجة له قال اسلم فطرحت فروتي بين شعبتي رحلي فلما فرغ عمر عمد الى بعير أسلم فركب على الفرو وركب أسلم بعير عمر فخرجا يسيران حتى لقيهما أهل الأرض قال أسلم فلما دنوا منا اشرت لهم الى عمر فجعلوا يتحدثون بينهم فقال عمر تطمح ابصارهم الى مراكب من لا خلاق لهم كأن عمر يريد مراكب العجم.

586 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه قال قدم عمر بن الخطاب الشام فتلقاه امراء الاجناد وعظماء أهل الأرض فقال عمر اين أخي قالوا من قال أبو عبيدة قالوا يأتيك الآن قال فجاء على ناقة مخطومة عليه وسأله ثم قال للناس فسار معه حتى أتى منزله فنزل عليه فلم ير في بيته الا سيفه وترسه ورحله فقال له عمر بن الخطاب لو اتخذت متاعا أو قال شيئا قال أبو عبيدة يا أمير المؤمنين ان هذا سيبلغنا المقيل أخرجه أبو نعيم من طريق عبد الرزاق.

587 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال أخبرنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عامل لعمر كان على اذرعات قال قدم علينا عمر بن الخطاب واذا عليه قميص من كرابيس فأعطاينه فقال اغسله وارقعه قال فغسلته ورقعته ثم قطعت عليه قميصا فاتيته بهما فقلت هذا قميصك وهذا قميص قطعته عليه لتلبسه خمسه فوجده لينا فقال لا حاجة لنا فيه هذا انشف للعرق منه أخرجه أحمد في الزهد.

588 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني عن أنس ابن مالك قال لقد رأيت بين كتفي عمر اربع رقاع في قميصه.

589 أخبركم أبو عمر بن حيوية وأبو بكر الوراق قالا أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين قال أخبرنا ابن المبارك قال أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن رجل من أهل الشام أنه دخل على أبي ذر وهو يوقد تحت قدر له من حطب قد اصابه مطر ودموعه تسيل فقالت له امرأته لقد كان لك من هذا مندوحة ولو شئت لكفيت فقال فأنا أبو ذر وهذا عيشي فان رضيت والا حسنة كنف الله قال فكأنما ألقمها حجرا حتى اذا أنضج ما في قدره جاء بصحفة فكسر فيها خبزا له غليظا ثم جاء بالذي كان في القدر فكدره عليه ثم جاء به الى امرأته ثم قال ادن فأكلنا جميعا ثم أمر جاريته أن تسقينا فسقننا مذقة من لبن معزاه فقلت يا أبا ذر لو اتخذت في بيتك عيشا فقال عباد الله أتريدون من الحساب اكثر من هذا أليس هذا مثال نرقد عليه وعباءة نبسطها وبرمه نطبخ فيها وصحفة ناكل منها وبطة فيها زيت وغرارة فيها دقيق أتريد لي من الحساب اكثر من هذا قلت فان عطاءك أربع مائة دينار وأنت في شرف من العطاء فاين يذهب عطاءك فقال أما اني لن اعمى عليك لي بهذه القرية وأشار الى قرية بالشام ثلثون فرسا فإذا خرج عطائي اشتريت لهم علفا وارزاقا لمن يقوم عليها ونفقة لأهلي فان بقي منه شيء اشتريت به فلوسا فجعلت ثم نبطي ههنا فان احتاج اهلي الى لحم اخذوا منه وان احتاجوا الى شيء اخذوا منه ثم احمل عليها في سبيل الله ليس ثم آل أبي ذر دينار ولا درهم.

كتاب الزهد لابن المبارك

الجزء الأول | الجزء الأول - 1 | الجزء الأول - 2 | الجزء الأول - 3 | الجزء الثاني | الجزء الثاني - 1 | الجزء الثاني - 2 | الجزء الثاني - 3 | الجزء الثالث | الجزء الثالث - 1 | الجزء الثالث - 2 | الجزء الثالث - 3 | الجزء الرابع | الجزء الرابع - 1 | الجزء الرابع - 2 | الجزء الرابع - 3 | الجزء الخامس | الجزء الخامس - 1 | الجزء الخامس - 2 | الجزء الخامس - 3 | الجزء السادس | الجزء السادس - 1 | الجزء السادس - 2 | الجزء السابع | الجزء السابع - 1 | الجزء السابع - 2 | الجزء الثامن | الجزء الثامن - 1 | الجزء الثامن - 2 | الجزء التاسع | الجزء التاسع - 1 | الجزء التاسع - 2 | الجزء العاشر | الجزء العاشر - 1