كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الإيمان/باب في الرد علة الجهمية
باب في الرد علة الجهمية
أبو داود: حدثنا علي بن نصر ومحمد بن يونس النسائي - وهذا لفظه المعنى - قالا: ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، ثنا حرملة - يعني: ابن عمران - ثنا أبو يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة قال: سمعت أبا هريرة يقول: - قال ابن يونس: يقرأ هذه الآية - " {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} إلى قوله - عز وجل -: {سميعا بصيرا} رأيت رسول الله ﷺ يضع إبهامه على أذنه، والتي تليها على عينه. قال أبو هريرة: رأيت رسول الله ﷺ يقرؤها ويضع أصبعيه ".
قال ابن يونس: قال المقرئ: يعني أن الله سميع بصير، يعني [أن الله سمعا وبصرا] قال أبو داود: وهذا رد على الجهمية.
حرملة هو ابن عمران بن قراد التجيبي أبو حفص، قال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: حرملة بن عمران التجيبي ثقة. ذكر ذلك ابن أبي حاتم.
البخاري حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا جويرية، عن نافع، عن عبد الله قال: " ذكر الدجال عند النبي ﷺ فقال: إن الله لا يخفي عليكم، إن الله ليس بأعور - وأشار بيده إلى عينه - وإن المسيح الدجال أعور عين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية ".
مسلم: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثنا فضيل - يعني ابن عياض - عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود قال: " جاء حبر إلى النبي ﷺ فقال: يا محمد - أو يا أبا القاسم - إن الله يمسك السماوات يوم القيامة على أصبع، والأرضين على أصبع، والجبال والشجر على أصبع، والماء والثرى على أصبع، وسائر الخلق على أصبع، ثم يهزهن فيقول: أنا الملك، أنا الملك. فضحك رسول الله ﷺ تعجبا مما قال الحبر تصديقا له، ثم قرأ {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}
وحدثنا: [عثمان] بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم، كلاهما عن جرير، عن منصور، بهذا الإسناد قال: " جاء حبر من اليهود إلى رسول الله ﷺ... " بمثل حديث فضيل، ولم يذكر: " ثم يهزهن ". وقال: " فلقد رأيت رسول الله ﷺ ضحك حتى بدت نواجذه تعجبا لما قال تصديقا له. قال رسول الله ﷺ: {وما قدروا الله حق قدره} الآية.
البخاري: حدثنا مقدم بن محمد، حدثني عمي القاسم بن يحيى، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله ﷺ أنه قال: " إن الله يقبض يوم القيامة الأرض، وتكون السماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك ".
أبو داود: حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء - المعنى - قالا: ثنا أبو أسامة، عن عمر بن حمزة قال: قال سالم: أخبرني عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: " يطوي الله السماوات يوم القيامة، ثم يأخذهن بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون، أين المتكبرون، ثم يطوي الله الأرضين ثم يأخذهن - قال ابن العلاء: بيده الأخرى - ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون، أين المتكبرون ".
تقدم هذا الحديث لمسلم - رحمه الله - من طريق عمر بن حمزة أيضا، وقال فيه: " يأخذهن بشماله " بدلا من " يده الأخرى ".
مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير قالوا: ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو - يعني ابن دينار - عن عمرو بن أوس، عن عبد الله ابن عمرو. قال ابن نمير وأبو بكر: يبلغ به النبي ﷺ. وفي حديث زهير قال: قال رسول الله ﷺ: " إن المقسطين عند الله على منابر من نور، عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا ".
البخاري: حدثنا أبو اليمان، ثنا شعيب، أنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: " يد الله ملأى لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، وقال: أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم يغض ما في يده. وقال: عرشه على الماء، وبيده الأخرى الميزان يخفض ويرفع ".
مسلم: حدثنا محمد بن رافع، ثنا عبد الرزاق بن همام، ثنا معمر بن راشد، عن همام بن منبه أخي وهب بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن رسول الله، فذكر أحاديث منها: وقال: قال رسول الله ﷺ: " إن الله قال لي: أنفق أنفق عليك ". وقال رسول الله ﷺ: " يمين الله ملأى لا يغيضها سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم يغض ما في يمينه، قال: وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض ".