كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الإيمان/باب قول الله عز وجل وكان الله سميعا بصيرا
باب قول الله عز وجل وكان الله سميعا بصيرا[عدل]
البخاري: حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي عثمان، عن أبي موسى قال: " كنا مع النبي ﷺ في سفر، فكنا إذا علونا كبرنا، فقال: [أيها الناس] أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا [ولكن] تدعون سميعا بصيرا قريبا. ثم أتى علي وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: يا عبد الله بن قيس، قل: لا حول ولا قوة إلا بالله ؛ فإنها كنز من كنوز الجنة - أو قال: ألا أدلك... " به.
مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن فضيل وأبو معاوية، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن أبي موسى قال:: " كنا مع النبي ﷺ في سفر، فجعل الناس يجهرون بالتكبير، فقال النبي ﷺ: [أيها الناس] أربعوا على أنفسكم، إنكم ليس تدعون أصم ولا غائبا، إنكم تدعونه سميعا قريبا، وهو معكم. قال: وأنا خلفه وأنا أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: يا عبد الله بن قيس، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ فقلت: بلى يا رسول الله، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ".
مسلم: حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح وحرملة بن يحيى وعمرو بن سواد العامري - وألفاظهم متقاربة - قالوا: ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، حدثني عروة بن الزبير، أن عائشة زوج النبي ﷺ حدثته أنها قالت لرسول الله ﷺ: " يا رسول الله، هل آتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ قال: لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم استفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل - عليه السلام - فناداني، فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما رودا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. قال: فناداني ملك الجبال، وسلم علي، ثم قال: يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك، لتأمرني بأمرك ما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال رسول الله ﷺ بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ".
أبو داود: حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثني أبي، ثنا كهمس، عن ابن بريدة، عن يحيى بن يعمر قال: " كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين، فقلنا: لو لقينا احدا من أصحاب رسول الله ﷺ، فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فوفق لنا عبد الله بن عمر داخلا المسجد، فاكتنفته أنا وصاحبي، فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي، فقلت: يا أبا عبد الرحمن، إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم، يزعمون أن لا قدر، والأمر أنف، فقال: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وهم براء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر، لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر. قم قال: حدثني عمر بن الخطاب قال: بينما نحن عند رسول الله ﷺ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر ولا نعرفه، حتى جلس إلى النبي ﷺ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه، ثم قال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام. قال رسول الله ﷺ: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن [محمدا] رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا. قال: صدقت. قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان ؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت. قال : فأخبرني عن الإحسان. قال: أن تعبد الله عز وجل - كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال: فأخبرني عن الساعة. قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل. قال: فأخبرني عن أماراتها. قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. قال: ثم انطلق، فلبثت مليا، ثم قال: يا عمر، أتدري من السائل ؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ".