كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الإيمان/باب الإيمان قول وعمل ونية ويزيد وينقص وبعضه أفضل من بعض وقوله تعالى
باب الإيمان قول وعمل ونية ويزيد وينقص وبعضه أفضل من بعض وقوله تعالى[عدل]
{ويزداد الذين آمنوا إيمانا} وقوله عز وجل {إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين}
البخاري: حدثنا مسدد، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، أبنا أبو حيان التيمي،عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: " كان النبي ﷺ بارزا يوما للناس، فأتاه رجل [فقال]: ما الإيمان ؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وبلقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث. قال: ما الإسلام ؟ قال: الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان. قال: ما الإحسان ؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: متى الساعة ؟ قال: ما المسئول بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها، وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان في خمس لا يعلمهن إلا الله. ثم تلا النبي ﷺ: {إن الله عنده علم الساعة} الآية، ثم أدبر. فقال: ردوه. فلم يروا شيئا فقال: هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم ".
البخاري: حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن أبي جمرة قال: " كنت أقعد مع ابن عباس فيجلسني على سريره، فقال: أقم عندي حتى أجعل لك سهما من مالي. فأقمت معه شهرين، ثم قال: إن وفد عبد القيس لما أتوا النبي ﷺ قال: من القوم - أو من الوفد - ؟ قالوا: ربيعة. قال: مرحبا بالقوم - أو بالوفد - غير خزايا ولا ندامى. فقالوا: يا رسول الله، إنا لا نستطيع [أن] نأتيك إلا في الشهر الحرام، وبينا وبينك هذا الحي من كفار مضر، فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة. وسألوه عن الأشربة، فأمرهم بأربع، ونهاهم عن أربع: أمرهم بالإيمان بالله وحده، قال: أتدرون ما الإيمان بالله وحده ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخمس. ونهاهم عن أربع: الحنتم،والدباء، والنقير، والمزفت - وربما قال: المقير - قال: احفظوهن، وأخبروا بهن من ورائكم ".
مسلم: حدثنا زهير بن حرب، ثنا جرير، عن سهيل، عن عبد الله بن دينار، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: " الإيمان بضع وسبعون - أو بضع وستون - شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان ".
مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن سفيان.
وحدثنا محمد بن مثنى، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، كلاهما عن قيس ابن مسلم، عن طارق بن شهاب - وهذا حديث أبي بكر - قال: " أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان، فقام إليه رجل فقال: الصلاة قبل الخطبة. فقال له: قد ترك ما هنالك. فقال أبو سعيد: أما هذا فقد قضى ما عليه، سمعت رسول الله ﷺ يقول: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان ".
مسلم: حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر المصري، أبنا الليث، عن ابن الهاد، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، عن رسول الله ﷺ أنه قال: " يا معشر النساء، تصدقن وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار.
فقالت امرأة منهن جزلة: وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار ؟ قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن. قالت: يا رسول الله، وما نقصان العقل والدين ؟ قال: أما نقصان العقل فشهادة أمرأتين تعدل شهادة رجل، فهذا نقصان العقل، وتمكث الليالي لا تصلي وتفطر في رمضان، فهذا نقصان الدين ".
مسلم: حدثني عبد بن حميد، أنا جعفر بن عون، أنا أبو عميس، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: " جاء رجل من اليهود إلى عمر فقال: يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرءونها، لو علينا نزلت - معشر اليهود - لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: وأي آية. قال: {اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فقال عمر: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه، نزلت على رسول الله ﷺ بعرفات يوم جمعة ".
أبو عميس اسمه عتبة بن عبد الله بن مسعود.
أبو داود: حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ".
مسلم: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب، ثنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص، عن عمر بن الخطاب ال: قال رسول الله ﷺ: " إنما الأعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ".