كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الإيمان/باب من شهد عند الموت أن لا إله إلا الله شهد له بها عند الله
باب من شهد عند الموت أن لا إله إلا الله شهد له بها عند الله[عدل]
مسلم: حدثني حرملة بن يحيى التجيبي، أبنا عبد الله بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني سعيد بن المسيب، عن أبيه قال: " لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله ﷺ، فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال رسول الله ﷺ: يا عم، قل لا إله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله. فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزل رسول الله يعرضها ويعيد له تلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم: هو على ملة عبد المطلب. وأبى أن يقول لا إله إلا الله، فقال رسول الله ﷺ: أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك. فأنزل الله - عز وجل -: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهمأصحاب الجحيم} وأنزل الله - عز وجل - في أبي طالب، فقال لرسول الله ﷺ: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} ".
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا: أنا عبد الرزاق، أنا معمر.
وحدثنا حسن الحلواني وعبد بن حميد قالا: ثنا يعقوب - وهو ابن إبراهيم ابن سعد - أنا أبي، عن صالح كلاهما، عن الزهري بهذا الإسناد مثله، غير أن حديث صالح انتهى عند قوله: " فأنزل الله - عز وجل - فيه " ولم يذكر الآيتين، وقال في حديثه: " ويعودان له بتلك المقالة " وفي حديث معمر مكان هذه المقالة: " الكلمة فلم يزالا به ".