كتاب الأحكام الشرعية الكبرى/كتاب الإيمان/باب قوله تعالى إن ربك هو الخلاق العليم
باب قوله تعالى إن ربك هو الخلاق العليم[عدل]
مسلم: حدثنا إسحاق بن موسى، ثنا أنس بن عياض، حدثني الحارث ابن أبي ذباب، عن يزيد بن هرمز وعبد الرحمن الأعرج قالا: سمعنا أبا هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: " احتج آدم وموسى - عليهما السلام - عند ربهما، فحج آدم موسى، قال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه وأسجد لك ملائكته، وأسكنك في جنته، ثم أهبطت الناس بخطيئتك إلى الآرض ؟ قال آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه وأعطاك الألواح فيها تبيان كل شيء، وقربك نجيا ؟ فبكم وجدت الله كتب التوراة من قبل أن أخلق ؟ قال موسى: بأربعين عاما. قال آدم: فهل وجدت فيها: وعصى آدم ربه فغوى ؟ قال: نعم. قال: أفتلومني على أن عملت عملا كتبه الله علي أن أعمله قبل أن يخلقني بأربعين سنة ؟ قال رسول الله ﷺ: فحج آدم موسى - عليهما السلام ".
مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وأبو كريب - وألفاظهم متقاربة - قالوا: نا ابن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة قال: " دخلت مع أبي هريرة في دار مروان - يعني فرأى فيها تصاوير - فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: قال الله - عز وجل -: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة ".
مسلم: حدثني سريج بن يونس وهارون بن عبد الله قالا: ثنا حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريح: أخبرني إسماعيل بن أمية، عن أيوب بن خالد، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، عن أبي هريرة قال: " أخذ رسول الله ﷺ بيدي فقال خلق الله - عز وجل - التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم - عليه السلام - بعد العصر من يوم الجمعة، في آخر الخلق، في آخر الساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل ".
البزار: حدثنا عمرو بن علي، ثنا يزيد بن زريع، حدثنا عوف، ثنا قسامة - يعني ابن زهير - حدثنا الأشعري، عن النبي ﷺ.
وحدثناه محمد بن المثنى، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا عوف، عن قسامة، عن أبي موسى، عن النبي ﷺ قال: " إن الله - تبارك وتعالى - خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنوه على قدر ذلك، منهم الأبيض والأحمر والأسود، والسهل والحزن، والخبيث والطيب، وبين ذلك ".
وهذا الكلام لا نعلم رواه عن النبي ﷺ إلا أبو موسى، ولا نعلم له طريقا إلا هذا الطريق.