السيرة الحلبية/باب ذكر المشاهير من مواليه الذين أعتقهم
فمن الرجال زيد بن حارثة ، كما تقدم أن خديجة وهبته له قبل النبوة، فتبناه . وكان يقال له ابن محمد، فلما نزل: {ادعوهم لآبائهم} أي وقوله تعالى: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم} الآية قيل له زيد بن حارثة كما تقدم. وكان حب رسول الله ﷺ وابنه أسامة وأخو أسامة لأمه أيمن ابن أم أيمن بركة الحبشية .
وأبو رافع كان قبطيا، وكان للعباس فوهبه للنبي . ولما أسلم العباس وبشر أبو رافع النبي ﷺ بإسلام العباس أعتقه.
وشقران كان حبشيا، وقيل فارسيا، وكان لعبد الرحمن بن عوف ، فوهبه للنبي .
وثوبان. وأنجشة، اشتراه منصرفه من الحديبية وأعتقه. وكان يحدو بالنساء، قال له وقد حدا بهن: رويدا يا أنجشة، وفقا بالقوارير، يعني النساء، لأن الحداء إذا سمعته الإبل أسرعت في المشي فتزعج الراكب والنساء يضعفن من شدة الحركة، وشبههن في ضعفهن بالقوارير وهي الأواني من الزجاج.
ورباح كان أسود ويسار كان نوبيا على لقاح رسول الله، وهو الذي قتله العرنيون. وقد تقدم أن هذا غير يسار الذي كان دليلا لسرية غالب بن عبد الله الليثي إلى الميفعة.
وسفينة وكان أسود، وكان لأم سلمة زوج النبي ﷺ فأعتقته، واشترطت عليه أن يخدم رسول الله ﷺ ما عاش. وكان اسمه بهران. وقيل رومان وقيل غير ذلك، وإنما سماه رسول الله ﷺ سفينة لأنه حمل أمتعة للصحابة ثقلت عليهم، فقال له رسول الله ﷺ: احمل فإنما أنت سفينة، قال : فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين إلى أن عدّ سبعة ما ثقل عليّ. وقيل لأنه انكسرت به السفينة في البحر فركب لوحا من ألواحها فنجا.
وذكر أن البحر ألقاه على أجمة سَبُع فأقبل نحوه، فقال له: أبا الحارث أنا مولى رسول الله، فجاء إليّ وضربني بمنكبيه ثم مشى أمامي حتى أقامني على الطريق ثم همهم وضربني بذنبه فرأيت أنه يودعني. وقيل إنما وقع له ذلك لما أضل الجيش الذي كان فيه بأرض الروم.
وسلمان الفارسي ، أي لأنه هو الذي أدى عنه نجوم كتابته، وفي كونه رقيقا ما تقدم.
أي والخصي الذي أهداه له المقوقس الذي هو مأبور المتقدم ذكره. وآخر يقال له سندر.
وفي كلام بعضهم أعتق رسول الله ﷺ في مرضه أربعين رقبة. ومن النساء أم أيمن وأميمة وسيرين التي أهديت له مع مارية، أي وتقدم أنها أختها.
وذكر بعضهم أن سيرين هذه وهبها رسول الله ﷺ لحسان بن ثابت . وتقدم أن المقوقس أهدى معهما قنسر وأنها أخت مارية وسيرين فهن الثلاث أخوات، وتقدم أنه أهدى إليه رابعة.