السيرة الحلبية/باب ذكر المشاهير من كتابه
فقد ذكر بعضهم أن كتابه كانوا ستة وعشرين كاتبا على ما ثبت عن جماعة من ثقات العلماء.
وفي السيرة للعراقي أنهم كانوا اثنين وأربعين، منهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري. وهو أول من كتب له من قريش بمكة ثم ارتد وصار يقول كنت أصرّف محمدا حيث أريد، كان يملي عليّ عزيز حكيم، فأقول أو عليم حكيم، فيقول: نعم، كل صواب. وفي لفظ: كان يقول اكتب كذا، قأقول أكتب كذا؟ فيقول اكتب كيف شئت، ونزل فيه: {فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا}.
أي ثم لما كان يوم الفتح، وأمر بقتله فر إلى عثمان بن عفان ، لأنه كان أخاه من الرضاعة، أرضعت أمه عثمان فغيبه عثمان ثم جاء به بعدما اطمأن الناس، واستأمن له رسول الله ﷺ فصمت له رسول الله ﷺ طويلا ثم قال نعم، فلما انصرف عثمان قال النبي ﷺ لمن حوله: ما صمتّ عنه إلا لتقتلوه إلى آخر ما تقدم. ثم أسلم وحسن إسلامه، ودعا الله تعالى أن يختم عمره بالصلاة، فمات ساجدا في صلاة الصبح، وقيل بعد التسليمة الأولى، وقيل الثانية.
وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعامر بن فهيرة . أي وعبد الله بن الأرقم، وكان يكتب الرسائل للملوك وغيرهم، قال عمر في حقه: ما رأيت أخشى لله منه.
وأبيّ بن كعب ، وهو أول من كتب له من الأنصار بالمدينة، كان في أغلب أحواله يكتب الوحي، وهو أحد الفقهاء الذين كانوا يكتبون في عهده .
وثابت بن قيس بن شماس، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان أي وأخوه يزيد.
قال بعضهم: كان معاوية وزيد بن ثابت ملازمين للكتابة بين يدي رسول الله ﷺ في الوحي وغيره، لا عمل لهما غير ذلك.
قال زيد بن ثابت : أمرني رسول الله ﷺ أن أتعلم بالسريانية، قال: إني لا آمن يهود على كتابي، فما مر بي نصف شهر حتى تعلمت وحذقت فيه فكنت أكتب له إليهم وأقرأ له كتبهم.
والمغيرة بن شعبة، والزبير بن العوام، وخالد بن الوليد، والعلاء بن الحضرمي وعمرو بن العاص، وعبد الله بن رواحة، أي ومحمد بن مسلمة، وعبد الله بن عبد الله بن أبيّ ابن سلول.