البداية والنهاية/الجزء التاسع/مكحول الشامي
تابعي جليل القدر، إمام أهل الشام في زمانه، وكان مولى لامرأة من هذيل، وقيل مولى امرأة من آل سعيد بن العاص، وكان نوبيا، وقيل: من سبي كابل، وقيل كان من الأبناء من سلالة الأكاسرة، وقد ذكرنا نسبه في كتابنا التكميل.
وقال محمد بن إسحاق سمعته يقول: طفت الأرض كلها في طلب العلم.
وقال الزهري: العلماء أربعة: سعيد بن المسيب بالحجاز، والحسن البصري بالبصرة، والشعبي بالكوفة، ومكحول بالشام.
وقال بعضهم: كان لا يستطيع أن يقول: قل، وإنما يقول: كل، وكان له وجاهة عند الناس مهما أمر به من شيء يفعل.
وقال سعيد بن عبد العزيز: كان أفقه أهل الشام، وكان أفقه من الزهري، وقال غير واحد: توفي في هذه السنة، وقيل بعدها، فالله أعلم.
مكحول الشامي هو: ابن أبي مسلم، واسم أبي مسلم شهزاب بن شاذل كذا نقلته من خط عبد الهادي.
وروى ابن أبي الدنيا عنه أنه قال: من نظف ثوبه قل همه، ومن طاب ريحه زيد في عقله.
وقال مكحول في قوله تعالى: { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } [التكاثر: 8] قال: بارد الشراب، وظلال المساكن، وشبع البطون، واعتدال الخلق، ولذاذة النوم.
وقال: إذا وضع المجاهدون أثقالهم عن دوابهم أتتها الملائكة فمسحت ظهورها، ودعت لها بالبركة إلا دابة في عنقها جرس.