البداية والنهاية/الجزء التاسع/عامر بن شراحبيل الشعبي
المظهر
عامر بن شراحبيل الشعبي
توفي فيها في قول، كان الشعبي من شعب همدان، كنيته أبو عمرو، وكان علامة أهل الكوفة، كان إماما حافظا، ذا فنون، وقد أدرك خلقا من الصحابة وروى عنهم وعن جماعة من التابعين، وعنه أيضا روى جماعة من التابعين.
قال أبو مجلز: ما رأيت أفقه من الشعبي.
وقال مكحول: ما رأيت أحدا أعلم بسنة ماضية منه.
وقال داود الأودي: قال لي الشعبي: قم معي هاهنا حتى أفيدك علما بل هو رأس العلم. قلت: أي شيء تفيدني؟ قال: إذا سئلت عما لا تعلم فقل: الله أعلم، فإنه عالم حسن.
وقال: لو أن رجلا سافر من أقصى اليمن لحفظ كلمة تنفعه فيما يستقبل من عمره ما رأيت سفره ضائعا، ولو سافر في طلب الدنيا أو الشهوات إلى خارج هذا المسجد، لرأيت سفره عقوبة وضياعا.
وقال: العلم أكثر من عدد الشعر، فخذ من كل شيء أحسنه.