البداية والنهاية/الجزء التاسع/أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث
ابن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المدني، أحد الفقهاء السبعة، قيل: اسمه محمد، وقيل: اسمه أبو بكر، وكنيته: أبو عبد الرحمن، والصحيح أن اسمه وكنيته واحد، وله من الأولاد والأخوة كثير.
وهو تابعي جليل، روى عن عمار، وأبي هريرة، وأسماء بنت أبي بكر، وعائشة، وأم سلمة، وغيرهم.
وعنه جماعة منهم: بنوه سلمة، وعبد الله، وعبد الملك، وعمر، ومولاه سمي، وعامر الشعبي، وعمر بن عبد العزيز، وعمرو بن دينار، ومجاهد، والزهري.
ولد في خلافة عمر، وكان يقال له: راهب قريش، لكثرة صلاته، وكان مكفوفا، وكان يصوم الدهر، وكان من الثقة والأمانة والفقه وصحة الرواية على جانب عظيم.
قال أبو داود: وكان قد كف وكان إذا سجد يضع يده في طست لعلة كان يجدها.
والصحيح أنه مات في هذه السنة، وقيل: في التي قبلها، وقيل: في التي بعدها، والله أعلم.
قلت: ونظم بعض الشعراء بيتين ذكر فيهما الفقهاء السبعة فقال:
ألا كل من لا يقتدي بأئمة * فقسمته حبرا عن الحق خارجه
فخذهم عبيد الله عروة قاسم * سعيد أبو بكر سليمان خارجه
وفيها توفي الفضيل بن زيد الرقاشي، أحد زهاد أهل البصرة، وله مناقب وفضائل كثيرة جدا.
قال: لا يلهينك الناس عن ذات نفسك، فإن الأمر يخلص إليك دونهم، ولا تقطع نهارك بكيت وكيت، فإنه محفوظ عليك ما قلت.
وقال: لم أر شيئا أحسن طلبا، ولا أسرع إدراكا من حسنة حديثة لذنب قديم.