البداية والنهاية/الجزء التاسع/عطاء بن أبي رباح
الفهري مولاهم أبو محمد المكي، أحد كبار التابعين الثقات الرفعاء، يقال: إنه أدرك مائتي صحابي.
وقال ابن سعد: سمعت بعض أهل العلم يقول: كان عطاء أسود أعور أفطس أشل أعرج، ثم عمي بعد ذلك.
وكان ثقة فقيها عالما كثير الحديث.
وقال أبو جعفر الباقر وغير واحد: ما بقي أحد في زمانه أعلم بالمناسك منه، وزاد بعضهم وكان قد حج سبعين حجة، وعمر مائة سنة، وكان في آخر عمره يفطر في رمضان من الكبر والضعف، ويفدي عن إفطاره، ويتأول الآية: { وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ } [البقرة: 184] وكان ينادي منادي بني أمية في أيام منى لا يفتي الناس في الحج إلا عطاء بن أبي رباح.
وقال أبو جعفر الباقر: ما رأيت فيمن لقيت أفقه منه.
وقال الأوزاعي: مات عطاء يوم مات وهو أرضى أهل الأرض عندهم.
وقال ابن جريح: كان في المسجد فراش عطاء عشرين سنة، وكان من أحسن الناس به صلاة.
وقال قتادة: كان سعيد بن المسيب والحسن وإبراهيم وعطاء هؤلاء أئمة الأمصار.
وقال عطاء إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأني لم أكن سمعته، وقد سمعته قبل أن يولد، فأريه أني إنما سمعته الآن منه.
وفي رواية: أنا أحفظ منه له، فأريه أني لم أسمعه.
والجمهور على أنه مات في هذه السنة، رحمه الله تعالى والله أعلم.