البداية والنهاية/الجزء التاسع/عمران بن حطان الخارجي
كان أولا من أهل السنة والجماعة فتزوج امرأة من الخوارج حسنة جميلة جدا فأحبها. وكان هو دميم الشكل، فأراد أن يردها إلى السنة فأبت، فارتد معها إلى مذهبها. وقد كان من الشعراء المفلقين، وهو القائل في قتل علي وقاتله:
يا ضربة من تقي ما أراد بها * إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره يوما فأحسبه * أوفى البرية عند الله ميزانا
أكرم بقوم بطون الطير قبرهم * لم يخلطوا دينهم بغيا وعدوانا
وقد كان الثوري يتمثل بأبياته هذه في الزهد في الدنيا وهي قوله:
أرى أشقياء الناس لا يسأمونها * على أنهم فيها عراة وجوَّع
أراها وإن كانت تحب فإنها * سحابة صيف عن قليل تقشع
كركب قضوا حاجاتهم وترحلوا * طريقهم بادي العلامة مهيع
مات عمران بن حطان سنة أربع وثمانين. وقد رد عليه بعض العلماء في أبياته المتقدمة في قتل علي رضي الله عنه بأبيات على قافيتها ووزنها.
بل ضربة من شقي ما أراد بها * إلا ليبلغ من ذي العرش خسرانا
إني لأذكره يوما فأحسبه * أشقى البرية عند الله ميزانا