جامع بيان العلم وفضله/باب جامع في الحال التي تنال بها العلم

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


  • باب جامع في الحال التي تنال بها العلم

حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي قال حدثني أبي قال حدثنا عبد الله ابن يونس قال حدثنا بقى قال أبو بكر بن أبى شيبة قال حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي الذعر عن أبي الأحوص قال قال عبد الله أن الرجل لا يولد عالما وإنما العلم بالتعلم وبه عن أبي بكر قال حدثنا أبو داود عن سفيان عن علي بن الأقمر عن أبي الاحوص عن عبد الله مثله حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء قال العلم بالتعلم وذكر أبو العباس أحمد بن يحيى تغلب عن ابن شبيب أنه قال لا يكون طبع بلا أدب ولا علم بلا طلب ومن رجز لسابق البربري قد قيل قبلي في الكلام الأقدم إني وجدت العلم بالتعلم وقال كثير وفي الحلم والإسلام للمرء وازع وفي ترك أهواء الفؤاد المتيم بصائر رشد للفتى مستبينة وأخلاق صدق علمها بالتعلم وروينا عن علي رحمه الله أنه قال في كلام له العلم ضالة المؤمن فخذوه ولو من أيدي المشركين ولا يأنف أحدكم أن يأخذ الحكمة ممن سمعها منه وعنه أيضا أنه قال الحكمة ضالة المؤمن يطلبها ولو في أيدي الشرط وروى يزيد بن هارون عن كهمس بن الحسن عن أبي بريدة قال علي رضي الله عنه تزاوروا وتذاكروا الحديث فإنكم إن لم تفعلوا يدرس علمكم وذكره أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة قال قال علي رضي الله عنه تزاوروا وتذاكروا الحديث فإنكم ألا تفعلوا يدرس علمكم حدثنا خلف ابن قاسم حدثنا ابن شعبان حدثنا ابراهيم بن عثمان حدثنا حمدان بن عمرو بن نافع حدثنا نعيم بن حماد حدثنا ابن المبارك حدثنا سفيان عن ابن جريج قال لم أستخرج الذي استخرجت من عطاء إلا برفقي به قال أبو بكر وأخبرنا وكيع عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال تحدثوا فإن الحديث يهيج الحديث قال حدثنا وكيع قال حدثنا قطر عن شيخ قال سمعت علقمة يقول تذاكروا الحديث فإن أحياءه ذكره وقال ابن مسعود تذاكروا الحديث فإنه يهيج بعضه بعضا وذكر ابن أبي شيبة قال أخبرنا ابن فضيل عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء أنه كان يأتي صبيان الكتاب فيعرض عليهم حديثه كي لا ينسى قال حدثنا وكيع قال حدثنا عيسى بن المسيب قال سمعت إبراهيم يقول إذا سمعت حديثا فحدث به حين تسمعه ولو أن تحدث به من لا يشتهيه فإنه يكون كالكتاب في صدرك قال وحدثنا ابن فضيل عن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي يلى قال احياء الحديث مذاكرته فقال له عبد الله بن شداد يرحمك الله كم من حديث أحييته في صدري وسئل بعض العلماء أو الحكماء ما السبب الذي ينال له العلم قال بالحرص عليه يتبع وبالحب له يستمع وبالفراغ له يجتمع وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال أخبرنا علي بن محمد قال حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب قال سمعت سفيان بن عيينه يحدث عن عبد الكريم الجزري أنه سمع سعيد بن جبير يقول لقد كان ابن عباس يحدثني بالحديث لو يأذن لي أن أقوم فأقبل رأسه لفعلت وحدثنا محمد بن ابراهيم قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان وسعيد بن جبير قالا حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الكريم الجزري أنه سمع سعيد بن جبير فذكر مثله سواء وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع القاضي ببغداد قال حدثنا خالد بن النضر القرشي قال حدثنا عمر بن علي قال سمعت حفص بن غياث يقول سمعت عبد الله بن ادريس يقول غضبت على الأعمش في شيء فما أتيته سنة قال فقلت له إن ذاك عليك لهين قال وسمعته يقول ما اهتدى لمنزل سفيان الثوري فقلت له إن ذلك عليك لبين وقال الخليل بن أحمد كن على مدارسة ما في صدرك أحرص منك على مدارسة ما في كتبك وذكر الحلواني قال حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان قال قال ابراهيم أنه ليطول علي الليل حتى أصبح فألقاهم فربما أدسه بيني وبين نفسي أو احدث به أهلي قال أبو أسامة يعني بقوله أدسه يقول أحفظه قال وحدثنا الأخنسي قال حدثنا ابن فضيل عن الأعمش عن اسماعيل بن رجاء أنه كان يجمع صبيان الكتاب فيحدثهم لئلا ينسى حديث وحدثنا الأخنسي قال حدثنا ابن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال إن احياء الحديث مذاكرته قال فقال عبد الله بن شداد يرحمك الله كم من حديث أحييته في صدري قد كان مات وجدت في كتاب أبي رحمه الله بخطة حدثنا أبو مسيلمة بن القاسم قال حدثنا أبو سعيد بن الإعرابي قال حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال حدثنا عمرو بن محمد قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثنا حسين بن الحسن عن عون بن عبد الله بن عتبة قال لقد أتينا أم الدرداء فتحدثنا عندها فقلنا أمللناك يا أم الدرداء فقال ما أمللتموني قلد طلبت العبادة في كل شيء فما وجدت شيئا أشفى لنفسي من مذاكرة العلم أو قالت من مذاكرة الفقه وقال الرياشي سمعت الأصمعي وقيل له كيف حفظت ونسي أصحابك قال درست وتركوا وقال الفراء لا أرحم أحدا كرحمتي لرجلين رجل يطلب العلم ولا فهم له ورجل يفهم ولا يطلبه وإني لأعجب ممن في وسعه أن يطلب العلم ولا يتعلم ورأيت في بعض كتب العجم سئل جالينوس بم كنت أعلم قرنائك بالطب قال لأني أنفقت في زيت المصباح لدرس الكتب مثل ما أنفقوا في شرب الخمر وروى مثل هذا القول عن أفلاطون والله أعلم وقيل لبزرجمهر بم أدركت ما أدركت من العلم قال ببكور كبكور الغراب وصبر كصبر الحمار وحرص كحرص الخنزير وسئل أبو عثمان سعيد بن محمد بن الحداد عن رجل من أهل أفريقية من جيرانه منسوب إلى العلم قيل له كيف منزلته من العلم فقال ما أدري ما هو بالليل يشرب وبالنهار يركب فأني له بالعلم واخبرنا بعض أصحابنا قال حدثنا محمد بن عمرون بن عبد الله بمصر قال حدثنا أحمد بن مسعود قال حدثنا ابراهيم بن جميل قال حدثنا ابن أبي الدنيا قال حدثنا محمد بن علي قال حدثنا ابراهيم بن الأشعث قال سألت فضيل بن عياض عن الصبر على المصيبات فقال أن لا تبث وسألته عن الزهد فقال الزهد هو القناعة وهو الغنى قال وسألته عن الورع قال اجتناب المحارم وسألته عن التواضع فقال أن تخضع للحق وتنقاد له ممن سمعته ولو كان أجهل الناس لزمك أن تقبله منه قال وكان يقال علم علمك من يجهل وتعلم ممن يعلم فإنك إذا فعلت ذلك علمت ما جهلت وحفظت ما علمت وقال محمد بن مناذر أبذل العلم ولا تبخل به وإلى علمك علما فاستفد وتلق العلم من مستوثق ليس يعتاد من العلم الصفد واغتنمها حكمة بالغة ليس فيها للألدين مرد وقال آخر لا يدرك العلم إلا كل مشتغل بالعلم همته القرطاس والقلم وفيما رواه شيخنا عيسى بن سعيد المقري عن أبي بكر محمد بن صالح الأبهري أنه أنشده لبعضهم إذ لم يذاكر ذو العلوم بعلمه ولم يستزد علما نسي ما تعلما وكم جامع للعلم في كل مذهب يزيد على الأيام في جمعه عما وقال رجل لأبي هريرة إني أريد أن أتعلم العلم وأخاف أن أضيعه فقال أبو هريرة كفى بتركك له تضييعا

جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر
مقدمة جامع بيان العلم وفضله | باب قوله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم | تفريع أبواب فضل العلم وأهله | باب قوله صلى الله عليه وسلم ينقطع عمل المرء بعد موته إلا من ثلاث | باب قوله صلى الله عليه وسلم الدال على الخير كفاعله | باب قوله صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين | باب قوله صلى الله عليه وسلم الناس معادن | باب قوله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين | باب تفضيل العلم على العبادة | باب قوله صلى الله عليه وسلم العالم والمتعلم شريكان | باب تفضيل العلماء على الشهداء | باب ذكر حديث صفوان بن عسال في فضل العلم | باب ذكر حديث أبي الدرداء في ذلك وما كان في مثل معناه | باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لمستمع العلم وحافظه ومبلغه | باب قوله صلى الله عليه وسلم من حفظ على أمتي أربعين حديثا | باب جامع في فضل العلم | باب ذكر كراهية كتابة العلم وتخليده في الصحف | باب ذكر الرخصة في كتاب العلم | باب معارضة الكتاب | باب الأمر بإصلاح اللحن والخطأ في الحديث وتتبع ألفاظه ومعانيه | باب في فضل التعلم في الصغر والحض عليه | باب حمد السؤال والإلحاح في طلب العلم وذم ما منع | باب ذكر الرحلة في طلب العلم | بابا الحض على استدامة الطلب والصبر على اللأواء والنصب | باب جامع في الحال التي تنال بها العلم | باب كيفية الرتبة في أخذ العلم | باب ما روي عن لقمان الحكيم من وصية ابنه وحضه إياه | باب آفة العلم وغائلته وإضاعته وكراهية وضعه عند من ليس بأهله | باب في هيبة المتعلم للعالم | باب في ابتداء العالم جلساءه بالفائدة وقوله سلوني وحرصهم على أن يؤخذ ما عندهم | باب منازل العلم | باب طرح العالم المسألة على المتعلم | باب فتوى الصغير بين يدي الكبير بإذنه | باب جامع لنشر العلم | باب جامع في آداب العالم والمتعلم | فصل في الإنصاف في العلم | فصل في فضل الصمت وحمده | فصل في مدح التواضع وذك العجب وطلب الرياسة | باب ما روي في قبض العلم وذهاب العلماء | باب حال العلم إذا كان عند الفساق والأرذال | باب ذكر استعاذة رسول الله صلى الله عليه وسلم | باب ذم العالم على مداخلة السلطان الظالم | باب ذم الفاجر من العلماء وذم طلب العلم للمباهاة والدنيا | باب ما جاء في مسائلة الله عز وجل العلماء يوم القيامة | باب جامع القول في العمل بالعلم | باب الخبر عن العلم أنه يقود إلى الله عز وجل على كل حال | باب معرفة أصول العلم وحقيقته وما الذي يقع عليه اسم الفقه والعلم مطلقا | باب العبارة عن حدود علم الديانات وسائر العلوم المنتحلات | باب مختصر في مطالعة كتب أهل الكتاب والرواية عنهم | باب من يستحق أن يسمى فقيها أو عالما حقيقة لا مجازا | باب ما يلزم العالم إذا سئل عما لا يدريه من وجوه العلم | باب اجتهاد الرأي على الأصول عند عدم النصوص في حين نزول النازلة | باب نكتة يستدل بها على استعمال عموم الخطاب في السنن والكتاب | باب في خطأ المجتهدين من المفتيين والحكام | باب نفي الالتباس في الفرق بين الدليل والقياس | باب جامع بيان ما يلزم الناظر في اختلاف العلماء | باب ذكر الدليل في أقاويل السلف على أن الاختلاف خطأ وصواب | باب ما يكره فيه المناظرة والجدال والمراء | باب إثبات المناظرة والمجادلة وإقامة الحجة | باب فساد التقليد ونفيه والفرق بين التقليد والاتباع | باب ذكر من ذم الاكثار من الحديث دون التفهم والتفقه فيه | باب ما جاء في ذم القول في دين الله بالرأي والظن والقياس | باب حكم قول العلماء بعضهم في بعض | باب تدافع الفتوى وذم من سارع إليها | باب رتب الطلب والنصيحة في المذهب | باب في العرض على العالم وقول أخبرنا وحدثنا | باب الحض على لزوم السنة والاقتصار عليها | باب موضع السنة من الكتاب وبيانها له | باب من تأول القرآن أو تدبره وهو جاهل بالسنة | باب فضل السنة ومباينتها لسائر أقاويل علماء الأمة | باب ذكر بعض من كان لا يحدث عن رسول الله إلا وهو على وضوء | باب في انكار أهل العلم ما يجدونه من الأهواء والبدع | باب فضل النظر في الكتب وحمد العناية بالدفاتر