مجمع الزوائد/كتاب البعث

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
  ►كتاب الزهد كتاب البعث كتاب صفة أهل النار ◄  



كتاب البعث


باب أمارات الساعة وقيامها - باب النفخ في الصور - باب قيام الساعة وكيف ينبتون - باب يبعث الناس على نياتهم - باب كيف يحشر الناس - (بابان في الموت) - باب في الموت وفيما يكون بعد الموت - باب ما جاء في هول المطلع وشدة يوم القيامة - باب كيف يبعث المؤمنون يوم القيامة - باب خفة يوم القيامة على المؤمنين - باب جامع في البعث - باب كثرة هذه الأمة وعلامتها في الآخرة - باب طي السماوات والأرضين وتبديل الأرض بغيرها - باب ما جاء في الحساب - باب ما جاء في القصاص - باب فيمن ستره الله في الدنيا - باب فيمن يتكفل لله تعالى عنهم لغرمائهم - باب ليس أحد ينجيه عمله - باب احتقار العبد عمله يوم القيامة - باب ما يقول الله تعالى للمؤمنين - باب ما جاء في الميزان والصراط والورود - باب ما جاء في حوض النبي - (أبواب الشفاعة) - باب ما جاء في الشفاعة - باب منه في الشفاعة - باب في أول من يشفع لهم - باب شفاعة أبينا آدم عليه الصلاة السلام - باب فيمن يشفع من الأنبياء وغيرهم - باب شفاعة الأعمال - باب شفاعة الصالحين - باب شفاعة الولدان - باب ما جاء في رحمة الله تعالى

باب أمارات الساعة وقيامها

قلت: وقد تقدمت أمارات الساعة في كتاب الفتن
18305

عن أبي الزعراء قال: ذكروا عند عبد الله - يعني ابن مسعود - الدجال فقال: يفترق الناس ثلاث فرق: فرقة تتبعه وفرقة تلحق بأرض آبائها منابت الشيح وفرقة تأخذ شط هذا الفرات فيقاتلهم ويقاتلونه حتى يجتمع المؤمنون بغربي الشام فيبعثون إليه طليعة فيهم فارس على فرس أشقر أو أبلق فيقتلون لا يرجع إليهم بشيء. قال عبد الله: ويزعمون أن المسيح ينزل فيقتله قال: ولم أسمعه يحدث عن أهل الكتاب حديثا غير هذا ثم يخرج يأجوج ومأجوج فيمرون في الأرض فيفسدون فيها. ثم قرأ عبد الله: { وهم من كل حدب ينسلون } ثم يبعث الله عليهم دابة مثل هذه النغفة 1 فتدخل في أسماعهم ومناخرهم فيموتون فتنتن الأرض منهم فيجأر أهل الأرض إلى الله فيرسل الله ماء فيطهر الأرض منهم ثم يبعث الله ريحا فيها زمهرير باردة فلا تدع على وجه الأرض مؤمنا إلا كفت بتلك الريح. ثم تقوم الساعة على شرار الناس ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فلا يبقى خلق من خلق الله إلا مات إلا من شاء ربك ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون فليس في الأرض شيء من بني آدم خلق إلا في الأرض منه شيء ثم يرسل الله ماء من تحت العرش يمني كمني الرجال فتنبت جسمانهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الري. ثم قرأ عبد الله: { الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور } ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها فتدخل فيه فيقومون فيحيون حية رجل واحد قياما لرب العالمين. ثم يتمثل الله جل ذكره للخلق فيلقاهم فليس أحد من الخلق يعبد من دون الله شيئا إلا هو مرتفع له يتبعه فيلقى اليهود فيقول: ما تعبدون؟ فيقولون: عزيرا فيقول: هل يسركم الماء؟ قالوا: نعم فيريهم جهنم بهيئة السراب ثم قرأ عبد الله: { وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا } ثم يلقى النصارى فيقول: ما تعبدون؟ قالوا؟ المسيح قال: فهل يسركم الشراب؟ قالوا: نعم فيريهم جهنم كالشراب وكذلك لمن كان يعبد من دون الله شيئا ثم قرأ عبد الله: { وقفوهم إنهم مسؤولون } حتى يمر المسلمون فيلقاهم فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: نعبد الله لا نشرك به شيئا فينتهرهم مرة أو مرتين: من تعبدون؟ فيقولون: سبحان الله إذا اعترف لنا عرفناه فعند ذلك { يكشف عن ساق } فلا يبقى مؤمن إلا خر ساجدا ويبقى المنافقون ظهورهم طبقا واحدا كأنما فيها السفافيد فيقولون: ربنا فيقول: قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون. ثم يأمر بالصراط فيضرب على جهنم فيمر الناس بأعمالهم زمرا أوائلهم كلمح البرق ثم كمر الريح ثم كمر الطير ثم كأسرع البهائم. قال: ثم كذلك حتى يجيء الرجل سعيا حتى يجيء الرجل مشيا حتى يجيء آخرهم رجل يتلقى على بطنه فيقول: يا رب أبطأت بي فيقول: أبطأ بك عملك. ثم يأذن الله جل ذكره في الشفاعة فيكون أول شافع يوم القيامة جبريل ثم إبراهيم ثم موسى - أو قال: عيسى.

قال سلمة: ثم يقوم نبيكم رافعا لا يشفع أحد بعده فيما يشفع فيه وهو المقام المحمود الذي وعده الله: { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } وليس من نفس إلا وتنظر إلى بيت في الجنة وبيت في النار فيقال: لو عملتم وهو يوم الحسرة قال: فيرى أهل النار البيت الذي في الجنة فيقال: لو عملتم ويرى أهل الجنة البيت الذي في النار فيقال: لولا أن من الله عليكم

ثم يشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون فيشفعهم الله ثم يقول: أنا أرحم الراحمين فيخرج من النار أكثر مما أخرج من جميع الخلق برحمة الله حتى ما يترك فيها أحدا فيه خير ثم قرأ عبد الله: { ما سلككم في سقر } وعقد بيده { قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين } وعقد أربع

قال سفيان بيده وعقد أربعا وعقد أربع أصابع ووصفه أبو نعيم

وقال عبد الله: ترون في هؤلاء أحدا فيه خير؟ فإذا أراد الله أن لا يخرج منها أحدا غير وجوههم وألوانهم فيجيء الرجل من المؤمنين فيشفع فيقال له: من عرف أحدا فليخرجه فيجيء بالرجل فينظر فلا يعرف أحدا فيقول الرجل للرجل: يا فلان أنا فلان فيقول: ما أعرفك فيقولون: { ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون } فإذا قال ذلك أطبقت عليهم فلا يخرج منهم بشر

رواه الطبراني وهو موقوف مخالف للحديث الصحيح وقول النبي : «أنا أول شافع»

باب النفخ في الصور

18306

عن أبي مرية عن النبي - أو عن عبد الله بن عمرو عن النبي - قال: «النافخان في السماء الثانية رأس أحدهما بالمغرب ورجلاه بالمشرق» - أو قال: - «رأس أحدهما بالمغرب ورجلاه بالمشرق ينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصور فينفخان»

رواه أحمد على الشك فإن كان عن أبي مرية فهو مرسل ورجاله ثقات وإن كان عن عبد الله بن عمرو فهو متصل مسند ورجاله ثقات
18307

وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله : «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته وأصغى السمع متى يؤمر؟» قال: فسمع بذلك أصحاب النبي فشق عليهم فقال رسول الله : «قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل»

رواه أحمد والطبراني ورجاله وثقوا على ضعف فيهم
18308

وعن ابن عباس في قوله عز وجل: { فإذا نقر في الناقور } قال: قال رسول الله : «كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ؟» فقال أصحاب رسول الله : كيف نقول؟ قال: «قولوا: حسبنا لله ونعم الوكيل على الله توكلنا»

رواه أحمد والطبراني في الأوسط باختصار عنه وفيه عطية العوفي وهو ضعيف وفيه توثيق لين
18309

وعن أبي سعيد الخدري أن النبي قال: «ما من صباح إلا وملكان يناديان: سبحان الملك القدوس. وملكان يناديان: اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا. وملكان موكلان بالصور ينتظران متى يؤمران فينفخان. وملكان يناديان: يا باغي الخير هلم ويا باغي الشر أقصر. وملكان يناديان: ويل للرجال من النساء وويل للنساء من الرجال»

قلت: روى ابن ماجة طرفا منه
رواه البزار وفيه خارجة بن مصعب الخراساني وهو ضعيف جدا وقال يحيى بن يحيى: مستقيم الحديث وبقية رجاله ثقات
18310

وعن عبد الله بن الحارث قال: كنت عند عائشة وعندها كعب الحبر فذكر إسرافيل فقالت عائشة: يا كعب أخبرني عن إسرافيل فقال كعب: عندكم العلم قالت: أجل قالت: فأخبرني قال: له أربعة أجنحة: جناحان في الهواء وجناح قد تسربل به وجناح على كاهله والقلم على أذنه فإذا نزل الوحي كتب القلم ثم درست الملائكة وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب للأخرى فالتقم الصور محني ظهره وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحه أن ينفخ في الصور. فقالت عائشة: هكذا سمعت رسول الله يقول

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن

باب قيام الساعة وكيف ينبتون

18311

عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله : «يطلع عليكم قبل الساعة سحابة سوداء من قبل المغرب مثل الترس فلا تزال ترتفع في السماء وتنتشر حتى تملأ السماء ثم ينادي مناد: يا أيها الناس أتى أمر الله فلا تستجعلوه» قال رسول الله : «فوالذي نفسي بيده إن الرجلين ينشران الثوب فلا يطويانه وإن الرجل ليمدر حوضه فلا يسقي منه شيئا أبدا والرجل يحلب ناقته فلا يشربه أبداص»

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله مولى المغيرة وهو ثقة
18312

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «لتقم الساعة والرجلان ثوبهما لا يطونانه ولا يتبايعانه ولتقم الساعة والرجل قد رفع لقمته إلى فيه لا يطعمها ولتقم الساعة والرجل يلط حوضه فلا يسقي منه»

قلت: هو في الصحيح خلا قوله: «والرجل قد رفع لقمته لا يطعمها»
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
18313

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «لتقمصن بكم قماص البكر» - يعني الأرض -

رواه البزار ورجاله ثقات
18314

وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله أنه قال: «يأكل التراب كل الإنسان إلا عجب ذنبه». قيل: وما مثله يا رسول الله؟ قال: «مثل حبة خردل منه تنبتون»

رواه أحمد وإسناده حسن
18315

وعن ابن عمر عن النبي قال: «ما هلك قوم لوط إلا في الأذان ولا تقوم الساعة إلا في الأذان»

قال الطبراني: معناه عندي والله أعلم: في وقت أذان الفجر وهو وقت الاستغفار والدعاء.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير آدم بن علي وهو ثقة

باب يبعث الناس على نياتهم

18316

عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله يقول: «إنما يبعث المسلمون يوم القيامة على النيات»

رواه أبو يعلى في الكبير وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف
18317

وعن جابر قال: قال رسول الله : «كل نفس تحشر على هواها فمن هوى الكفر فهو مع الكفرة ولا ينفعه عمله شيئا»

رواه الطبراني في الأوسط

باب كيف يحشر الناس

18318

عن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله : «إنكم محشورون حفاة عراة غرلا»

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عمر بن شبة وهو ثقة
18319

وعن سهل بن سعد عن النبي قال: «يحشر الناس يوم القيامة مشاة حفاة غرلا» قيل: يا رسول الله ينظر الرجال إلى النساء؟ فقال: «لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه»

رواه الطبراني في والكبير باختصار عنه وفيهما إبراهيم بن حماد بن أبي حازم ضعفه الدارقطني وبقية رجال الكبير رجال الصحيح
18320

وعن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله يقول: «يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة» فقالت أم سلمة: يا رسول الله واسوءتاه ينظر بعضنا إلى بعض؟ فقال: «شغل الناس». قلت: ما شغلهم؟ قال: «نشر الصحائف فيها مثاقيل الذر ومثاقيل الخردل»

رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن موسى بن أبي عياش وهو ثقة
18321

وعن الحسن بن علي قال: قال رسول الله : «يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة» فقالت امرأة: يا رسول الله فكيف يرى بعضنا بعضا؟ فقال: «إن الأبصار شاخصة». فرفع بصره إلى السماء فقالت: يا رسول الله ادع الله أن يستر عورتي قال: «اللهم استر عورتها»

رواه الطبراني وفيه سعيد بن المرزبان وهو ضعيف وقد وثق
18322

وعن سودة بنت زمعة قالت: قال رسول الله : «يبعث الناس حفاة عراة غرلا قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان» فقلت: يبصر بعضنا بعضا؟ فقال: «شغل الناس لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه»

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عباس وهو ثقة
18323

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «يحشر الناس يوم القيامة على الدواب ليوافوا المحشر ويبعث صالح على ناقته ويبعث أبنائي الحسن والحسين على ناقتي العضباء وأبعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها ويبعث بلال على ناقة من نوق الجنة فينادي بالأذان محضا وبالشهادة حقا حتى إذا قال: أشهد أن محمدا رسول الله شهد له المؤمنون من الأولين والآخرين فقبلت ممن قبلت وردت على من ردت»

رواه الطبراني في الصغير والكبير ولفظه: «يحشر الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا من يؤمهم للمحشر ويبعث صالح على ناقته وأبعث على البراق ويبعث أبنائي الحسن والحسين على ناقتين من نوق الجنة» وفيها أبو صالح كاتب الليث وهو ضعيف وقد وثق وعثمان بن يحيى بن صالح المصري كذلك وبقية رجالهما رجال الصحيح
18324

وعن ابن عمر قال: قال رسول الله : «ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في الموت ولا في القبور ولا في النشور كأني أنظر إليهم عند الصيحة ينفضون رؤوسهم من التراب يقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن»

رواه الطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم
18325

وعن سليم بن عامر الكلاعي قال: قلنا للمقدام بن معدي كرب الكندي: يا أبا كريمة إن الناس يزعمون أنك لم تر رسول الله فقال: بلى والله لقد رأيته ولقد أخذ بشحمة أذني هذه وأنا أمشي مع عم لي ثم قال لعمي: «أترى أنه يذكره؟». قلنا: يا أبا كريمة حدثنا ما سمعت من رسول الله قال: سمعته يقول: «يحشر ما بين السقط إلى الشيخ الفاني يوم القيامة في خلق آدم وقلب أيوب وحسن يوسف مردا مكحلين» فقلنا: يا رسول الله فكيف بالكافر؟ قال: «يغلظ للنار حتى يكون غلظ جلده أربعين ذراعا وقريضة الناب من أسنانه مثل أحد»

رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن
18326

وعن المقدام بن الأسود قال: سمعت رسول الله يقول: «يحشر الناس ما بين السقط إلى الشيخ الفاني أبناء ثلاث وثلاثين في خلق آدم وحسن يوسف وقلب أيوب مكحلين ذوي أفانين»

رواه الطبراني وفيه يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي وهو ضعيف وفيه توثيق لين
18327

وعن جابر عن النبي قال: «يبعث الله يوم القيامة ناسا في صور الذر يطؤهم الناس بأقدامهم فيقال: ما هؤلاء في صور الذر؟ فيقال: هؤلاء المتكبرون في الدنيا»

رواه البزار وفيه القاسم بن عبد الله العمري وهو متروك
18328

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «يحشر المتكبرون يوم القيامة في صور الذر»

رواه البزار وفيه من لم أعرفه

(بابان في الموت)

باب في الموت وفيما يكون بعد الموت

18329

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «لو يعلم المرء ما يأتيه بعد الموت ما أكل أكلة ولا شرب شربة إلا وهو يبكي ويضرب على صدره»

رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه إبراهيم بن هراسة وهو متروك
18330

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «ما الموت فيما بعده إلا كنطحة عنز»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم
18331

وعن عبد العزيز العطار عن أنس بن مالك - لا أعلمه إلا رفعه - قال: «لم يلق ابن آدم شيئا منذ خلقه الله عز وجل أشد عليه من الموت ثم الموت أهون مما بعده وإنهم ليلقون من هول ذلك اليوم شدة حتى يلجمهم العرق حتى إن السفن لو أجريت فيه لجرت»

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد ورواه أحمد باختصار عنه ولم يشك في رفعه وإسناد جيد

باب ما جاء في هول المطلع وشدة يوم القيامة

18332

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : «لا تمنوا الموت فإن هول المطلع شديد»

فذكر الحديث وقد تقدم في كتاب التوبة في طول العمر
رواه أحمد والبزار وإسنادهما جيد
18333

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «يبعث الناس يوم القيامة والسماء تطش عليهم»

رواه أحمد وأبو يعلى وفيه عبد الرحمن بن أبي الصهباء ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا وبقية رجاله ثقات
18334

وعن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله قال: «تدنو الشمس يوم القيامة على قدر ميل ويزداد في حرها كذا وكذا يغلي منها الهوام كما يغلي القدور يعرقون فيها على قدر خطاياهم فمنهم من تبلغ إلى كعبيه ومنهم من يبلغ إلى ساقيه ومنهم من يبلغ إلى وسطه ومنهم من يلجمهم العرق»

رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير القاسم بن عبد الرحمن وقد وثقه غير واحد
18335

وعن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله يقول: «تدنو الشمس من الأرض فيعرق الناس فمن الناس من يبلغ عرقه عقبيه ومنهم من يبلغ إلى نصف الساق ومنهم من يبلغ إلى ركبتيه ومنهم من يبلغ إلى العجز ومنهم من يبلغ الخاصرة ومنهم من يبلغ منكبيه ومنهم من يبلغ عنقه ومنهم من يبلغ وسط فيه - وأشار بيده ألجمها فاه رأيت رسول الله يشير هكذا - ومنهم من يغطيه عرقه» - وضرب بيده وأشار.

رواه أحمد والطبراني وإسناد الطبراني جيد
18336

وعن سعيد بن عمير الأنصاري قال: جلست إلى عبد الله بن عمر وأبي سعيد فقال أحدهما لصاحبه: إني سمعت رسول الله يذكر أنه: «يبلغ العرق [ من الناس ] يوم القيامة». فقال أحدهما: «إلى شحمته». وقال الآخر: «يلجمه». فحط ابن عمر وأشار أبو عاصم بإصبعيه من شحمة أذنه إلى فيه فقال: ما أرى ذلك إلا سواء

قلت: حديث ابن عمر في الصحيح
رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير سعيد بن عمير وهو ثقة
18337

وعن المقدام أن رسول الله قال: «تدنو الشمس يوم القيامة حتى تكون من الناس قدر ميل ويزاد في حرها فتصحرهم فيكونون في العرق بقدر أعمالهم فمنهم من يأخذه العرق إلى كعبيه ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه ومنهم من يأخذه إلى حقويه ومنهم من يلجمه إلجاما» ورأيت رسول الله يشير بيده إلى فيه

رواه الطبراني عن شيخه إبراهيم بن محمد عرق الحمصي ولم أعرفه وبقية رجاله حديثهم حسن
18338

وعن محمد بن فرات قال: اختصم إلى محارب رجلان قال: فشهد على أحدهما رجل فقال المشهود عليه: والله ما علمت أنه لرجل صدق ولئن سألت عنه ليحمدن أو ليزكين ولقد شهد علي بباطل ولا أدري ما اجتراؤه على ذلك؟ فقال له محارب بن دثار: يا هذا اتق الله فإني سمعت رسول الله يقول: «شاهد الزور لا تزول قدماه حتى تجب له النار وإن الطير يوم تضرب بأجنحتها وترمي ما في أجوافها ما لها طلبة» والنبي يعظ رجلا

قلت: قصة شاهد الزور رواها ابن ماجة
رواه أبو يعلى والطبراني باختصار عنه إلا أنه قال: «وتطرح ما في بطونها وليست عليها مظلمة فاتقه» وفي إسناده محمد بن الفرات وهو كذاب
18339

وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: الأرض كلها نار يوم القيامة والجنة من ورائها كواعبها وأكوابها والذي نفس عبد الله بيده إن الرجل ليفيض عرقا حتى تسيخ في الأرض قامته ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه وما مسه الحساب. قالوا: مم ذاك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: مما يرى الناس يلقون

رواه الطبراني موقوفا ورجاله رجال الصحيح

باب

18340

عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله قال: «ينصب للكافر يوم القيامة مقدار خمسين ألف سنة كما لم يعمل في الدنيا وإن الكافر ليرى جهنم ويظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة»

رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن على ما فيه من ضعف
18341

وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي قال: «إن الرجل ليلجمه العرق يوم القيامة فيقول: يا رب أرحني ولو إلى النار»

18342

وفي رواية موقوفة: «إن الكافر»

رواهما الطبراني في الكبير بإسنادين ورواه في الأوسط
18343

وفي رواية فيهما أنه قال: «إن الكافر ليحاسب يوم القيامة حتى يلجمه العرق»

18344

وفي رواية في الأوسط أيضا: «إن الكافر ليلجم بعرقه من شدة ذلك اليوم حتى يقول»

ورجال الكبير رجال الصحيح وفي رجال الأوسط محمد بن إسحاق وهو ثقة لكنه مدلس
ورواه أبو يعلى مرفوعا بنحو الكبير
18345

وعن جابر قال: قال رسول الله : «إن العرق ليلزم المرء في الموقف حتى يقول: يا رب إرسالك بي إلى النار أهون علي مما أجد وهو يعلم ما فيها من شدة العذاب»

رواه البزار وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو ضعيف جدا

باب كيف يبعث المؤمنون يوم القيامة

18346

عن معاذ بن جبل قال: قال نبي الله : «يبعث المؤمنون يوم القيامة جردا مردا مكحلين بني ثلاثين سنة»

رواه أحمد وإسناده حسن إلا أن شهرا لم يدرك معاذ بن جبل
قلت: وقد تقدم حديث المقدام بن معدي كرب بنحوه في باب كيف يحشر الناس إلا أنه قال: «أبناء ثلاث وثلاثين سنة في خلق آدم وحسن يوسف وقلب أيوب» وإسناده جيد. وقد تقدم حديث المقدام بن الأسود بمعناه

باب خفة يوم القيامة على المؤمنين

18347

عن أبي سعيد الخدري قال: قيل: يا رسول الله { يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } ما أطول هذا اليوم فقال رسول الله : «والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا»

رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن على ضعف في راويه
18348

وعن أبي هريرة عن النبي قال: «{ يوم يقوم الناس لرب العالمين } مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة فيهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس للغروب إلى أن تغرب»

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إسماعيل بن عبد الله بن خالد وهو ثقة
18349

وعن عبد الله بن عمرو أنه أتى النبي فقال: إني سائلك عن ثلاث فقال: «سل عما شئت». قال: كم مقام الناس بين يدي رب العالمين يوم القيامة؟ وما يشق على المؤمن في ذلك المقام؟ وهل بين الجنة والنار منزل؟ فقال: «أما قولك: كم مقام الناس بين يدي رب العالمين؟ فألف سنة لا يؤذن لهم. وأما قولك: ما يشق على المؤمن في ذلك المقام؟ فإن المؤمنين فريقان: فأما السابقون فكالرجلين تناجيا فطالت نجواهما ثم انصرفا فأدخلا الجنة» فقلت: ما أيسر هذا. «أما قولك: هل بين الجنة والنار منزل؟ فإن بينهما حوضي شرفاته على الجنة وتضرب شرفاته على النار طوله شهر وعرضه شهر أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه أقداح من فضة وقوارير من شرب منه كأسا لم يجد عطشا ولا حزنا حتى يقضى بين الناس»

قلت: له حديث فيه ذكر الحوض في الصحيح
رواه الطبراني وفيه هشام بن بلال ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا
18350

وعن عبد الله بن عمرو عن النبي قال: «تجتمعون يوم القيامة فيقال: أين فقراء هذه الأمة ومساكينها؟ فيقومون فيقول: ماذا عملتم؟ فيقولون: ربنا ابتلينا فصبرنا ووليت الأمور والسلطان غيرنا. فيقول الله جل ذكره: صدقتم - أو نحو هذا - فيدخلون الجنة قبل الناس بزمان. ويبقى شدة الحساب على ذوي الأمور والسلطان» قالوا: فأين المؤمنون يومئذ؟ قال: «يوضع لهم منابر من نور يظلل عليهم الغمام يكون ذلك اليوم أقصر على المؤمنين من ساعة من نهار»

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي كثير الزبيدي وهو ثقة

باب جامع في البعث

18351

وعن لقيط بن عامر أنه خرج وافدا إلى رسول الله ومعه صاحب له يقال له: نهيك بن عاصم بن المنتفق. قال لقيط: خرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا على رسول الله لانسلاخ رجب فأتينا رسول الله حين انصرف من صلاة الغداة فقام في الناس خطيبا فقال: «أيها الناس إني خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام لأسمعكم ألا فهل من امرئ بعثه قومه؟» فقالوا: أعلم لنا ما يقول رسول الله . «ألا ثم لعلة يلهيه حديث نفسه أو حديث صاحبه أو يلهيه الضلال ألا إني مسؤول: هل بلغت؟ ألا اسمعوا تعيشوا ألا اجلسوا ألا اجلسوا». فجلس الناس. فقمت أنا وصاحبي حتى إذا فرغ لنا فؤداه وبصره قلت: يا رسول الله ما عندك من علم الغيب؟ فضحك لعمر الله وهز رأسه وعلم أني أبتغي لسقطه قال: «ضن ربك عز وجل بمفاتيح الخمس من الغيب لا يعلمها إلا الله» وأشار بيده قلت: وما هي؟ قال: «علم المنية وقد علم متى منية أحدكم ولا تعلمونه وعلم ما في غد أنت طاعم ولا تعلمه وعلم يوم الغيث يشرف عليكم أزلين مشفقين فيظل يضحك قد علم أن غيركم إلي قريب». قال لقيط: لن نعدم من رب يضحك خيرا. «وعلم يوم الساعة». قلت: يا رسول الله علمنا مما تعلم الناس فإنا من قوم لا يصدقون تصديقنا أحدا من مذحج التي تربو علينا وخثعم التي توالينا وعشيرتنا التي نحن منها. قال: «تلبثون ما لبثتم ثم يتوفى نبيكم ثم تلبثون ما لبثتم ثم تبعث الصائحة لعمر إلهك ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات والملائكة الذين مع ربك عز وجل وأصبح ربك عز وجل يطيف في الأرض وخلت عليه البلاد فأرسل ربك عز وجل السماء بهضب 2 من عند العرش فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من مصدع قتيل ولا مدفن ميت إلا شقت القبر عنه حتى تخلقه من عند رأسه فيستوي جالسا يقول ربك: مهيم لما كان فيه يقول: يا رب أمس اليوم لعهده بالحياة يحسبه حديثا بأهله» فقلت: يا رسول الله كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلى والسباع؟ قال: «أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله والأرض أشرفت عليها وهي مدرة بالية فقلت: لا تحيا أبدا ثم أرسل ربك عز وجل السماء فلم تلبث عليك إلا أياما حتى أشرفت عليها وهي شربة واحدة ولعمر إلهك لهو قادر على أن يجمعكم من الماء على أن يجمع نبات الأرض فتخرجون من الأضواء ومن مصارعكم فتنظرون الله وينظر إليكم» قال: قلت: يا رسول الله فكيف ونحن ملء الأرض وهو شخص واحد ننظر إليه؟ قال: «أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله الشمس والقمر آية منه صغيرة ترونهما ويريانكم لا تضارون في رؤيتهما ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يراكم وتروه منهما إن تروهما ويرياكم لا تضارون في رؤيتهما». قلت: يا رسول الله فما يفعل بنا ربنا عز وجل إذا لقيناه؟ قال: «تعرضون عليه بادية صحائفكم لا تخفى منكم خافية فيأخذ ربك عز وجل بيده غرفة من الماء فينضح قبلكم بها فلعمر إلهك ما يخطئ وجه أحد منكم منها قطرة فأما المسلم فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء وأما الكافر فتخطمه بمثل الحميم الأسود ألا ثم ينصرف نبيكم ويفرق على أثره الصالحون فيسلكون جسرا من النار فيطأ أحدكم الجمرة فيقول: حس فيقول ربك عز وجل: وإنه فتطلعون على حوض رسول الله على أظمأ والله ناهلة قط رأيتها فلعمر إلهك ما يبسط أحد منكم يده إلا وقع عليها قدح يطهره من الطوف والبول والأذى وتحبس الشمس والقمر فلا ترون منهما واحدا» قلت: يا رسول الله فبم نبصر؟ قال: «بمثل بصرك ساعتك هذه وذلك قبل طلوع الشمس في يوم أشرقت الأرض واجهت الجبال». قلت: يا رسول الله فبم نجزى من سيئاتنا؟ قال: «الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها إلا أن يعفو». قال: قلت: يا رسول الله أما الجنة أما النار؟ قال: «لعمر إلهك للنار سبعة أبواب ما منها باب إلا يسير الراكب بينها سبعين عاما». قلت: يا رسول الله فعلى ما نطلع من الجنة؟ قال: «على أنهار من عسل مصفى وأنهار من كأس ما بها من صداع ولا ندامة وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وماء غير آسن وبفاكهة لعمر إلهك ما تعلمون وخير من مثله معه وأزواج مطهرة». قلت: يا رسول الله ولنا فيها أزواج أو منهن مصلحات؟ قال: «الصالحات للصالحين تلذون بهن مثل لذاتكم في الدنيا ويلذذن بكم غير أن لا توالد». قال لقيط: فقلت: أقصى ما نحن بالغون ومنتهون إليه؟ قال: قلت: يا رسول الله على ما أبايعك؟ قال: فبسط النبي يده وقال: «على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وزيال المشركين وألا تشرك بالله غيره». قال: قلت: وإن لنا ما بين المشرق والمغرب؟ فقبض النبي يده وبسط أصابعه وظن أني مشترط شرطا لا يعطينيه قال: قلت: نحل منها حيث شئنا ولا يجني على امرئ إلا نفسه؟ فبسط يده وقال: «ذلك لك تحل حيث شئت ولا تجني عليك إلا نفسك». قال: فانصرفنا وقال: «ها إن هذين لعمر إلهك إن حدثت ألا إنهم من أتقى الناس في الأولى والآخرة». فقال له كعب بن الخدارية أحد بني كعب بن كلاب: من هم يا رسول الله؟ قال: «بنو المنتفق أهل ذلك» قال: فانصرفنا وأقبلت عليه قلت: يا رسول الله هل لأحد فيما مضى من خير في جاهليتهم؟ قال: فقال رجل من عرض قريش: والله إن أباك المنتفق في النار قال: فلكأنما وقع حر بين جلدي ووجهي مما قال لأبي على رؤوس الناس فهممت أن أقول: وأبوك يا رسول الله؟ فإذا الأخرى أجهل فقلت: يا رسول الله وأهلك؟ قال: «وأهلي لعمر الله ما أتيت على قبر عامري أو قرشي [ من مشرك ] فقلت: أرسلني إليك محمد أبشرك بما يسوءك تجر على وجهك وبطنك في النار». قلت: يا رسول الله ما فعل بهم ذلك وقد كانوا يحسنون وكانوا يحسبون أنهم مصلحون؟ قال: «ذاك بأن الله بعث في آخر كل سبع أمم - يعني نبيا - فمن عصى نبيه كان من الضالين ومن أطاع نبيه كان من المهتدين»

رواه عبد الله والطبراني بنحوه وأحد طريقي عبد الله إسنادها متصل ورجالها ثقات والإسناد الآخر وإسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن لقيط: إن لقيطا
18352

وعن عبد الله بن مسعود عن النبي قال: «يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم قياما أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء» قال: «وينزل الله عز وجل في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي ثم ينادي مناد: أيها الناس ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم ورزقكم وأمركم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا أن يولي كل أناس منكم ما كانوا يعبدون في الدنيا أليس ذلك عدلا من ربكم؟». قالوا: بلى قال: «فينطلق كل قوم إلى ما كانوا يعبدون ويقولون ويقولون في الدنيا». قال: «فينطلقون ويمثل لهم أشباه ما كانوا يعبدون فمنهم من ينطلق إلى الشمس ومنهم من ينطلق إلى القمر والأوثان من الحجارة وأشباه ما كانوا يعبدون»

قال: «ويمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى ويمثل لمن كان يعبد عزيرا شيطان عزيز ويبقى محمد وأمته»

قال: «فيتمثل الرب تبارك وتعالى فيأتيهم فيقول: ما لكم لا تنطلقون كانطلاق الناس؟ فيقولون: إن لنا لإلها ما رأيناه فيقول: هل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: إن بيننا وبينه علامة إذا رأيناها عرفناها قال: فيقول: ما هي؟ فتقول: يكشف عن ساقه». قال: «فعند ذلك يكشف عن ساقه فيخر كل من كان نظره ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون وقد كانوا يدعون إلى السجود وهو سالمون ثم يقول: ارفعوا رؤوسكم فيرفعون رؤوسهم فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده ومنهم من يعطى أصغر من ذلك حتى يكون آخرهم رجلا يعطى نوره على إبهام قدميه يضيء مرة ويطفأ مرة فإذا أضاء قدم قدمه وإذا طفئ قام»

قال: «والرب تبارك وتعالى أمامهم حتى يمر في النار فيبقى أثره كحد السيف»

قال: «فيقول: مروا فيمرون على قدر نورهم منهم من يمر كطرفة العين ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالسحاب ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كشد الفرس ومنهم من يمر كشد الرحل حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يجثو على وجهه ويديه ورجليه تخر يد وتعلق يد وتخر رجل وتعلق رجل وتصيب جوانبه النار فلا يزال كذلك حتى يخلص فإذا خلص وقف عليها فقال: الحمد لله فقد أعطاني الله ما لم يعط أحدا إذ نجاني منها بعد إذ رأيتها»

قال: «فينطلق به إلى غدير عند باب الجنة فيغتسل فيعود إليه ريح أهل الجنة وألوانهم فيرى ما في الجنة من خلل الباب فيقول: رب أدخلني الجنة فيقول الله: أتسأل الجنة وقد نجيتك من النار؟ فيقول: رب اجعل بيني وبينها حجابا لا أسمع حسيسها»

قال: «فيدخل الجنة ويرى أو يرفع له منزل أمام ذلك كأن ما هو فيه إليه الحلم فيقول: رب أعطني ذلك المنزل فيقول له: لعلك إن أعطيتكه تسأل غيره فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره وأنى منزل أحسن منه؟ فيعطى فينزله ويرى أمام ذلك منزلا كأن ما هو فيه إليه حلم قال: رب أعطني ذلك المنزل فيقول الله تبارك وتعالى: فلعلك إن أعطيتكه تسأل غيره فيقول: لا وعزتك يا رب وأنى منزل يكون أحسن منه؟ فيعطاه وينزله ثم يسكت فيقول الله جل ذكره: ما لك لا تسأل؟ فيقول: رب قد سألتك حتى قد استحييتك وأقسمت حتى استحييتك فيقول الله جل ذكره: ألم ترض أن أعطيك مثل الدنيا منذ خلقتها إلى يوم أفنيتها وعشرة أضعافه؟ فيقول: أتهزأ بي وأنت رب العزة؟ فيضحك الرب تبارك وتعالى من قوله»

قال: فرأيت عبد الله بن مسعود إذا بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن قد سمعتك تحدث هذا الحديث مرارا كلما بلغت هذا المكان ضحكت قال: إني سمعت رسول الله يحدث هذا الحديث مرارا كلما بلغ هذا المكان من هذا الحديث ضحك حتى تبدو أضراسه.

قال: «فيقول الرب جل ذكره: لا ولكني على ذلك قادر سل. فيقول: ألحقني بالناس فيقول: الحق بالناس قال: فينطلق يرمل في الجنة حتى إذا دنا من الناس رفع له قصر من درة فيخر ساجدا فيقال له: ارفع رأسك ما لك؟ فيقول: رأيت ربي - أو ترأءى لي ربي - فيقال له: إنما هو منزل من منازلك»

قال: «ثم يلقى رجلا فيتهيأ للسجود له فيقال له: مه فيقول: رأيت أنك ملك من الملائكة فيقول: إنما أنا خازن من خزانك وعبد من عبيدك تحت يدي ألف قهرمان على مثل ما أنا عليه»

قال: «فينطلق أمامه حتى يفتح له القصر». قال: «وهو من درة مجوفة سقائفها وأبوابها وأغلاقها ومفاتيحها منها تستقبله جوهرة خضراء مبطنة بحمراء فيها سبعون بابا كل باب يفضي إلى جوهرة خضراء مبطنة كل جوهرة تفضي إلى جوهرة على غير لون الأخرى في كل جوهرة سرر وأزواج ووصائف أدناهن حوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها كبدها مرآته وكبده مرآتها إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفا عما كانت قبل ذلك فيقول لها: والله لقد ازددت في عيني سبعين ضعفا وتقول له: وأنت ازددت في عيني سبعين ضعفا فيقال له: أشرف فيشرف فيقال له: ملكك مسيرة مائة عام ينفذه بصرك»

قال: فقال عمر: ألا تسمع ما يحدثنا ابن أم عبد يا كعب عن أدنى أهل الجنة منزلا، فكيف أعلاهم؟ قال: يا أمير المؤمنين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت إن الله جل ذكره خلق دارا جعل فيها ما شاء من الأزواج والثمرات والأشربة ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه لا جبريل ولا غيره من الملائكة ثم قال كعب: { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون }

قال: «وخلق دون ذلك جنتين وزينهما بما شاء وأراهما من شاء من خلقه ثم قال: من كان كتابه في عليين نزل في تلك الدار التي لم يرها أحد حتى إن الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير في ملكه فلا تبقى خيمة من خيم الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه فيستبشرون لريحه فيقولون: واها لهذا الريح هذا ريح رجل من أهل عليين قد خرج يسير في ملكه»

قال: ويحك يا كعب إن هذه القلوب قد استرسلت فاقبضها فقال كعب: إن لجهنم يوم القيامة لزفرة ما من ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر لركبتيه حتى إن إبراهيم خليل الله ليقول: رب نفسي نفسي حتى لو كان لك عمل سبعين نبيا إلى عملك لظننت أن لا تنجو

18353

وفي رواية: قال رسول الله : «يقوم الناس لرب العالمين أربعين سنة شاخصة أبصارهم ينتظرون فصل القضاء»

قال: فذكر مثل حديث زيد بن أبي أنيسة

رواه كله الطبراني من طرق ورجال أحدها رجال الصحيح غير أبي خالد الدالاني وهو ثقة
18354

وعن سمرة بن جندب أن رسول الله كان يقول لنا: «إنكم تحشرون إلى بيت المقدس ثم تجتمعون يوم القيامة»

رواه البزار والطبراني وإسناد الطبراني حسن
18355

وعن ابن عباس قال: من شك أن المحشر بالشام فليقرأ أول سورة الحشر: { هو الذي أخرج الذين كفروا من ديارهم لأول الحشر } قال: فقال النبي : «فهي أرض المحشر»

رواه البزار وفيه أبو سعد البقال والغالب عليه الضعف
18356

وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله : «تحشر الناس فينادي مناد: أليس عدلا مني أن أولي كل قوم ما كانوا يعبدون؟ ثم ترفع لهم آلهتهم فيتبعونها حتى لا يبقى أحد غير هذه الأمة فيقال لهم: ما لكم؟ قالوا: لا نرى إلهنا الذي كنا نعبد فيتجلى لهم تبارك وتعالى» فقيل لأبي بردة: والله لسمعت أبا موسى يذكر هذا عن رسول الله ؟ قال: والله الذي لا إله غيره ثلاث مرات

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه فرات بن السائب وهو ضعيف
18357

وعن أبي موسى قال: قال رسول الله : «تحشر هذه الأمة يوم القيامة على ثلاثة أصناف: فصنف يدخلون الجنة بغير حساب وصنف يحاسبون حسابا يسيرا ويدخلون الجنة وصنف يجيئون على حمائلهم كأمثال الجبال الراسية فيقول الله جل وعز للملائكة - وهو أعلم بهم -: من هؤلاء؟ فيقولون: ربنا عبيد من عبيدك كانوا يعبدونك لا يشركون بك شيئا فيقول: حطوها عنهم وضعوها على اليهود والنصارى وادخلوا الجنة برحمتي»

قلت: له حديث في الصحيح غير هذا
رواه الطبراني وفيه عثمان بن مطر وهو مجمع على ضعفه
18358

وعن ابن مسعود قال: إنكم مجموعون بصعيد واحد ينفذكم البصر ويسمعكم الداعي

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير رباح النخعي وهو ثقة
18359

وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله قال: «إن الله يجمع الأمم يوم القيامة ثم ينزل من عرشه إلى كرسيه وكرسيه وسع السماوات والأرض»

رواه الطبراني وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور وهو متروك

باب كثرة هذه الأمة وعلامتها في الآخرة

18360

عن أبي هريرة عن النبي قال: «يأتي معي من أمتي يوم القيامة مثل السيل والليل فتحطم الناس حطمة فتقول الملائكة: لما جاء مع محمد أكثر مما جاء مع سائر الأمم أو الأنبياء»

رواه البزار وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف
18361

وعن أبي ذر وأبي الدرداء أن رسول الله قال: «إني لأعرف أمتي يوم القيامة من بين الأمم». قالوا: يا رسول الله كيف تعرف أمتك؟ قال: «أعرفهم يؤتون كتبهم بأيمانهم وأعرفهم سيماهم في وجوههم من أثر السجود وأعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم»

18362

وفي رواية: «يسعى بين أيديهم وأيمانهم»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو ضعيف وقد وثق
18363

وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله : «أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة وأنا أول من يرفع رأسه فأنظر إلى بين يدي فأعرف أمتي من بين الأمم ومن خلفي مثل ذلك وعن يميني مثل ذلك وعن شمالي مثل ذلك» فقال رجل: كيف تعرف أمتك يا رسول الله من بين الأمم فيما بين نوح إلى أمتك؟ قال: «هم غر محجلون من أثر الوضوء ليس أحد كذلك غيرهم وأعرفهم إنهم يؤتون كتبهم بأيمانهم وأعرفهم تسعى ذريتهم بين أيديهم»

رواه أحمد والبزار باختصار عنه إلا أنه قال: «وذراريهم نور بين أيديهم» ورجال أحمد رجال الصحيح غير ابن لهيعة وهو ضعيف وقد وثق
18364

وعن جابر قال: قال رسول الله : «أنتم الغر المحجلون»

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. قلت: وقد تقدم في كتاب الطهارة أحاديث من نحو هذا الباب

باب طي السماوات والأرضين وتبديل الأرض بغيرها

18365

عن عكرمة قال: كلتا يدي الله يمينان فيطوي السموات فيأخذهن بيده ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ قال عمر بن حمزة: فحدثت بهذا الحديث سالم بن عبد الله فقال سالم: أخبرنا عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله : «يطوي الله السماوات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يطوي الأرضين ثم يأخذهن بشماله ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟»

قلت: حديث ابن عمر في الصحيح باختصار عن هذا
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير الحسن بن حماد سجادة وهو ثقة
18366

وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي في قول الله: { يوم تبدل الأرض غير الأرض } قال: «أرض بيضاء لم يسفك عليها دم ولم يعمل عليها خطيئة»

رواه البزار وفيه جرير بن أيوب وهو مجمع على ضعفه

باب ما جاء في الحساب

18367

عن الحسن قال: حدثنا أبو هريرة إذ ذاك ونحن بالمدينة قال: قال رسول الله : «تجيء الأعمال يوم القيامة فتجيء الصلاة فتقول: يا رب أنا الصلاة فيقول: إنك على خير وتجيء الصدقة فتقول: يا رب أنا الصدقة فيقول: إنك على خير ثم يجيء الصيام فيقول: يا رب أنا الصيام فيقول: إنك على خير ثم تجيء الأعمال على ذلك فيقول الله تبارك وتعالى: إنك على خير ثم يجيء الإسلام فيقول: يا رب أنت السلام وأنا الإسلام فيقول الله عز وجل: إنك على خير بك اليوم آخذ وبك أعطي»

قال الله عز وجل في كتابه: { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين }

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الأوسط وزاد: فيقول الله: { إن الدين عند الله الإسلام ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين }. وفيه عباد بن راشد وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه جماعة وبقية رجال أحمد رجال الصحيح
18368

وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله : «رأيت الناس جمعوا للحساب»

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
18369

وعن جابر بن عبد الله قال: بلغني عن رجل حديث سمعه من رسول الله فاشتريت بعيرا ثم شددت عليه رحلي ثم سرت إليه شهرا حتى قدمت عليه بالشام فإذا عبد الله بن أنيس فقلت للبواب: قل له: جابر على الباب فقال: أين عبد الله؟ قلت: نعم فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته فقلت: حديثا بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله في القصاص فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه فقال: سمعت رسول الله يقول: «يحشر الله العباد يوم القيامة - أو قال: الناس يوم القيامة - حفاة عراة غرلا بهما» قال: قلنا: وما بهما؟ قال: «ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الديان أنا الملك لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة» قال: قلنا: كيف وإنما نأتي عراة غرلا بهما؟ قال: «الحسنات والسيئات»

رواه أحمد ورجاله وثقوا ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه إلا أنه قال: بمصر
قلت: وقد تقدم حديث المقدام بن معدي كرب وحديث المقداد بن الأسود في باب جامع البعث قبل هذا
18370

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله : «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن ماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه وعن حبنا أهل البيت»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه حسين بن الحسن الأشقر وهو ضعيف جدا وقد وثقه ابن حبان مع أنه يشتم السلف
18371

وعن أبي برزة قال: قال رسول الله : «لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربعة: عن جسده فيما أبلاه وعمره فيما أفناه وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن حبنا أهل البيت» قيل: يا رسول الله فما علامة حبكم؟ فضرب بيده على منكب علي رضي الله عنه

رواه الطبراني في الأوسط وهو عند الترمذي دون قوله: «وعن حبنا أهل البيت» وما بعده. وجعل الرابعة: «وعلمه ماذا عمل به». وفي إسناد الطبراني الحارث بن محمد الكوفي ويقال له: المعكوف قال صاحب الميزان: أتى بخبر باطل وباقيهم ثقات
18372

وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله : «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه وعن عمره فيما أفناه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه أبو بكر الداهري وهو ضعيف جدا
18373

وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله : «لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه»

رواه الطبراني والبزار بنحوه ورجال الطبراني رجال الصحيح غير صامت بن معاذ وعدي بن عدي الكندي وهما ثقتان
18374

وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: «إذا كان يوم القيامة دعا الله عبدا من عبيده فيوقفه بين يديه فيسأله عن جاهه كما يسأله عن ماله»

رواه الطبراني في الصغير وفيه يوسف بن يونس أخو أبي مسلم الأفطس وهو ضعيف جدا
18375

وعن بريدة قال: قال رسول الله : «ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله عز وجل ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان»

رواه البزار وفيه عبد العزيز بن أبان وهو متروك
18376

وعن عبد الله بن عكيم قال: سمعت عبد الله بن مسعود في هذا المسجد يبدأ باليمين قبل الكلام فقال: ما منكم من أحد إلا أن ربه عز وجل سيخلو به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر فيقول: ابن آدم ما غرك بي؟ ابن آدم ما غرك بي؟ ابن آدم ماذا أجبت المرسلين؟ ابن آدم ماذا أجبت المرسلين؟ ابن آدم ماذا عملت؟ ابن آدم ماذا عملت؟ ابن آدم ماذا عملت فيما علمت؟ ابن آدم ماذا عملت فيما علمت؟

رواه الطبراني في الكبير موقوفا وروى بعضه مرفوعا في الأوسط: «عبدي ما غرك بي؟ ماذا أجبت المرسلين؟» ورجال الكبير رجال الصحيح غير شريك بن عبد الله وهو ثقة وفيه ضعف ورجال الأوسط فيهم شريك أيضا وإسحاق بن عبد الله التميمي ووثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح
18377

وعن ثوبان أن النبي عظم شأن المسألة فقال: «إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية يحملون أوثانهم على ظهورهم فيسألهم ربهم تبارك وتعالى فيقولون: ربنا لم ترسل لنا رسولا ولم يأتنا لك أمر ولو أرسلت إلينا رسولا لكنا أطوع عبادك فيقول لهم ربهم: أرأيتم إن أمرتكم بأمر أتطيعوني؟ فيأخذ على ذلك مواثيقهم فيقول: اعمدوا لها فادخلوها فينطلقون حتى إذا رأوها فرقوا 3 فرجعوا قالوا: ربنا فرقنا منها لا نستطيع أن ندخلها فيقول: ادخلوها داخرين» فقال نبي الله : «لو دخلوها أول مرة كانت عليهم بردا وسلاما»

رواه البزار بإسنادين ضعيفين. وقد تقدمت أحاديث في كتاب القدر فيمن مات في الفترة
18378

وعن الحسن قال: خطبنا أبو هريرة رضي الله عنه على منبر رسول الله فقال: سمعت رسول الله يقول: «ليعذرن الله عز وجل إلى آدم عليه السلام يوم القيامة ثلاث معاذير يقول الله تعالى: يا آدم لولا أني لعنت الكذابين وأبغضت الكذب والحلف وأوعدت عليه لرحمت اليوم ولدك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب ولكن حق القول مني لئن كذبت رسلي وعصي أمري لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين. ويقول الله عز وجل: يا آدم إني لا أدخل النار أحدا ولا أعذب منهم أحدا إلا من قد علمت بعلمي أني لو ردتته إلى الدنيا لعاد إلى شر ما كان فيه ولم يرجع ولم يعتب. ويقول الله عز وجل: يا آدم قد جعلتك حكما بيني وبين ذريتك قم عند الميزان فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم فمن رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة حتى تعلم أني لا أدخل النار منهم إلا ظالما»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو كذاب
18379

وعن أنس عن النبي قال: «الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يتركه الله. فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك قال الله: { إن الشرك لظلم عظيم }. وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم وأما الظلم الذي لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين لبعضهم من بعض»

رواه البزار عن شيخه أحمد بن مالك القشيري ولم أعرفه وبقية رجاله قد وثقوا على ضعفهم
18380

وعن سلمان قال: قال رسول الله : «ذنب لا يغفر وذنب لا يترك وذنب يغفر. فأما الذنب الذي لا يغفر فالشرك بالله وأما الذنب الذي يغفر فذنب العبد بينه وبين الله عز وجل وأما الذنب الذي لا يترك فذنب العباد بعضهم بعضا»

رواه الطبراني في الكبير والصغير وفيه يزيد بن سفيان بن عبد الله بن رواحة وهو ضعيف تكلم فيه ابن حبان وبقية رجاله ثقات
18381

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «ذنب يغفر وذنب لا يغفر وذنب يجازى به. فأما الذنب الذي لا يغفر فالشرك بالله وأما الذنب الذي يغفر فعملك بينك وبين ربك وأما الذنب الذي تجازى به فظلمك أخاك»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه طلحة بن عمرو وهو متروك
18382

وعن عائشة قالت: قال رسول الله : «الدواوين عند الله عز وجل ثلاثة: فديوان لا يعبأ الله به شيئا وديوان لا يترك الله منه شيئا وديوان لا يغفره الله فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك بالله قال الله عز وجل: { ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة }. وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم يوم تركه أو صلاة تركها فإن الله يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء. وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فظلم العباد بعضهم بعضا القصاص لا محالة»

رواه أحمد وفيه صدقة بن موسى وقد ضعفه الجمهور وقال مسلم بن إبراهيم: حدثنا صدقة بن موسى وكان صدوقا وبقية رجاله ثقات
18383

وعن حذيفة عن النبي قال: «ويل للمالك من المملوك وويل للمملوك من المالك»

رواه البزار وفيه من لم أعرفهم
18384

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «ويل للمالك من المملوك وويل للمملوك من المالك وويل للغني من الفقير وويل للفقير من الغني وويل للشديد من الضعيف وويل للضعيف من الشديد»

رواه البزار عن شيخه محمد بن الليث وقد ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ ويخالف ولم أجده في الميزان وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أن الأعمش لم يسمع من أنس ورواه أبو يعلى
18385

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «ليختمصن كل شيء يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا»

رواه أحمد وإسناده حسن
18386

وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال: «والذي نفسي بيده ليختصمن يوم القيامة حتى الشاتان فيما انتطحتا»

رواه أبو يعلى وأحمد بنحوه وإسناده حسن
18387

وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله : «أول خصمين يوم القيامة جاران»

رواه أحمد بإسناد حسن
18388

وعن أبي أيوب أن رسول الله قال: «أول من يختصم يوم القيامة الرجل وامرأته والله ما يتكلم لسانها ولكن يدها ورجلاها تشهدان عليها بما كانت تعيب لزوجها وتشهد يداه ورجلاه بما كان يوليها ثم يدعى الرجل وخدمه فمثل ذلك ثم يدعى أهل الأسواق وما يوجد ثم دوانيق ولا قراريط ولكن حسنات هذا تدفع إلى هذا الذي ظلم وسيئات هذا الذي ظلمه توضع عليه ثم يؤتى بالجبارين في مقامع من حديد فيقال: أوردوهم إلى النار فوالله ما أدري يدخلونها أو كما قال الله تعالى: { وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا }»

رواه الطبراني وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي وهو ضعيف وقد وثقه سعيد بن منصور وقال: كان مالك يرضاه وبقية رجاله رجال الصحيح
18389

وعن واثلة بن الأسقع عن رسول الله قال: «يبعث الله يوم القيامة عبدا لا ذنب له فيقول: بأي الأمرين أحب إليك أن أجزيك؟ بعملك أو بنعمتي عندك؟ قال: رب إنك تعلم أني لم أعصك قال: خذوا عبدي بنعمة من نعمي فلا تبقى له حسنة إلا استغرقتها تلك النعمة فيقول: يا رب نعمتك ورحمتك فيقول: بنعمتي ورحمتي. ويؤتى بعبد محسن في نفسه لا يرى أن له ذنبا فيقال له: هل كنت توالي أوليائي؟ قال: كنت من الناس سلما قال: فهل كنت تعادي أعدائي؟ قال: يا رب لم يكن بيني وبين أحد شيئا فيقول الله عز وجل: لا ينال رحمتي من لم يوال أوليائي ويعاد أعدائي»

رواه الطبراني وفيه بشر بن عون وهو متهم بالوضع
18390

وعن ابن عمر عن النبي قال: «يؤتى بالمليك والمملوك والزوج والزوجة فيحاسب المليك والمملوك والزوج والزوجة حتى يقال للرجل: شربت يوم كذا وكذا على لذة ويقال للزوج: خطبت فلانة مع خطاب فزوجتكها وتركتهم»

رواه البزار من رواية سعيد بن مسلمة الأموي عن ليث بن أبي سليم وكلاهما ضعيف وقد وثقا وبقية رجاله رجال الصحيح
18391

وعن ابن الزبير قال: قال رسول الله : «من نوقش الحساب هلك»

رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال البزار والكبير رجال الصحيح وكذلك رجال الأوسط غير عمرو بن أبي عاصم النبيل وهو ثقة
18392

وعن عائشة أن رسول الله قال: «لا يحاسب أحد يوم القيامة فيغفر له يرى المسلم عمله في قبره ويقول الله عز وجل: { فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان } { يعرف المجرمون بسيماهم }»

رواه أحمد وفيه ابن لهعية وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح
18393

وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله قال: «العار والتخزية تبلغ من ابن آدم يوم القيامة ما يتمنى العبد أن يؤمر به في النار»

رواه أبو يعلى وفيه الفضل بن عيسى الرقاشي وهو مجمع على ضعفه
قلت: وقد تقدم حديث ابن مسعود في شدة يوم القيامة أن هذا في حق الكافر
18394

وعن أنس - يرفعه - قال: «ملك موكل بالميزان فيؤتى بابن آدم فيوقف بين كفتي الميزان فإن ثقل ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق: سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا وإن خف ميزانه نادى ملك بصوت يسمع الخلائق: شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا»

رواه البزار وفيه صالح المري وهو مجمع على ضعفه
18395

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «يؤتى يوم القيامة بصحف مختمة فتنصب بين يدي الله تبارك وتعالى فيقول تبارك وتعالى: ألقوا هذه واقبلوا هذه فتقول الملائكة: وعزتك ما رأينا إلا خيرا فيقول الله عز وجل: إن هذا كان لغير وجهي وإني لا أقبل اليوم إلا ما ابتغي به وجهي»

18396

وفي رواية: «فتقول الملائكة: وعزتك ما كتبنا إلا ما عمل قال: صدقتم إن عمله كان لغير وجهي»

رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح ورواه البزار
18397

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «إذا كان آخر الزمان صارت أمتي ثلاث فرق: فرقة يعبدون الله خالصا وفرقة يعبدون الله رياء وفرقة يعبدون الله ليستأكلوا به الناس فإذا جمعهم الله يوم القيامة قال للذي كان يستأكل الناس: بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي؟ فيقول: وعزتك وجلالك أستأكل به الناس قال: لم ينفعك ما جمعت شيئا تلجأ إليه انطلقوا به إلى النار ثم يقول للذي كان يعبد رياء: بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي؟ قال: بعزتك وجلالك رياء الناس قال: لم يصعد إلي منه شيء انطلقوا به إلى النار. ثم يقول للذي كان يعبده خالصا: بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي؟ قال: بعزتك وجلالك أنت أعلم بذلك مني أردت به ذكرك ووجهك قال: صدق عبدي انطلقوا به إلى الجنة»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبيد بن إسحاق العطار وقد ضعفه الجمهور ورضيه أبو حاتم الرازي ووثقه ابن حبان وبقية رجاله ثقات
18398

وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله قال: «إذا كان يوم القيامة عرف الكافر بعمله فجحد وخاصم فقيل له: هؤلاء جيرانك يشهدون عليك فيقول: كذبوا فيقول: أهلك وعشيرتك فيقول: كذبوا فيقول: احلفوا فيحلفون ثم يصمتهم الله وتشهد ألسنتهم ثم يدخلهم النار»

رواه أبو يعلى بإسناد حسن على ضعف فيه
18399

وعن عقبة بن عامر أنه سمع النبي يقول: «إن أول عظم من الإنسان يتكلم يوم يختم على الأفواه فخذه من الرجل الشمال»

رواه أحمد والطبراني وإسنادهما جيد
18400

وعن معاوية بن حيدة قال: أتيت النبي فقال: «ما لي أمسك بحجزكم عن النار؟ ألا إن ربي عز وجل داعي وإنه سائلي: هل بلغت عبادي؟ وإني قائل: رب إني قد بلغتهم فليبلغ الشاهد منكم الغائب ثم إنكم مدعوون مفدمة أفواهكم بالفدام 4 إن أول ما يبين عن أحدكم لفخذه وكفه» قلت: يا نبي الله هذا ديننا؟ قال: «هذا دينكم وأينما تحسن يكفك»

رواه أحمد في حديث طويل ورجاله ثقات

باب ما جاء في القصاص

18401

قلت: قد تقدم حديث عبد الله بن أنيس أنه سمع رسول الله يقول: «يحشر الله العباد يوم القيامة - أو قال: الناس - عراة غرلا بهما» قال: قلنا: وما بهما؟ قال: «ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الديان أنا الملك لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة». قال: قلنا: كيف وإنما نأتي عراة غرلا بهما؟ قال: «الحسنات والسيئات»

وهو عند أحمد والطبراني في الأوسط بإسناد حسن
18402

وعن عائشة وبعض أصحاب النبي عن النبي أن رجلا من أصحاب النبي جلس بين يديه فقال: يا رسول الله إن لي مملوكين يكذبونني ويخونونني ويعصونني وأضربهم وأشتمهم فكيف أنا منهم يا رسول الله؟ فقال له رسول الله : «بحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم فإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك وإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك ولا عليك وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل الذي بقي قبلك» فجعل الرجل يبكي بين يدي رسول الله ويهتف فقال له رسول الله : «ما لك؟ ما تقرأ كتاب الله { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفا بنا حاسبين }». فقال الرجل: يا رسول الله ما أجد شيئا خيرا لي من فراق هؤلاء - يعني عبيده - أشهدك أنهم أحرار كلهم

قلت: حديث عائشة وحده رواه الترمذي
رواه أحمد وفي إسناد الصحابي الذي لم يسم راو لم يسم أيضا وبقية رجالهما رجال الصحيح
18403

وعن أبي ذر أن رسول الله كان جالسا وشاتان تعتلفان فنطحت إحداهما الأخرى فأجهضتها فضحك رسول الله فقيل: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: «عجبت لها والذي نفسي بيده ليقادن لها يوم القيامة»

18404

وفي رواية: أن رسول الله رأى شاتين تنتطحان فقال: «يا أبا ذر هل تدري فيما انتطحتا؟» قال: لا قال: «ولكن الله يدري وسيقضي بينهما»

رواه كله أحمد والبزار بالرواية الأولى وكذلك الطبراني في المعجم الأوسط وفيها ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجال أحمد رجال الصحيح غير شيخه ابن عائشة وهو ثقة ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح وفيها راو لم يسم
18405

وعن عثمان أن رسول الله قال: «إن الجماء 5 لتقتص من القرناء يوم القيامة»

رواه الطبراني في الكبير والبزار وعبد الله بن أحمد وفيه الحجاج بن نصير وقد وثق على ضعفه وبقية رجال البزار رجال الصحيح غير العوام بن مزاحم وهو ثقة
18406

وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: «يقتص للخلق بعضهم من بعض حتى للجماء من القرناء وحتى للذرة من الذرة»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
18407

وعن أبي هريرة قال: حدثني الصادق المصدوق أبو القاسم : «إن أول خصم يقضي فيه يوم القيامة عنزان: ذات قرن وغير ذات قرن»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف
18408

وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال رسول الله : «إنه لبيلغ من عدل الله يوم القيامة حتى يقتص للجماء من ذات القرن»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم وعطاء بن السائب اختلط
18409

وعن أم سلمة زوج النبي قالت: كان النبي في بيتي وكان بيده سواك فدعا وصيفة له - أو لها - حتى استبان الغضب في وجهه فخرجت أم سلمة إلى الحجرات فوجدت الوصيفة وهي تلعب ببهمة فقالت: ألا أراك تلعبين بهذه البهمة ورسول الله يدعوك؟ فقالت: لا والذي بعثك بالحق ما سمعتك فقال رسول الله : «لولا خشية القود لأوجعتك بهذا السواك»

18410

وفي رواية: «لولا القصاص لضربتك بهذا السواك»

18411

وفي رواية: «لولا مخافة القصاص لأوجعتك بهذا السوط»

روى هذا كله أبو يعلى والطبراني بنحوه وقال: دعا وصيفة له ولم يشك وقال: «لولا مخافة القود يوم القيامة»

وإسناده جيد عند أبي يعلى والطبراني
18412

وعن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله : «ما من رجل يضرب عبدا له إلا أقيد منه يوم القيامة»

رواه البزار ورجاله ثقات
18413

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «من ضرب سوطا ظلما اقتص منه يوم القيامة»

رواه البزار والطبراني في الأوسط وإسنادهما حسن
18414

وعن ثوبان عن النبي قال: «يقبل الجبار تبارك وتعالى يوم القيامة فيثني رجله على الجسر فيقول: وعزتي وجلالي لا يجاوزني ظلم ظالم فينصف الخلق بعضهم من بعض حتى إنه لينصف الشاة الجماء من الشاة العضباء بنطحة تنطحها»

رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة وقد ضعفه جماعة وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به وبقية رجاله ثقات
18415

وعن سلمان أن رسول الله قال: «يجيء الرجل يوم القيامة من الحسنات بما يظن أنه ينجو بها فلا يزال رجل يجيء قد ظلمه بمظلمة فيؤخذ من حسناته فيعطي المظلوم حتى لا تبقى له حسنة ثم يجيء من يطلبه ولم يبق من حسناته شيء فيؤخذ من سيئات المظلوم فتوضع على سيئاته»

رواه الطبراني والبزار عن عبد الله بن إسحاق العطار عن خالد بن حمزة ولم أعرفهما وبقية رجاله رجال الصحيح
18416

وعن سليمان بن حبيب المحاربي قال: خرجت غازيا فلما مررت بحمص خرجت إلى السوق لأشتري ما لا غنى للمسافر عنه فلما نظرت إلى باب المسجد قلت: لو أني دخلت فركعت ركعتين فلما دخلت نظرت إلى ثابت بن معبد ومكحول في نفر فقالوا: إنا نريد أبا أمامة الباهلي فقاموا وقمت معهم فدخلنا عليه فإذا شيخ قد رق وكبر وإذا عقله ومنطقه أفضل مما نرى من منظره فكان أول ما حدثنا أن قال: إن مجلسكم هذا من بلاغ الله إياكم وحجته عليكم إن رسول الله قد بلغ ما أرسل به وإن أصحابه قد بلغوا ما سمعوا فبلغوا ما تسمعون: «ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل: رجل خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله عز وجل حتى يدخله الجنة أو يرجعه بما نال من أجر أو غنيمة ورجل دخل بيته بسلام» ثم قال: إن في جهنم جسرا له سبع قناطر على أوسطه العصاة فيجاء بالعبد حتى إذا انتهى إلى القنطرة الوسطى قيل له: ماذا عليك من الدين؟ وتلا هذه الآية: { ولا يكتمون الله حديثا }. قال: فيقول: يا رب علي كذا وكذا فيقال له: اقض دينك فيقول: ما لي شيء وما أدري ما أقضي منها فيقال: خذوا من حسناته فما يزال يؤخذ من حسناته حتى ما تبقى له حسنة حتى إذا فنيت حسناته قيل: قد فنيت فيقال: خذوا من سيئات من يطلبه فركبوا عليه فلقد بلغني أن رجالا يجيئون بأمثال الجبال من الحسنات فما يزال يؤخذ لمن يطلبهم حتى ما تبقى له حسنة

رواه الطبراني وفيه كلثوم بن زياد وبكر بن سهل الدمياطي وكلاهما وثق وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح
18417

وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله : «يجيء الظالم يوم القيامة حتى إذا كان على جسر جهنم بين الظلمة والوعرة لقيه المظلوم فعرفه وعرف ما ظلمه به فما يبرح الذين ظلموا يقصون من الذين ظلموا حتى ينزعوا ما في أيديهم من الحسنات فإن لم تكن لهم حسنات رد عليهم من سيئاتهم حتى يورد الدرك الأسفل من النار»

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا
18418

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «يجاء يوم القيامة بأمثال الجبال من مظالم الناس بينهم وحقوقهم فما يزال الله يقصها حتى لا يبقى منها شيء»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف
18419

وعن أبي بردة بن نيار قال: قال رسول الله : «إن الله عز وجل حابس الغريم على غريمه كأشد ما حبس شيء على شيء فيقول: يا رب كيف أعطيه وقد حشرتني عريانا حافيا فمن أين؟ فيقول الله عز وجل: سأعطيهم من حسناتك فتطرح على حسنات القوم فإن كفت وإلا أخذت من سيئات القوم فطرحت على سيئاتك»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه حماد بن شعيب وهو ضعيف جدا
18420

وعن ابن عباس عن النبي عن الروح الأمين قال: «قال الرب تبارك وتعالى: يؤتى بسيئات العبد وحسناته فيقتص أو يقضى فإن بقيت له حسنة واحدة وسع له في الجنة»

رواه البزار ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم
18421

وعن زاذان قال: دخلت على عبد الله بن مسعود وقد سبق إلى مجلسه أصحاب الخز والديباج فقلت: أدنيت الناس وأقصيتني؟ فقال لي: ادن فأدناني حتى أقعدني على بساطه ثم قال: سمعت رسول الله يقول: «إنه يكون للوالدين على ولدهما دين فإذا كان يوم القيامة يتعلقان به فيقول: أنا ولدكما فيودان أو يتمنيان لو كان أكثر من ذلك»

رواه الطبراني عن عمرو بن مخلد عن زكريا بن يحيى الأنصاري ولم أعرفهما وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم
18422

وعن جهم بن أوس قال: سمعت عبد الله بن أبي مريم ومر به عبد الله بن رستم في موكبه فقال لابن أبي مريم: إني لأشتهي مجالستك وحديثك فلما مضى قال ابن أبي مريم: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله : «لا تغبطوا فاجرا بنعمة إنك لا تدري ما هو لاق بعد موته إن له عند الله قاتلا لا يموت»

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
18423

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «رحم الله عبدا كانت لأخيه عنده مظلمة في نفس أو مال فأتاه فاستحله قبل يوم القيامة فإنه ليس ثم دينار ولا درهم إنما هي الحسنات» قيل: يا رسول الله فإن لم يكن له حسنات؟ قال: «أخذ من سيئاته فطرح على سيئاته»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه هاشم بن عيسى اليزني ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم

باب فيمن ستره الله في الدنيا

18424

عن أبي موسى قال: قال رسول الله : «ما ستر الله على عبد في الدنيا فيعيره به يوم القيامة»

رواه الطبراني في الصغير وفيه عمر بن سعيد الأبح وهو ضعيف

باب فيمن يتكفل لله تعالى عنهم لغرمائهم

18425

عن أم هانئ بنت أبي طالب عن النبي قال: «إن الله تبارك وتعالى يجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد ثم ينادي مناد من تحت العرش: يا أهل التوحيد إن الله عز وجل قد عفا عنكم فيقوم الناس فيتعلق بعضهم ببعض في ظلامات ثم ينادي مناد: يا أهل التوحيد ليعف بعضكم عن بعض وعلي الثواب»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو عاصم الربيع بن إسماعيل منكر الحديث قاله أبو حاتم
18426

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «إذا التقى الخلائق يوم القيامة فأدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد: يا أهل الجمع تتاركوا المظالم بينكم وثوابكم علي»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحكم بن سنان أبو عون قال أبو حاتم: عنده وهم كثير وليس بالقوي ومحله الصدق يكتب حديثه وضعفه غيره وبقية رجاله ثقات
وقد تقدم حديث في فضل العلم: أن الله سبحانه وتعالى يقول لهم: إني لم أضع علمي فيكم وأنا أريد أن أعذبكم اذهبوا فقد غفرت لكم. وحديث في الدين فيمن يقترض ويتلف ماله فإن الله يؤدي عنه

باب ليس أحد ينجيه عمله

18427

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : «لن يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله» قالوا: ولا أنت؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله». وقال بيده فوق رأسه

رواه أحمد وإسناده حسن
18428

وعن أبي هريرة عن النبي قال: «لن ينجي أحدا منكم عمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة / فسددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا»

قلت: هو في الصحيح باختصار
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
18429

وعنه أيضا قال: قال رسول الله : «لن ينجي أحدا عمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل ولو يؤاخذني أنا وعيسى بما جنى هذين لأوبقنا». وأشار بالسبابة والوسطى

قلت: هو في الصحيح غير من قوله: «ولو يؤاخذني»
رواه البزار والطبراني في الأوسط إلا أنه قال: «ولو يؤاخذني بما جنى هؤلاء لأوبقني» وشيخ البزار أبو بكر لم أعرفه وكأنه وراق ابن أبي الدنيا فإنه روى عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه وشيخ الطبراني إبراهيم بن معاوية بن ذكوان بن أبي سفيان القيصراني لم أجد من ترجمه وبقية رجالهما رجال الصحيح غير محمد بن عبد الملك بن زنجويه وهو ثقة
18430

وعن أبي موسى عن النبي أنه قال: «لن ينجي أحدا منكم عمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة»

رواه البزار والطبراني في الأوسط والكبير إلا أنه قال في الكبير: «ما منكم من أحد يدخله عمله الجنة» فقال بعض القوم: ولا أنت؟ فذكره. وفي أسانيدهم أشعث بن سوار وقد وثق على ضعفه وبقية رجالهم ثقات
18431

وعن شريك بن طريف قال: قال رسول الله : «لن يدخل الجنة أحد منكم بعمل» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل»

رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح
18432

وعن أسامة بن شريك قال: سمعت رسول الله يقول: «ما من أحد يدخل الجنة بعمله» قلنا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله عز وجل برحمة منه». ووضع يده على رأسه

رواه الطبراني وفيه المفضل بن صالح الأسدي وهو ضعيف
18433

وعن أسد بن كرز قال: قال رسول الله : «يا أسد بن كرز لا تدخل الجنة بعمل ولكن برحمة الله» قال: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتلاقني الله - أو يتغمدني - الله منه برحمة»

رواه الطبراني وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس وبقية رجاله ثقات
18434

وعن أنس بن مالك عن النبي قال: «يخرج لابن آدم يوم القيامة ثلاثة دواوين: ديوان فيه العمل الصالح وديوان فيه ذنوبه وديوان فيه النعم من الله عليه. فيقول الله لأصغر نعمة - أحسبه قال: - في ديوان النعم: خذي ثمنك من عمله الصالح فتستوعب عمله الصالح ثم تنحى وتقول: وعزتك ما استوفيت وتبقى الذنوب والنعم وقد ذهب العمل الصالح كله فإذا أراد الله أن يرحم عبدا قال: يا عبد قد ضاعفت حسناتك وتجاوزت عن سيئاتك - أحسبه قال: - ووهبت لك نعمي»

رواه البزار وفيه صالح المري وهو ضعيف
18435

وعن ابن عمر أن رجلا من الحبشة أتى النبي فقال: يا رسول الله فضلتم علينا بالألوان والنبوة أفرأيت إن آمنت بمثل ما آمنتم به وعملت بمثل ما عملت به إني لكائن معك في الجنة؟ فقال النبي : «نعم». ثم قال النبي : «من قال: لا إله إلا الله كان له بها عهد عند الله ومن قال: سبحان الله كتب الله له مائة حسنة». فقالوا: يا رسول الله كيف نهلك بعد هذا؟ فقال النبي : «والذي نفسي بيده إن الرجل ليجيء يوم القيامة بعمل لو وضع على جبل لأثقله فتقوم النعمة من نعم الله فتكاد تستنفذ ذلك كله لولا ما يتفضل الله من رحمته». ثم نزلت: { هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا } إلى قوله: { وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا }. فقال الحبشي: يا رسول الله وهل ترى عيني في الجنة مثل ما ترى عينك؟ فقال النبي : «نعم». فبكى الحبشي حتى فاضت نفسه

قال ابن عمر: فأنا رأيت النبي يدليه في حفرته

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أيوب بن عتبة وهو ضعيف وفيه توثيق لين
18436

وعن واثلة بن الأسقع عن رسول الله قال: «يبعث الله يوم القيامة عبدا لا ذنب له فيقول الله: بأي الأمرين أحب إليك أن أجزيك بعملك أم بنعمتي عندك؟ قال: يا رب إنك تعلم أني لم أعصك قال: خذوا عبدي بنعمة من نعمي فما تبقى له حسنة إلا استغرقتها تلك النعمة فيقول: رب بنعمتك ورحمتك فيقول: بنعمتي ورحمتي»

قلت: فذكر الحديث وقد تقدم في الحساب

باب احتقار العبد عمله يوم القيامة

18437

عن جابر قال: قال رسول الله : «ما في السماوات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم وملك راكع أو ملك ساجد فإذا كان يوم القيامة قالوا جميعا: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك إلا أنا لم نشرك بك شيئا»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عروة بن مروان قال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث وبقية رجاله رجال الصحيح
18438

وعن عتبة بن عبد قال: قال رسول الله : «لو أن رجلا يخر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في مرضاة الله تعالى لحقره يوم القيامة»

رواه الطبراني وفيه بقية وهو مدلس وبقية رجاله ثقات
وقد تقدم هذا في كتاب الإيمان في حق الله تعالى على العباد

باب ما يقول الله تعالى للمؤمنين

18439

عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله : «إن شئتم أنبأتكم بأول ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يوم القيامة وبأول ما يقولون؟» قالوا: نعم قال: «إن الله عز وجل يقول للمؤمنين: هل أحببتم لقائي؟ فيقولون: نعم يا ربنا فيقول: لم؟ فيقولون: رجونا رحمتك وعفوك فيقول: فقد وجبت لكم رحمتي»

رواه الطبراني بسندين أحدهما حسن

باب ما جاء في الميزان والصراط والورود

18440

عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة؟ قال: «يا عائشة أما عند ثلاث فلا: أما عند الميزان حتى يثقل أو يخف فلا وأما عند تطاير الكتب فإما أن يعطى بيمينه أو يعطى بشماله فلا وحين يخرج عنق من النار فينطوي عليهم وينغبط عليهم ويقول ذلك العنق: وكلت بثلاثة وكلت بثلاثة: وكلت بمن ادعى مع الله إلها آخر ووكلت بمن لا يؤمن بيوم الحساب ووكلت بكل جبار عنيد فينطوي عليهم ويطرحهم في غمرات جهنم ولجهنم جسر أرق من الشعرة وأحد من السيف عليه كلاليب وحسك تأخذ من شاء الله والناس عليه كالطرف وكالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب والملائكة يقولون: رب سلم سلم فمتوج مسلم ومخدوش سلم ومكور في النار على وجهه»

قلت: عند أبي داود طرف منه
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح
18441

وعن أبي بكرة عن النبي قال: «يحمل الناس على الصراط يوم القيامة فتتقادع 6 بهم جنبتا الصراط تقادع الفراش في النار فينجي الله تعالى برحمته من يشاء» قال: «ثم يؤذن للملائكة والنبيين والشهداء أن يشفعوا فيشفعون ويخرجون ويشفعون ويخرجون ويشفعون ويخرجون - زاد عفان مرة: - ويشفعون ويخرجون من كان في قلبه ما يزن ذرة من إيمان»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ورواه الطبراني في الصغير والكبير بنحوه ورواه البزار أيضا ورجاله رجال الصحيح
18442

وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله قال: «شعار أمتي إذا ركبوا على الصراط: يا لا إله إلا أنت»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه من وثق على ضعفه وعبدوس بن محمد لم أعرفه
18443

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله : «إن الله عز وجل يدعو الناس بأسمائهم سترا منه على عباده وأما عند الصراط فإن الله عز وجل يعطي كل مؤمن نورا وكل منافق نورا فإذا استووا على الصراط سلب الله نور المنافقين والمنافقات فقال المنافقون: { انظرونا نقتبس من نوركم } وقال المؤمنون: { ربنا أتمم لنا نورنا } فلا يذكر عند ذلك أحد أحدا»

رواه الطبراني وفيه إسحاق بن بشر أبو حذيفة وهو متروك
18444

وعن عبد الله بن مسعود قال: يوضع الصراط على سواء جهنم مثل حد السيف الرهف مدحضة مزلة عليه كلاليب من نار تخطف بها فممسك يهوي فيها ومصروع ومنهم من يمر كالبرق فلا ينشب ذلك أن ينجو ثم كالريح فلا ينشب ذلك أن ينجو ثم كجري الفرس ثم كسعي الرجل ثم كرمل الرجل ثم كمشي الرجل ثم يكون آخرهم إنسانا رجل قد توجبه النار ولقي فيها شرا حتى يدخله الله الجنة بفضل رحمته فيقال له: تمن وسل فيقول: أي رب أتهزأ مني وأنت رب العزة؟ فيقال له: تمن وسل حتى إذا انقطعت منه الأماني قال: لك ما سألت ومثله معه

18445

وعن أبي هريرة قال: وعشرة أمثاله معه

قلت لابن مسعود وأبي هريرة في الصحيح أحاديث غير هذا مرفوعة
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير عاصم وقد وثق
18446

وعن يعلى بن منبه عن النبي قال: «تقول النار للمؤمنين يوم القيامة: جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي»

رواه الطبراني وفيه سليم بن منصور بن عمار وهو ضعيف
18447

وعن أبي سمينة قال: اختلفنا ههنا في الورود فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن وقال بعضهم: يدخلونها جميعا ثم ينجي الله الذين اتقوا فلقيت جابر بن عبد الله فقلت: إنا اختلفنا ههنا في ذلك فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن وقال بعضنا: يدخلونها جميعا؟ فأهوى بإصبعيه إلى أذنيه وقال: صمّتا لم أكن سمعت رسول الله يقول: «الورود الدخول لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم حتى إن للنار - أو قال: لجهنم - ضجيجا من بردهم ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين»

قلت: لجابر حديث في الصحيح موقوف غير هذا
رواه أحمد ورجاله ثقات
18448

وعن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله : «إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عمر الواقدي وهو ضعيف جدا
18449

وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله : «ليأتين على جهنم يوم كأنها زرع هاج واحمر تخفق أبوابها»

رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف

باب ما جاء في حوض النبي

18450

عن أنس بن مالك قال: دخلت على رسول الله فقال: «قد أعطيت الكوثر». قلت: يا رسول الله وما الكوثر؟ قال: «نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب لا يشرب منه أحد فيظمأ ولا يتوضأ منه أحد فيشعث لا يشربه من أخفر ذمتي ولا قتل أهل بيتي

قلت: لأنس حديث في الصحيح في الكوثر غير هذا
رواه الطبراني وفيه حماد بن يحيى بن المختار وهو مجهول وعطية ضعيف
18451

وعن أنس قال: قال رسول الله : «حوضي من كذا إلى كذا فيه من الآنية عدد النجوم أطيب ريحا من المسك وأحلى من العسل وأبرد من الثلج وأبيض من اللبن من شرب منه شربة لم يظمأ أبدا»

قلت: هو في الصحيح باختصار
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط وبقية رجالهما رجال الصحيح
18452

وعن أنس قال: سمعت رسول الله يقول: «يا معشر الأنصار موعدكم حوضي»

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
18453

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : «إن لي نهرا ما بين صنعاء إلى أيلة فيه عدد النجوم آنية وهو أبرد من الثلج وأحلى من العسل وأبيض من اللبن من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ومن لم يطعمه لم يرو أبدا»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن عبيد الله العرزمي وهو متروك
18454

وعن عبد الله بن بريدة قال: شك عبد الله بن زياد في الحوض فأرسل إلى زيد بن أرقم فسأله عن الحوض فحدثه حديثا مؤنقا أعجبه فقال له: سمعت هذا من رسول الله ؟ قال: لا ولكن حدثنيه أخي

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
قلت: تقدم لزيد بن أرقم حديث في ذكر الحوض في كتاب العلم في باب من كذب على رسول الله
18455

وعن يحنس أن حمزة بن عبد المطلب لما قدم المدينة تزوج خولة بنت قيس بن فهد الأنصارية من بني النجار قال: وكان رسول الله يزور حمزة في بيتها وكانت تحدث عنه أحاديث قالت: فأتانا رسول الله فقلت: يا رسول الله إنه بلغني عنك أنك تحدث أن لك يوم القيامة حوضا ما بين كذا إلى كذا؟ قال: «نعم وأحب الناس عني أن يروى منه قومك» قال: فقدمت إليه برمة فيها بحره أو خزيرة فوضع رسول الله يده في البرمة ليأكل فأحرقت أصابعه فقال: «حس». ثم قال: «ابن آدم إن أصابه البرد قال: حس وإن أصابه الحر قال: حس»

رواه أحمد ورواه الطبراني باختصار وقال: «وأحب الناس إلي - أو من أحب الناس - إلي أن يرده» وقال فيه: فقدمت إليه عصيدة. ورجال أحمد رجال الصحيح
18456

وعن خولة بنت حكيم قالت: قلت: يا رسول الله إن لك حوضا؟ قال: «نعم وأحب علي من يرده قومك»

رواه أحمد والطبراني وقال: هكذا رواه أبو خالد الأحمر عن خولة بنت حكيم وقال الناس: عن خولة بنت قيس ورجالهما رجال الصحيح
18457

وعن عبد الله بن مسعود قال: جاء ابنا مليكة إلى النبي فقالا: إن أمنا كانت تكرم الزوج وتعطف على الولد وتقري الضيف غير أنها وأدت في الجاهلية؟ قال: «أمكما في النار». فأدبرا والسوء يرى في وجوههما فأمر بهما فردا - أو فرجعا - والسرور يرى في وجوههما رجاء أن يكون قد حدث شيء فقال: «أمي مع أمكما». فقال رجل من المنافقين: وما يغني هذا عن أمه ونحن نطأ عقبه فقال رجل من الأنصار: ولم أر رجلا قط أكثر سؤالا منه لرسول الله : هل وعدك فيها أو فيهما؟ قال: فظن أنه من شيء قد سمعه قال: «ما سألته ربي وما أطمعني فيه وإني لأقوم المقام المحمود يوم القيامة». فقال الأنصاري: يا رسول الله وما ذاك المقام المحمود؟ قال: «ذاك إذا جيء بكم حفاة عراة غرلا فيكون أول من يكسى إبراهيم يقول: اكسوا خليلي فيؤتى بريطتين بيضاوين فيلبسهما ثم يقعد مستقبل العرش ثم أوتى بكسوتي فألبسها فأقوم عن يمينه مقاما لا يقومه أحد غيري يغبطني فيه الأولون والآخرون» قال: «ويفتح نهر من الكوثر إلى الحوض». فقال المنافق: إنه ما جرى ماء قط إلا على حال أو رضراض؟ قال: «حاله المسك ورضراضه الثوم». قال المنافق: لم أسمع كاليوم قلما جرى ماء قط على حال أو رضراض إلا كان له نبته قال الأنصاري: يا رسول الله هل له ثمر؟ قال: «نعم ألوان الجوهر ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل من شرب منه مشربا لم يظمأ بعده ومن حرمه لم يرو بعده»

رواه أحمد والبزار والطبراني وفي أسانيدهم كلهم عثمان بن عمير وهو ضعيف
18458

وعن أبي أمامة أن رسول الله قال: «إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب» فقال يزيد الأخنس: والله ما أولئك في أمتك إلا كالذباب الأصهب في الذبان فقال رسول الله : «فإن ربي عز وجل قد وعدني سبعين ألفا مع كل ألف سبعين ألفا وزادني ثلاث حثيات». قال: فما سعة حوضك يا نبي الله؟ قال: «ما بين عدن إلى عمان وأوسع وأوسع». يشير بيده قال: «فيه مثعبان 7 من ذهب وفضة» قال: فما حوضك يا نبي الله؟ قال: «أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأطيب رائحة من المسك من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا ولم يسود وجهه أبدا»

قلت: عند الترمذي وابن ماجة بعضه
رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد وبعض أسانيد الطبراني رجال الصحيح إلا أنه قال في الطبراني: فما شرابه؟ قال: «شرابه أبيض من اللبن وأحلى مذاقة من العسل»
18459

وعن أسامة بن زيد أن النبي أتى حمزة بن عبد المطلب يوما فلم يجده فسأل امرأته عنه - وكانت من بني النجار - فقالت: خرج بأبي أنت عامدا نحوك فكأنه أخطأك في بعض أزقة بني النجار أفلا تدخل يا رسول الله؟ فدخل فقدمت إليه حيسا فأكل منه فقالت: يا رسول الله هنيئا لك ومرئيا لقد جئت وأنا أريد أن آتيك فأهنئك وأمرئك أخبرني أبو عمارة أنك أعطيت نهرا في الجنة يدعى الكوثر قال: «أجل وعرصته ياقوت ومرجان وزبرجد ولؤلؤ» قالت: أحب أن تصف لي حوضك بصفة أسمعها منك قال: «هو ما بين أيلة وصنعاء فيه أباريق مثل عدد النجوم وأحب واردها علي قومك يا بنت حمد». - يعني الأنصار -

قلت: لعله: يا بنت قهد.
رواه الطبراني وفيه حرام بن عثمان وهو متروك
18460

وعن حذيفة بن أسيد الغفاري أن رسول الله قال: «يا أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون الحوض حوضي عرضه ما بين صنعاء وبصرى وفيه عدد النجوم قدحان من ذهب وفضة وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما: السبب الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا ولا تبدلوا وعترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني العليم الخبير أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض»

رواه الطبراني بإسنادين وفيهما زيد بن الحسن الأنماطي وثقه ابن حبان وضعفه أبو حاتم وبقية رجال أحدهما رجال الصحيح ورجال الآخر كذلك غير نصر بن عبد الرحمن الوشاء وهو ثقة
18461

وعن سمرة بن جندب أن رسول الله قال: «إن الأنبياء يتباهون أيهم أكثر أصحابا من أمته فأرجو أن أكون يومئذ أكثرهم كلهم واردة وإن كل رجل منهم يومئذ قائم على حوض ملآن معه عصا يدعو من عرف من أمته ولكل أمة سيما يعرفهم بها نبيهم»

رواه الطبراني وفيه مروان بن جعفر السمري وثقه ابن أبي حاتم وقال الأزدي: يتكلمون فيه وبقية رجاله ثقات
18462

وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله : «أنا فرطكم على الحوض من ورد علي وشرب لم يظمأ أبدا [ إلا ] ليردن علي أقوام أعرفهم بعرفان ثم يحال بيني وبينهم»

قلت: هو في الصحيح خلا من قوله: «ليردن». إلى آخره
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
18463

وعنه أن رسول الله قال: «إن لكل نبي فارط وإني فرطكم على الحوض فمن ورد علي الحوض وشرب لم يظمأ ومن لم يظمأ دخل الجنة»

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن يعقوب الزمعي وقد وثقه غير واحد وفيه ضعيف
18464

وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال: سمعت رسول الله يقول: «ما بال رجال يقولون: إن رحم رسول الله لا تنفع قومه؟ بلى والله إن رحمي موصولة في الدنيا والآخرة وإني يا أيها الناس فرطكم على الحوض فإذا جئتم قال رجل: يا رسول الله أنا فلان بن فلان وقال آخر: أنا فلان بن فلان فأقول: فأما النسب فقد عرفته ولكنكم أحدثتم بعدي وارتددتم القهقرى»

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن محمد بن عقيل وقد وثق
18465

وعن ابن عباس قال: سمعت رسول الله يقول: «أنا فرطكم على الحوض فمن ورد أفلح ويجاء بأقوام فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أي رب فيقال: ما زالوا بعدك مرتدين على أعقابهم»

رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط بنحوه إلا أنه قال في أوله: قال رسول الله : «أنا آخذ بحجزكم 8 اتقوا النار اتقوا الحدود فإذا مت تركتكم وأنا فرطكم على الحوض» وذكر الحديث. والبزار وفي إسناده عندهم ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجالهم ثقات
18466

وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : «أنا على الحوض أنظر من يرد علي» قال: «فيؤخذ أناس من ذوي فأقول: يا رب أمتي أمتي». قال: «فيقال: وما يدريك ما عملوا بعدك؟ ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم» قال جابر: قال رسول الله : «والحوض مسيرة شهر وزواياه سواء - يعني عرضه مثل طوله - وكيزانه مثل نجوم السماء وهو أطيب ريحا من المسك وأشد بياضا من اللبن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ورواه البزار باختصار وفيه ضعف
18467

وعنه أنه سمع النبي يقول: «أنا فرطكم بين أيديكم فإذا لم تروني فأنا على الحوض قدر ما بين أيلة إلى مكة وسيأتي رجال ونساء بقرب وآنية فلا يطعمون شيئا»

رواه أحمد موفوعا وموقوفا وفي إسناده المرفوع ابن لهيعة ورجال الموقوف رجال الصحيح
ورواه الطبراني في الأوسط مرفوعا وفيه ابن لهيعة ورواه باختصار قوله: «فلا يطعمون منه شيئا». برجال الصحيح. ورواه البزار كذلك
18468

وعن سمرة - يعني ابن جندب - قال: قال رسول الله : «يرد علي قوم ممن كانوا معي فإذا رفعوا إلي رؤوسهم اختلجوا دوني فلأقولن: يا رب أصحابي أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف
18469

وعن أبي بكرة أن رسول الله قال: «ليردن علي الحوض رجال ممن صحبني [ ورآني حتى إذا رفعوا إلي أبصارهم ورأيتهم اختلجوا دوني فلأقولن: رب أصحابي أصحابي ] فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»

رواه أحمد بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير علي بن زيد وقد وثق على ضعف فيه ورواه الطبراني بأسانيد ورجاله كرجال أحمد
18470

وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله : «لألفين ما نوزعت أحدا منكم على الحوض فأقول: أناس من أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» قال أبو الدرداء: يا رسول الله ادع الله أن لا يجعلني منهم قال: «لست منهم»

رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح غير أبي عبد الله الأشعري وهو ثقة
18471

وعن أبي مسعود عن النبي قال: «ليرفعن لي رجال من أصحابي حتى إذا رأيتهم اختلجوا دوني فأقول: أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
18472

وعن جابر بن عبد الله أن رسول الله قال: «أنا فرط لكم على الحوض وإني مكاثر بكم الأمم فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض» فقال رجل: يا رسول الله ما عرضه؟ قال: «ما بين أيلة - أحسبه قال: - إلى مكة فيه مكاكي أكثر من عدد النجوم لا يتناول مؤمن منها فيضعه من يده حتى يتناوله آخر»

رواه البزار وفيه عبيدة بن الأسود قد ضعفه غير واحد وقال ابن حبان في الثقات: يعتبر حديثه إذا بين السماع من ثقة ودونه ثقة وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم
18473

وعن الفرزدق قال: قال لي أبو هريرة: يا فرزدق إني أراك صغير القدمين فإن أمكنك أن يكون لهما عند الحوض مكان فافعل فإني سمعت رسول الله يقول: «حوضي ما بين عمان وأيلة ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل آنيته مثل عدد نجوم السماء من شرب منه لم يظمأ أبدا»

18474

وفي رواية: «إن لي حوضا يرده علي أمتي كما بين صنعاء ويثرب»

قلت: لأبي هريرة حديث في الصحيح غير هذا
رواه الطبراني في الأوسط والفرزدق ضعفه ابن حبان
18475

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «إن لي حوضا وأنا فرطكم عليه»

قلت: هو في الصحيح باختصار: «وأنا فرطكم عليه»
رواه الطبراني في الصغير بإسناد حسن
18476

وعن العرباض بن سارية أن النبي قال: «لتزدحمن هذه الأمة على الحوض ازدحام الإبل وردت لخمس»

رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن
18477

وعن ابن عمر أن رسول الله قال: «حوضي كما بين عدن وعمان أبرد من الثلج وأحلى من العسل وأطيب ريحا من المسك أكوابه مثل نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا. أول الناس عليه ورودا صعاليك المهاجرين» قال قائل منهم: من هم يا رسول الله؟ قال: «الشعثة رؤوسهم الشحبة وجوههم الدنسة ثيابهم لا تفتح لهم السدد ولا ينكحون المنعمات الذين يعطون كل الذي عليهم ولا يأخذون كل الذي لهم»

قلت: حديث ابن عمر في الصحيح بغير هذا السياق وهذا على الصواب موافقا لرواية الناس والذي في الصحيح: «كما بين جربى وأذرح» وهما قريتان إحداهما إلى جنب الأخرى. وقال بعض مشايخنا - وهو الشيخ العلامة صلاح الدين العلائي -: إنه سقط منه وهو: «كما بينكم وبين جربى وأذرح» وإنه وقع بها سمعت هذا منه.
رواه أحمد والطبراني من رواية عمرو بن عمر الأحموسي عن المخارق بن أبي المخارق واسم أبيه عبد الله بن جابر وقد ذكرهما ابن حبان في الثقات وشيخ أحمد أبو المغيرة من رجال الصحيح
18478

وعن أبي أمامة الباهلي عن النبي قال: «حوضي كما بين عدن وعمان فيه أكاويب عدد نجوم السماء من شرب منه لم يظمأ بعده أبدا وإن ممن يرده علي من أمتي الشعثة رؤوسهم الدنسة ثيابهم لا ينكحون المنعمات ولا يحضرون السدد - يعني أبواب السلطان - الذين يعطون كل الذي عليهم ولا يعطون كل الذي لهم»

رواه الطبراني ورجال وثقوا على ضعف في بعضهم
18479

وعن ثوبان قال: قال رسول الله : «حوضي أذود عنه الناس لأهل بيتي إني لأضربهم بعصاي هذه حتى ترفض»

قلت: فذكر الحديث وهو في الصحيح غير قوله: «لأهل بيتي»
رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح
18480

وعن بريدة عن النبي أنه ذكر الحوض فقال: «ترى فيه أباريق عدد نجوم السماء»

رواه البزار وقال حديث غريب قلت: وفيه عائذ بن بشير وهو ضعيف
18481

وعن أنس أن رسول الله قال: «أعطيت الكوثر فضربت بيدي فإذا هي مسكة ذفرة وإذا حصاه اللؤلؤ وإذا حافتاه - أظنه قال: - قباب تجري على الأرض جريا ليس بمشقوق»

قلت: لأنس أحاديث في الصحيح في الحوض بغير هذا السياق
رواه البزار ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم
18482

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله : «حوضي مسيرة شهر زواياه سواء أكوابه عدد نجوم السماء ماؤه أبيض من الثلج وأحلى من العسل وأطيب من المسك من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا»

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد الوهاب الحارثي وهو ثقة
18483

وعن أبي برزة قال: سمعت رسول الله يقول: «حوضي ما بين أيلة وصنعاء عرضه كطوله يغت 9 فيه ميزابان من الجنة أحدهما من ورق 10 والآخر من ذهب وهو أبيض من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج أباريقه كعدد نجوم السماء من شرب منه لم يظمأ حتى يدخل الجنة»

قلت: له حديث غير هذا في ذكر الحوض عند أبي داود
رواه أحمد في أثناء حديث في إماطة الأذى وقتل ابن خطل ورجاله رجال الصحيح. ورواه الطبراني واللفظ له بإسنادين في أحدهما سعيد بن سليمان النشيطي وفي الأخرى صالح المري وكلاهما ضعيف
18484

وعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله : «حوضي ما بين أيلة إلى صنعاء له ميزابان أحدهما من الذهب والآخر من فضة آنيته عدد نجوم السماء أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وريحه أطيب من المسك من شرب منه لم يظمأ أبدا»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف
18485

وعن أبي هريرة وجابر بن عبد الله قالا: قال رسول الله : «علي بن أبي طالب صاحب حوضي يوم القيامة فيه أكواب كعدد نجوم السماء وسعة حوضي ما بين الجابية إلى صنعاء»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ضعفاء وثقوا

(أبواب الشفاعة)

باب ما جاء في الشفاعة

18486

عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع رجال من أصحابه يحرسونه حتى إذا صلى انصرف إليهم فقال لهم: «لقد أعطيت الليلة خمسا ما أعطيهن أحد قبلي أما أنا فأرسلت إلى الناس كلهم عامة وكان من قبلي إنما يرسل إلى قومه ونصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينه مسيرة شهر وأحلت لي الغنائم آكلها وكان من قبلي يعظمون أكلها كانوا يحرقونها وجعلت لي الأرض مساجد وطهورا أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت وكان من قبلي يعظمون ذلك إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم والخامسة هي ما هي قيل لي: سل فإن كل نبي قد سأل فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله»

رواه أحمد ورجاله ثقات
18487

وعن عبادة بن الصامت قال: فقد النبي أصحابه وكانوا إذا نزلوا أنزلوه وسطهم ففزعوا وظنوا أن الله تعالى اختار له أصحابا غيرهم فإذا هم بخيال النبي فكبروا حين رأوه فقالوا: يا رسول الله أشفقنا أن يكون الله تبارك وتعالى اختار لك أصحابا غيرنا فقال رسول الله : «لا بل أنتم أصحابي في الدنيا والآخرة إن الله تبارك وتعالى أيقظني فقال: يا محمد إني لم أبعث نبيا ولا رسولا إلا وقد سألني مسألة أعطيته إياها فسل يا محمد تعط فقلت: مسألتي شفاعة لأمتي يوم القيامة» فقال أبو بكر رحمه الله: يا رسول الله وما الشفاعة؟ قال: «أقول: يا رب شفاعتي التي اختبأت عندك فيقول الرب تبارك وتعالى: نعم فيخرج ربي تبارك وتعالى بقية أمتي من النار فيدخلهم الجنة»

رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات على ضعف في بعضهم
18488

وعن معاذ بن جبل وأبي موسى رضي الله عنهما قال: كان رسول الله إذا نزل منزلا كان الذي يليه المهاجرون. قال: فنزلنا منزلا فنام رسول الله ونحن قال: فتعاررت بالليل أنا ومعاذ فنظرنا فلم نره قال: فخرجنا نطلبه إذ سمعنا هزيزا كهزيز الأرحاء إذ أقبل فلما أقبل نظر فقال: «ما شأنكم؟». فقالوا: انتبهنا فلم نرك حيث كنت خشينا أن يكون أصابك شيء فجئنا نطلبك قال: «أتاني آت في منامي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة أو شفاعة فاخترت لهم الشفاعة». فقلنا: إنا نسألك بحق الإسلام وبحق الصحبة لما أدخلتنا في شفاعتك فدعا لهما. قال: فاجتمع عليه الناس وقالوا مثل مقالتنا وكثر الناس فقال: «إني جاعل شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئا»

رواه أحمد والطبراني بنحوه
18489

وفي رواية عند أحمد: فقالا: ادع الله يا رسول الله أن يجعلنا في شفاعتك فقال: «أنتم ومن مات لا يشرك بالله شيئا في شفاعتي»

ورجالها رجال الصحيح غير عاصم بن أبي النجود وقد وثق وفيه ضعف. ورواه البزار باختصار ولكن أبا المليح وأبا بردة لم يدركا معاذ بن جبل
18490

وعن أبي موسى قال: غزونا مع رسول الله في بعض أسفاره فعرس بنا رسول الله فانتهيت في بعض الليل إلى مناخ رسول الله فلم أجده فخرجت أطلبه بارزا فإذا رجل من أصحاب رسول الله يطلب ما أطلب. قال: فبينا نحن كذلك إذ اتجه إلينا رسول الله قال: فقلنا: يا رسول الله أنت بأرض حرب ولا نأمن عليك فلولا إذ بدت لك حاجة قلت لبعض أصحابك فقام معك فقال رسول الله : «إني سمعت هزيزا كهزيز الرحا وحنينا كحنين النحل وأتاني آت من ربي فخيرني بين أن يدخل ثلث أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت لهم شفاعتي وعلمت أنها أوسع لهم» قال: فقالا: يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهل شفاعتك فدعا لهما ثم إنهما انتهيا إلى أصحاب رسول الله وأخبراهم بقول رسول الله . قال: فجعلوا يأتونه ويقولون: يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهل شفاعتك فيدعو لهم فلما أضب عليه القوم وكثروا قال رسول الله : «إنها لمن مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله»

رواه أحمد والطبراني
18491

وفي رواية عنده: فسرنا حتى إذا كنا بقريب من الصبح نزل فاجتمعنا حوله وكذلك كنا نفعل فعقل ناقته ثم جعل خده على عقالها ثم نام وتفرقنا فرفعت رأسي فإذا أنا لا أراه في مكانه فذعرني ذلك فقمت فإذا أنا أسمع مثل هزيز الرحاء من قبل الوادي إذ جاء رسول الله مستبشرا قال: قلت: يا رسول الله أين كنت؟ قال: «كأنه راعك حين لم ترني في مكاني؟». قلت: إي والله قد راعني قال: «أتاني جبريل عليه السلام آنفا فخيرني بين الشفاعة وبين أن يغفر لنصف أمتي فاخترت الشفاعة». فنهض القوم إليه فقالوا: يا رسول الله اشفع لنا قال: «شفاعتي لكم». فلما أكثروا عليه قال: «من لقي الله يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة»

وأحد أسانيد الطبراني رجاله ثقات وقد رواه في الصغير بنحوه

18492

وعن مصعب الأسلمي قال: انطلق غلام منا فأتى النبي فقال: إني سائلك سؤالا قال: «وما هو؟». قال: أسألك أن تجعلني ممن تشفع له يوم القيامة قال: «من أمرك هذا؟» أو «من علمك هذا؟» أو «من دلك على هذا؟». قال: ما أمرني به أحد إلا نفسي قال: «فإنك ممن أشفع له يوم القيامة»

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
18493

وعن عوف بن مالك الأشجعي قال: سافرنا مع رسول الله سفرا حتى إذا كان الليل أرقت عيناي فلم يأتني النوم فقمت فإذا ليس في العسكر دابة إلا واضعة خدها إلى الأرض وأرى وقع كل شيء في نفسي فقلت: لآتين رسول الله فلا أكلأ به الليلة حتى أصبح. فخرجت أتخلل الرحال حتى دفعت إلى رحل رسول الله فإذا هو ليس في رحله فخرجت أتخلل الرحال حتى خرجت من العسكر فإذا أنا بسواد فتيممت ذلك السواد فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل فقالا لي: ما الذي أخرجك؟ فقلت: الذي أخرجكما فإذا نحن بغيطة منا غير بعيد فمشينا إلى الغيطة فإذا نحن نسمع فيها كدوي النحل وتخفيق الرياح فقال رسول الله : «ههنا أبو عبيدة بن الجراح؟». قلنا: نعم قال: «ومعاذ بن جبل؟». قلنا: نعم قال: «وعوف بن مالك؟». قلنا: نعم. فخرج إلينا رسول الله لا نسأله عن شيء ولا يسألنا عن شيء حتى رجع إلى رحله فقال: «ألا أخبركم بما خيرني ربي آنفا؟». قلنا: بلى يا رسول الله قال: «خيرني بين أن يدخل ثلثي أمتي الجنة بغير حساب ولا عذاب وبين الشفاعة». قلنا: يا رسول الله ما الذي اخترت؟ قال: «اخترت الشفاعة». قلنا جميعا: يا رسول الله اجعلنا من أهل شفاعتك قال: «إن شفاعتي لكل مسلم»

18494

وفي رواية: عن عوف أيضا قال: نزلنا مع رسول الله منزلا فاستيقظت من الليل فإذا أنا لا أرى في العسكر شيئا أطول من مؤخرة رحل قد لصق كل إنسان وبعيره بالأرض فقمت أتخلل حتى دفعت إلى مضجع رسول الله فإذا هو ليس فيه فوضعت يدي على الفراش فإذا هو بارد فقمت أتخلل الناس وأقول: إنا لله وإنا إليه راجعون

فذكر نحوه إلا أنه قال: «خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة»
18495

وفي رواية: جعل مكان أبي عبيدة أبا موسى

قلت: روى الترمذي وابن ماجة طرفا منه
رواه الطبراني بأسانيد ورجال بعضها ثقات
18496

وعن أبي كعب صاحب الحرير قال: سألت النضر بن أنس فقلت: حدثني بحديث ينفعني الله عز وجل به فقال: نعم أحدثك بحديث كتب إلينا به من المدينة فقال أنس: احفظوا هذا فإنه من كنز الحديث. قال: غزا رسول الله فسار ذلك اليوم إلى الليل فلما كان الليل نزل وعسكر الناس حوله ونام هو وأبو طلحة زوج أم سليم وفلان وفلان أربعة فتوسد النبي يد راحلته ثم نام ونام الأربعة إلى جنبه فلما ذهب عتمة من الليل رفعوا رؤوسهم فلم يجدوا النبي عند راحلته فذهبوا يلتمسون رسول الله فلقوه مقبلا فقالوا: جعلنا الله فداك أين كنت فإنا قد فزعنا لك إذ لم نرك؟ فقال النبي : «كنت نائما حيث رأيتم فسمعت في نومي دويا كدوي الرحا - أو هزيز الرحى - ففزعت في منامي فوثبت فمضيت فاستقبلني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد إن الله بعثني إليك الساعة لأخيرك إما أن يدخل نصف أمتك الجنة وإما الشفاعة يوم القيامة فاخترت الشفاعة لأمتي». فقال النفر الأربعة: يا رسول الله اجعلنا ممن تشفع لهم فقال: «وجبت لكم». ثم أقبل النبي والنفر الأربعة حتى استقبله عشرة فقالوا: أين نبينا نبي الرحمة؟ قال: فحدثهم بالذي حدث القوم فقالوا: جعلنا الله فداءك اجعلنا ممن تشفع لهم يوم القيامة فقال: «وجبت لكم». فجاؤوا جميعا إلى عظم الناس فنادوا في الناس: هذا نبينا نبي الرحمة فحدثهم بالذي حدث القوم فنادوا بأجمعهم: جعلنا الله فداءك اجعلنا ممن تشفع لهم فنادى ثلاثا: «إني أشهد الله وأشهد من سمع أن شفاعتي لمن يموت لا يشرك بالله عز وجل شيئا»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن قرة بن حبيب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
18497

وعن عبد الرحمن بن أبي عقيل قال: انطلقت في وفد إلى رسول الله فأتيناه فأنخنا بالباب وما في الناس أبغض إلينا من رجل نلج عليه فما خرجنا حتى ما كان في الناس أحب إلينا من رجل دخلنا عليه فقال قائل منا: يا رسول الله ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان؟ قال: فضحك ثم قال: «فلعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة منهم من اتخذ بها دنياه فأعطيها ومنهم من دعا بها على قومه إذ عصوه فأهلكوا بها وإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند ربي شفاعة لأمتي يوم القيامة»

رواه الطبراني والبزار ورجالهما ثقات
18498

وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله : «كل نبي قد أعطي عطية فتنجزها وإني اختبأت عطيتي شفاعة لأمتي»

رواه البزار وأبو يعلى وأحمد وإسناده حسن لكثرة طرقه
18499

وعن أبي ذر قال: قال رسول الله : «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي كان قبلي ونصرت بالرعب مسيرة شهر على عدوي وبعثت إلى كل أحمر وأسود وأعطيت الشفاعة وهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئا»

قلت: روى أبو داود منه: «وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا»
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح إلا أن مجاهدا لم يسمع من أبي ذر والله أعلم
18500

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله : «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: بعثت إلى الأحمر والأسود وكان من قبلي يبعث إلى قومه وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ونصرت بالرعب أمامي مسيرة شهر وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وأعطيت الشفاعة فأخرتها لأمتي فهي نائلة من أمتي من لا يشرك بالله شيئا»

رواه البزار بإسنادين حسنين
قلت: وقد تقدم لهذا الحديث طرق في التيمم وطرق في علامات النبوة في عموم بعثته
18501

وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله : «رأيت ما تعمل أمتي بعدي فاخترت لهم الشفاعة يوم القيامة»

رواه أبو يعلى والطبراني وفيه موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف. وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في الفتن

باب منه في الشفاعة

18502

عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله : «لا يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم» وقال: «إن الشمس يوم القيامة تدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم فيقول: لست بصاحب ذاك ثم موسى فيقول كذلك ثم محمد فيشفع فيقضي الله بين الخلق فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة فيومئذ يبعثه الله مقاما محمودا يحمده أهل الجمع كلهم»

قلت: هو في الصحيح باختصار من قوله: «فيقضي الله بين الخلق إلى آخره»
رواه الطبراني في الأوسط عن مطلب بن شعيب عن عبد الله بن صالح وكلاهما قد وثق على ضعف فيه وبقية رجاله رجال الصحيح
18503

وعن سلمان قال: تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين ثم تدنى من جماجم الناس. قال: فذكر الحديث. قال: فيأتون النبي فيقولون: يا نبي الله أنت الذي فتح الله بك وغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وقد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربك فيقول: «أنا صاحبكم». فيخرج يحوش الناس حتى ينتهي إلى باب الجنة فيأخذ بحلقة في الباب من ذهب فيقرع الباب فيقول: من هذا؟ فيقول: «محمد». فيفتح له حتى يقوم بين يدي الله عز وجل فيسجد فينادى: ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع. فذلك المقام المحمود

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح
18504

وعن أبي نضرة قال: سمعت ابن عباس يخطب على منبر البصرة قال: قال رسول الله : «إنه لم يكن نبي إلا وله دعوة قد تنجزها في الدنيا وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة وأنا سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر بيدي لواء الحمد آدم ومن دونه تحت لوائي ولا فخر ويطول يوم القيامة على الناس ويشتد حتى يقول بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى آدم أبي البشر يشفع لنا إلى ربنا فيقضي بيننا فينطلقون إلى آدم فيقولون: يا آدم اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا فيقول آدم: لست هناك أخرجت من الجنة بخطيئتي وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ولكن ائتوا نوحا. فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح اشفع لنا إلى ربك فيقضي بيننا فيقول: لست هناكم إني دعوت دعوة أغرقت أهل الأرض وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن. فيأتون إبراهيم عليه السلام فيقولون: يا إبراهيم اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا فيقول: لست هناكم إني كذبت في الإسلام ثلاث كذبات» - قوله: { إني سقيم } وقوله: { بل فعله كبيرهم هذا } وقوله للملك حين مر به. فقال رسول الله : «والله ما أراد بهن إلا عزة لدين الله. وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ولكن ائتوا موسى عبدا اصطفاه الله برسالته وكلمه. فيأتون موسى فيقولون: يا موسى اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا فيقول: إني لست هناكم إني قتلت نفسا وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته. فيأتون عيسى فيقولون: يا عيسى اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا فيقول: إني لست هناكم إني اتخذت إلها من دون الله وإنه لا يهمني اليوم إلا نفسي أرأيتم لو كان متاع في وعاء مختوم أكان يقدر على ما فيه حتى يفض الخاتم؟ فيقولون: لا فيقول: إن محمدا خاتم النبيين وقد حضر وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فيأتوني فيقولون: يا محمد اشفع لنا إلى ربك فليقض بيننا فأقول: أنا لها حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى فإذا أراد الله أن يقضي بين خلقه نادى مناد: أين أحمد وأمته؟ أين أحمد وأمته؟ فيجيئون فنحن الأولون والآخرون آخر من يبعث وآخر من يحاسب فتفرج لنا الأمم عن طريقنا فنمضي غرا محجلين من آثار الطهور فتقول الأمم: كادت هذه الأمة أن تكون أنبياء كلها»

رواه أبو يعلى وأحمد وفيه علي بن زيد وقد وثق على ضعفه وبقية رجالهما رجال الصحيح. وزاد أحمد: «فآتي باب الجنة فآخذ بحلقة الباب فأقرع فيقال: من؟ فأقول: محمد فآتي ربي عز وجل على كرسيه أو سريره - شك حماد - فأخر له ساجدا فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد قبلي ولم يحمده بها أحد بعدي فيقال: يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع فأقول: أي رب أمتي أمتي فيقول: أخرج من كان في قلبه كذا وكذا - لم يحفظ حماد - ثم أعود فأسجد فأقول ما قلت فيقال: ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع فأقول: أي رب أمتي أمتي فيقال: أخرج من كان في قلبه كذا وكذا دون الأول ثم أعود فأسجد فأقول مثل ذلك فيقال: ارفع رأسك وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول: أي رب أمتي أمتي فيقال: أخرج من كان في قلبه كذا وكذا دون ذلك»
18505

وعن أنس قال: قال رسول الله : «أقرع باب الجنة فيفتح لي باب من ذهب وحلقة من فضة فيستقبلني النور الأكبر فأخر ساجدا فألقي من الثناء على الله ما لم يلق أحد قبلي فيقال لي: ارفع رأسك سل تعطه وقل تسمع واشفع تشفع. فأقول: أمتي فيقال: لك من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان» قال: «ثم أسجد الثانية». قال: «ثم ألقي مثل ذلك ويقال لي مثل ذلك وأقول: أمتي فيقال: لك من كان في قلبه مثقال خردل من إيمان. ثم أسجد الثالثة فيقال لي مثل ذلك ثم أرفع رأسي فأقول: أمتي فيقال: لك من قال لا إله إلا الله مخلصا»

قلت: لأنس أحاديث في الصحيح وغيره غير هذا
رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف
18506

وعن أنس قال: حدثني نبي الله : «إني لقائم أنتظر أمتي تعبر الصراط إذ جاء عيسى عليه السلام» قال: «فقال: هذه الأنبياء أتتك يا محمد يسألون - أو قال: يجتمعون - إليك يدعون الله أن يفرق بين جميع الأمم إلى حيث يشاء لغم ما هم فيه فالخلق ملجمون في العرق فأما المؤمن فهو عليه كالزكمة وأما الكافر فيتغشاه الموت» قال: «قال عيسى: انتظر حتى أرجع إليك» قال: «ذهب نبي الله فقام تحت العرش فلقي ما لم يلق ملك مصطفى ولا نبي مرسل فأوحى الله إلى جبريل عليه السلام أن اذهب إلى محمد فقل له: ارفع رأسك سل تعط واشفع تشفع» قال: «فشفعت في أمتي أن أخرج من كل تسعة وتسعين إنسانا واحدا» قال: «فما زلت أتردد على ربي عز وجل فلا أقوم منه مقاما إلا شفعت حتى أعطاني الله من ذلك أن قال: أدخل من أمتك من خلق الله من شهد أن لا إله إلا الله يوما واحدا مخلصا ومات على ذلك»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
18507

وعن أبي بكر الصديق قال: أصبح رسول الله ذات يوم فصلى الغداة فجلس حتى إذا كان من الضحى ضحك رسول الله ثم مكث مكانه حتى صلى الأولى والعصر والمغرب كل ذلك لا يتكلم حتى صلى العشاء الآخرة ثم قام إلى بيته فقال الناس لأبي بكر: ألا تسأل رسول الله ما شأنه؟ صنع اليوم شيئا لم يصنعه قط. فسأله فقال: «نعم عرض علي ما هو كائن من أمر الدنيا وأمر الآخرة فجمع الأولون والآخرون بصعيد واحد فقطع الناس بذلك حتى انطلقوا إلى آدم والعرق يكاد يلجمهم قالوا: يا آدم أنت أبو البشر وأنت اصطفاك الله عز وجل اشفع لنا إلى ربنا قال: لقيت مثل الذي لقيتم انطلقوا إلى أبيكم بعد أبيكم إلى نوح إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين» قال: «فينطلقون إلى نوح فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا فأنت اصطفاك الله واستجاب لك في دعائك ولم تدع على الأرض من الكافرين ديارا فيقول: ليس ذاكم عندي انطلقوا إلى إبراهيم فإن الله عز وجل اتخذه خليلا. فينطلقون إلى إبراهيم فيقول: ليس ذاكم عندي انطلقوا إلى موسى فإن الله عز وجل كلمه تكليما. فيقول موسى: : ليس ذاكم عندي ولكن انطلقوا إلى عيسى بن مريم فإنه كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى. فيقول عيسى : ليس ذاكم عندي انطلقوا إلى سيد ولد آدم فإنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة انطلقوا إلى محمد فيشفع لكم إلى ربكم عز وجل»

قال: «فينطلقون فيأتي جبريل ربه»

قال: «فيقول عز وجل: ائذن له وبشره بالجنة»

قال: «فينطلق جبريل فيخر ساجدا قدر جمعة ويقول عز وجل: ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع»

قال: «فيرفع رأسه فإذا نظر إلى ربه عز وجل خر ساجدا قدر جمعة أخرى فيقول الله عز وجل: ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع»

قال: «فيذهب ليقع ساجدا فيأخذ جبريل بضبعيه فيفتح الله عز وجل عليه من الدعاء ما لا يفتحه على بشر قط يقول: رب خلقتني سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة ولا فخر حتى إنه ليرد علي الحوض أكثر ما بين صنعاء وأيلة ثم يقال: ادعوا الصديقين فيشفعون ثم يقال: ادعوا الأنبياء»

وقال: «فيجيء النبي ومعه النصابة ويجيء النبي ومعه الخمسة والستة والنبي ليس معه أحد ثم يقال: ادعوا الشهداء فيشفعون لمن أرادوا»

قال: «فإذا فعل الشهداء ذلك يقول الله عز وجل: أنا أرحم الراحمين أدخلوا جنتي من لا يشرك بي شيئا»

قال: «فيدخلون الجنة ثم يقول الله عز وجل: انظروا في النار هل تلقون أحدا عمل خيرا قط؟»

قال: «فيجدون في النار رجلا فيقولون: هل عملت خيرا قط؟ فيقول: لا غير أني كنت أسامح الناس في البيع فيقول الله عز وجل: اسمحوا لعبدي كإسماحه إلى عبيدي. ثم يخرجون من النار رجلا فيقول له: هل عملت خيرا قط؟ فيقول: لا غير أني أمرت ولدي إذا أنا مت فأحرقوني بالنار ثم اطحنوني حتى إذا كنت مثل الكحل فاذهبوا بي في البحر فاذروني في الريح فوالله لا يقدر علي رب العالمين أبدا فقال الله عز وجل له: لم فعلت ذلك؟ قال: من مخافتك». قال: «فيقول الله عز وجل: انظر إلى ملك أعظم ملك فإن لك مثله وعشرة أمثاله». قال: «فيقول: لم تسخر بي وأنت الملك؟ قال: وذاك الذي ضحكت منه من الضحى»

رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار ورجالهم ثقات
18508

وعن أبي أيوب أن رسول الله خرج ذات يوم إليهم فقال لهم: «إن ربي عز وجل خيرني بين سبعين ألفا يدخلون الجنة عفوا بغير حساب وبين الخبيئة عنده لأمتي» فقال له بعض أصحابه: يا رسول الله أيخبأ ذلك ربك؟ فدخل رسول الله ثم خرج وهو يكبر فقال: «إن ربي زادني مع كل ألف سبعين ألفا والخبيئة عنده»

فقال أبو رهم: يا أبا أيوب وما تظن خبيئة رسول الله ؟ فأكله الناس بأفواههم فقالوا: وما أنت وخبيئة رسول الله ؟ فقال أبو أيوب: دعوه أخبركم عن خبيئة رسول الله كما أظن بل كالمستقين: إن خبيئة رسول الله أن يقول: «رب من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله مصدقا لسانه قلبه فأدخله الجنة»

رواه أحمد والطبراني وفيه عباد بن ناشزة من بني سريع ولم أعرفه وابن لهيعة ضعفه الجمهور
18509

وعن جابر بن عبد الله قال: كان لآل رسول الله خادم تخدمه يقال لها: برة فلقيها رجل فقال: يا برة غطي شعيفاتك فإن محمدا لن يغني عنك من الله شيئا فأخبرت النبي فخرج يجر رداءه محمرة وجنتاه وكنا معشر الأنصار نعرف غضبه بجر ردائه وحمرة وجنتيه فأخذنا السلاح ثم أتيناه فقلنا: يا رسول الله مرنا بما شئت فوالذي بعثك بالحق لو أمرتنا بأمهاتنا وآبائنا وأولادنا لأمضينا قولك فيهم. فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: «من أنا؟» قلنا: أنت رسول الله فقال: «نعم ولكن من أنا؟». فقلنا: أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. قال: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر وأول داخل الجنة ولا فخر. ما بال قوم يزعمون أن رحمي لا ينفع؟ ليس كما زعموا إني لأشفع وأشفع حتى إن من أشفع له يشفع فيشفع حتى إن إبليس ليتطاول في الشفاعة»

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا على ضعف كثير في عبيد بن إسحاق العطار والقاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل
18510

وعن عقبة بن عامر عن رسول الله قال: «إذا جمع الله الأولين والآخرين فقضي بينهم وفرغ من القضاء بينهم قال المؤمنون: قد قضي بيننا فنريد من يشفع لنا إلى ربنا انطلقوا بنا إلى آدم فإنه أبونا وخلقه الله بيده وكلمه فيأتونه فيكلمونه أن يشفع لهم فيقول: عليكم بنوح. فيأتون نوحا فيدلهم على إبراهيم فيأتون إبراهيم فيدلهم على موسى فيأتون موسى فيدلهم على عيسى ثم يأتون عيسى فيقول: أدلكم على النبي الأمي فيأتوني فيأذن الله لي أن أقوم فيثور مجلسي من أطيب ريح شمها أحد حتى آتي ربي تبارك وتعالى فيشفعني ويجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي. ثم يقول الكفار: هذا قد وجد المؤمنون من شفع لهم فمن يشفع لنا؟ فيقولون: ما هو غير إبليس هو الذي أضلنا فيأتونه فيقوم فيثور مجلسه أنتن ريح شمها أحد ثم يوردهم جهنم ويقول عند ذلك: { وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم }»

رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف
18511

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله : «يدخل من أهل هذه القبلة النار من لا يحصي عددهم إلا الله ما عصوا الله واجترءوا على معصيته وخالفوا طاعته فيؤذن لي في الشفاعة فأثني على الله ساجدا كما أثني عليه قائما فيقال: ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع»

رواه الطبراني في الأوسط والصغير وإسناده حسن
18512

وعن عبادة - يعني ابن الصامت - أن رسول الله قال: «والذي نفسي بيده إني لسيد الناس يوم القيامة بغير فخر ولا رياء وما من الناس إلا وهو تحت لوائي يوم القيامة ينتظر الفرج وإن معي لواء الحمد أمشي ويمشي الناس معي حتى آتي باب الجنة فأستفتح فيقال: من هذا؟ فأقول: محمد فيقال: مرحبا بمحمد فإذا رأيت ربي خررت له ساجدا شكرا له فيقال: ارفع رأسك قل تطاع واشفع تشفع. فيخرج من قد أحرم برحمة الله وشفاعتي»

رواه الطبراني وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة وبقية رجاله ثقات
18513

وعن كعب بن مالك قال: قال رسول الله : «يبعث الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل يوم القيامة فيكسوني ربي حلة خضراء ثم يأذن لي فأثني عليه بما هو أهله فذلك المقام المحمود»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأحد إسنادي الكبير رجاله رجال الصحيح
18514

وعن حذيفة عن النبي قال: «أنا سيد الناس يوم القيامة يدعوني ربي فأقول: لبيك وسعديك والخير في يديك تباركت وتعاليت لبيك في حنانيك والمهدي من هديت عبدك بين يديك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك تباركت وتعاليت»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات
18515

وعن حذيفة قال: يجمع الله الناس في صعيد واحد ولا تكلم نفس فأول من - أحسبه قال - يتكلم محمد فيقول: «لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك والمهدي من هديت وعبدك بين يديك ومنك وإليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك تباركت وتعاليت سبحانك رب البيت» فهذا قوله: { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا }

رواه البزار موقوفا ورجاله رجال الصحيح
18516

وعن علي بن أبي طالب أن رسول الله قال: «أشفع لأمتي حتى ينادني ربي تبارك وتعالى فيقول: قد رضيت يا محمد؟ فأقول: أي رب قد رضيت»

رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أحمد بن زيد المداري ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم
18517

وعن عبد الله بن بسر قال: بينما نحن بفناء رسول الله جلوس إذ خرج علينا مشرق الوجه يتهلل فقمنا في وجهه فقلنا: يا رسول الله سرك الله إنه ليسرنا ما نرى من إشراق وجهك وتطلقه فقال رسول الله : «إن جبريل عليه السلام أتاني آنفا فبشرني أن الله عز وجل قد أعطاني الشفاعة» فقلنا: يا رسول الله أفي بني هاشم خاصة؟ قال: «لا». فقلنا: في قريش خاصة؟ قال: «لا». فقلنا: في أمتك؟ قال: «هي في أمتي للمذنبين المثقلين»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عبد الواحد النصري متأخر يروي عن الأوزاعي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
18518

وعن أبي أمامة عن النبي قال: «نعم الرجل أنا لشرار أمتي» فقال له رجل من جلسائه: كيف أنت يا رسول الله لخيارهم؟ قال: «أما شرار أمتي فيدخلهم الله الجنة بشفاعتي، وأما خيارهم فيدخلهم الله الجنة بأعمالهم»

رواه الطبراني في الكبير وفيه جميع بن ثوب الرحبي قال فيه البخاري: منكر الحديث وقال النسائي: متروك الحديث وقال ابن عدي: رواياته تدل على أنه ضعيف وبقية رجاله رجال الصحيح
18519

وعن ابن عباس عن رسول الله أنه قال ذات يوم: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» قال ابن عباس: السابق بالخيرات يدخل الجنة بغير حساب والمقتصد يدخل الجنة برحمة الله والظالم لنفسه وأهل الأعراف يدخلون الجنة بشفاعة محمد

رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار عنه وفيه موسى بن عبد الرحمن الصنعاني وهو وضاع
18520

وعن عبد الله بن عمرو عن النبي قال: «خيرت بين الشفاعة أو يدخل نصف أمتي الجنة فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفى ترونها للمتقين؟ لا ولكنها للمتلوثين الخطائين»

قال زياد: أما إنها نحن ولكن هكذا حدثنا الذي حدثنا

رواه أحمد والطبراني إلا أنه قال: «أما إنها ليست للمؤمنين المتقين ولكنها للمذنبين الخطائين المتلوثين» ورجال الطبراني رجال الصحيح غير النعمان بن قراد وهو ثقة
18521

وعن أنس قال: قال رسول الله : «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»

رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط
18522

وفي رواية فيهما: «إنما جعلت الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي»

وفيه الخزرج بن عثمان وقد وثقه ابن حبان وضعفه غير واحد وبقية رجال البزار رجال الصحيح
18523

وعن ابن عمر قال: كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر حتى سمعنا نبينا يقول: «إني ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة» فأمسكنا عن كثير مما كان في أنفسنا ورجونا لهم

رواه الطبراني في الأوسط وفيه حرب بن سريج وقد وثقه غير واحد وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح
18524

وعن أم سلمة قالت: قال رسول الله : «اعملي ولا تتكلي فإن شفاعتي للهالكين من أمتي»

رواه الطبراني وفيه عمرو بن محرم وهو ضعيف
18525

وعن بريدة قال: دخلت على معاوية فإذا رجل يتكلم فقال بريدة: يا معاوية أتأذن لي في الكلام؟ قال: نعم وهو يرى أنه يتكلم بمثل ما قال الآخر فقال بريدة: سمعت رسول الله يقول: «إني لأرجو أن أشفع يوم القيامة عدد ما في الأرض من شجرة ومدرة» قال: فترجوها أنت يا معاوية ولا يرجوها علي رضي الله عنه؟

رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف كثير في أبي إسرائيل الملائي
18526

وعن بريدة قال: سمعت رسول الله يقول: «أكثير الحجر والشجر؟» ثلاث مرات قلنا: نعم قال: «والذي نفسي بيده لشفاعتي أكثر من الحجر والشجر»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه سهل بن عبد الله بن بريدة وهو ضعيف
18527

وعن أنيس الأنصاري قال: سمعت رسول الله يقول: «إني لأشفع يوم القيامة في كل شيء مما على وجه الأرض من حجر ومدر»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أحمد بن عمرو صاحب علي بن المديني ويعرف بالقلوري ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم
18528

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «إني آتي باب جهنم فأضرب لها بابها فيفتح لي فأدخلها فأحمد الله محامد ما حمده أحد قبلي مثلها ولا يحمده أحد بعدي ثم أخرج منها من قال: لا إله إلا الله مخلصا فيقوم إلي أناس من قريش فينتسبون لي فأعرف نسبهم ولا أعرف وجوههم وأتركهم في النار»

رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعيد الرازي وفيه لين وفيه من لم أعرفه
18529

وعن جابر قال: قال رسول الله : «يفتقد أهل الجنة ناسا كانوا يعرفونهم في الدنيا فيأتون الأنبياء فيذكرونهم فيشفعون فيهم فيشفعون يقال لهم: الطلقاء وكلهم طلقاء يصب عليهم ماء الحياة»

رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن
18530

وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : «ليدخلن الجنة قوم من المسلمين قد عذبوا في النار برحمة الله وشفاعة الشافعين»

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
18531

وعن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله : «يخرج قوم من النار فيسمون في الجنة الجهنميين فيدعون الله أن يحول عنهم ذلك الاسم فيمحوه الله عنهم فإذا خرجوا من النار نبتوا كما ينبت الريش»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن إسحاق وهو ضعيف
18532

وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : «إن ناسا من أمتي يعذبون بذنوبهم فيكونون في النار ما شاء الله أن يكونوا ثم يعيرهم أهل الشرك فيقولون: ما نرى ما كنتم فيه من تصديقكم وإيمانكم نفعكم؟ فلا يبقى موحد إلا أخرجه الله» ثم قرأ رسول الله : { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين }

قلت: لجابر أحاديث في الصحيح بغير هذا السياق
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير بسام الصيرفي وهو ثقة
18533

وعن أنس بن مالك أن رسول الله قال: «إن ناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم فيقول لهم أهل اللات والعزى: ما أغنى عنكم قولكم لا إله إلا الله وأنتم معنا في النار؟ فيغضب الله لهم فيخرجهم فيقذف بهم في نهر الحياة فيبرءون من حرقهم كما يبرأ القمر من كسوفه فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة: الجهنميين» فقال رجل: يا أنس سمعت هذا من رسول الله ؟ فقال أنس: سمعت رسول الله يقول: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» أنا سمعت رسول الله يقول هذا

رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم
18534

وعن أنس قال: قال رسول الله : «يقول الله عز وجل: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من شعيرة من إيمان ثم يقول: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردلة من إيمان ثم يقول: وعزتي وجلالي لا أجعل من آمن بي ساعة من نهار أو ليل كمن لم يؤمن بي»

قلت: له أحاديث في الصحيح في الشفاعة باختصار عن هذا
رواه الطبراني في الصغير وفيه طريف بن شهاب وهو متروك
18535

وعن عبد الله بن مسعود قال: لا تزال الشفاعة بالناس وهم يخرجون من النار حتى إن إبليس الأبالس ليتطاول لها رجاء أن تصيبه

رواه الطبراني موقوفا وفيه كثير بن يحيى صاحب البصري وهو ضعيف
18536

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله : «يوضع للأنبياء منابر من نور يجلسون عليها ويبقى منبري لا أجلس عليه أو لا أقعد عليه قائم بين يدي ربي مخافة أن يبعث بي إلى الجنة وتبقى أمتي بعدي فأقول: يا رب أمتي أمتي فيقول الله عز وجل: يا محمد ما تريد أن أصنع بأمتك؟ فأقول: يا رب تعجل حسابهم فيدعى بهم فيحاسبون فمنهم من يدخل الجنة برحمته ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي فما أزال أشفع حتى أعطى صكاكا برجال قد بعث بهم إلى النار حتى إن مالكا خازن النار ليقول: يا محمد ما تركت لغضب ربك في أمتك من نقمة»

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه محمد بن ثابت البناني وهو ضعيف
18537

وعن حذيفة - يرفعه - إلى النبي قال: «يخرج الله قوما منتنين قد محشتهم 11 النار بشفاعة الشافعين فيدخلون الجنة فيسمون الجهنميين أو الجهنميون»

رواه أحمد من طريقين ورجالهما رجال الصحيح قلت وتأتي أحاديث في رحمة الله تعالى من نحو هذا

باب في أول من يشفع لهم

18538

عن ابن عمر قال: قال رسول الله : «أول من أشفع له من أمتي أهل بيتي ثم الأقرب فالأقرب من قريش والأنصار ثم من آمن بي واتبعني من أهل اليمن ثم من سائر العرب ثم الأعاجم وأول من أشفع له أولو الفضل»

رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم
18539

وعن عبد الملك بن عباد بن جعفر أنه سمع رسول الله يقول: «أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة وأهل مكة وأهل الطائف»

رواه البزار والطبراني وفيه جماعة لم أعرفهم

باب شفاعة أبينا آدم عليه الصلاة السلام

18540

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «يشفع الله تبارك وتعالى آدم يوم القيامة من جميع ذريته في مائة ألف ألف وعشرة آلاف ألف»

رواه الطبراني في الأوسط وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف
18541

وعن خرشة بن الحر قال: قدمت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام فقال: ألا أحدثك حديثا هو في كتاب الله؟ فذكر قوما يخرجون من النار فيقول آدم: يا رب حرقت بني فيخرجون منها

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

باب فيمن يشفع من الأنبياء وغيرهم

18542

عن عثمان - يعني ابن عفان - عن النبي قال: «أول من يشفع يوم القيامة الأنبياء ثم الشهداء ثم المؤذنون»

قلت: رواه ابن ماجة باختصار المؤذنين
رواه البزار وفيه عنبسة بن عبد الرحمن الأموي وهو مجمع على ضعفه

باب شفاعة الأعمال

18543

عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله قال: «الصيام والقرآن يشفعان في العبد يوم القيامة يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه» قال: «فيشفعان»

رواه أحمد وإسناده حسن على ضعف في ابن لهيعة وقد وثق

باب شفاعة الصالحين

18544

عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله يقول: «ليدخلن الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي مثل الحيين ربيعة ومضر» فقال رجل: يا رسول الله أوما ربيعة من مضر؟ قال: «إنما أقول ما أقول»

رواه أحمد والطبراني بأسانيد ورجال أحمد وأحد أسانيد الطبراني رجالهم رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ميسرة وهو ثقة
18545

وعن أبي برزة قال: سمعت رسول الله يقول: «إن من أمتي لمن يشفع لأكثر من ربيعة ومضر وإن من أمتي لمن يعظم للنار حتى يكون ركنا من أركانها»

رواه أحمد ورجاله ثقات
18546

وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله : «يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من عدد مضر ويشفع الرجل في أهل بيته ويشفع على قدر عمله»

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي غالب قد وثقه غير واحد وفيه ضعف
18547

وعن أنس أن النبي قال: «يعرض أهل النار يوم القيامة صفوفا فيمر بهم المؤمنون فيرى الرجل من أهل النار الرجل من المؤمنين قد عرفه في الدنيا فيقول: يا فلان أما تذكر يوم استغثتني في حاجة كذا وكذا؟» قال: «فيذكر ذلك المؤمن فيعرفه فيشفع له إلى ربه فيشفعه فيه»

رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن خالد السمتي وهو كذاب
18548

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : «إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة»

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
18549

وعن أنس عن رسول الله قال: «سلك رجلان مفازة أحدهما عابد والآخر به رهق فعطش العابد حتى سقط فجعل صاحبه ينظر إليه وهو صريع فقال: والله لئن مات هذا العبد الصالح عطشا ومعي ماء لا أصيب من الله خيرا وإن سقيته مائي لأموتن فتوكل على الله وعزم ورش عليه من مائه وسقاه من فضله» قال: «فقام حتى قطع المفازة». قال: «فيوقف الذي به رهق يوم القيامة للحساب فيؤمر به إلى النار فتسوقه الملائكة فيرى العابد فيقول: يا فلان أما تعرفني؟» قال: «فيقول: من أنت؟ قال: أنا فلان الذي آثرتك على نفسي يوم المفازة». قال: «فيقول: بلى أعرفك». قال: «فيقول للملائكة: قفوا ويجيء حتى يقف ويدعو ربه فيقول: يا رب قد تعرف يده عندي وكيف آثرني على نفسه يا رب هبه لي». قال: «فيقول: هو لك ويأخذ بيده فيدخله الجنة»

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير أبي ظلال القسملي وقد وثقه ابن حبان وغيره وضعفه غير واحد
18550

وعن أنس قال: قال رسول الله : «إن الرجل من أهل الجنة ليشرف على أهل النار فيناديه رجل من أهل النار: يا فلان أما تعرفني؟ قال: لا والله ما أعرفك من أنت ويحك؟ قال: أنا الذي مررت بك في الدنيا فاستسقيتني فسقيتك فاشفع لي بها عند ربك» قال: «فدخل ذلك الرجل على ربه في دوره فقال: يا رب إني أشرفت على النار فقام رجل من أهل النار فنادى: يا فلان أما تعرفني؟ فقلت: لا والله لا أعرفك ومن أنت؟ قال: أنا الذي مررت بي في الدنيا فاستسقيتني فسقيتك فاشفع لي بها عند ربك فشفعني يا رب فيه» قال: «فشفعه الله فيه وأخرجه من النار»

رواه أبو يعلى وفيه أبو علي بن أبي سارة وهو متروك

باب شفاعة الولدان

18551

عن شرحبيل بن شفعة عن بعض أصحاب النبي أنه سمع النبي يقول: «يقال للولدان يوم القيامة: ادخلوا الجنة فيقولون: يا ربنا يدخل آباؤنا وأمهاتنا؟ قال: فيقول الله عز وجل: ما لي أراهم محبنطئين 12 ادخلوا الجنة» قال: «فيقولون: يا رب آباؤنا؟ قال: فيقول: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم»

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير شرحبيل وهو ثقة. قلت: وقد تقدمت أحاديث في الأولاد ووفاتهم وفيمن احتسبهم في كتاب الجنائز وتربية الأولاد والأيتام في كتاب البر والصلة

باب ما جاء في رحمة الله تعالى

18552

عن أنس قال: مر النبي ونفر من أصحابه وصبي في الطريق فلما رأت أم الصبي القوم خشيت على ولدها أن يوطأ فأقبلت تسعى وتقول: ابني ابني وسعت فأخذته فقال القوم: يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار قال: فخفضهم النبي وقال: «ولا والله ما يلقي حبيبه في النار»

رواه أحمد والبزار بنحوه وأبو يعلى ورجالهم رجال الصحيح
18553

وعن عمر بن الخطاب أنه قال: قدم سبي على رسول الله - قلت: فذكر الحديث إلى أن قال: - وبلغني أن رسول الله كان في بعض مغازيه فبينما هم يسيرون إذ أخذوا فرخ طير فأقبل أحد أبويه حتى سقط في أيدي الذي أخذه فقال رسول الله : «ألا تعجبون لهذا الطير؟ أخذ فرخه فأقبل حتى سقط في أيديهم والله لله أرحم بخلقه من هذا الطير بفرخه»

رواه البزار من طريقين ورجال إحداهما رجال الصحيح
18554

وعن ابن مسعود أن رسول الله قال: «يكون قوم في النار ما شاء الله أن يكونوا ثم يرحمهم الله فيخرجهم منها فيكونون في أدنى الجنة فيغتسلون في نهر يقال له: الحيوان. يسميهم أهل الجنة: الجهنميين لو ضاف أحدهم أهل الجنة لعرسهم وأطعمهم وسقاهم ولحفهم» ولا أظنه إلا قال: «ولزوجهم لا ينقصه ذلك شيئا»

رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط
18555

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «ليتمجدن الله يوم القيامة على أناس لم يعملوا خيرا قط فيخرجهم من النار بعد ما احترقوا فيدخلهم الجنة برحمته بعد شفاعة من يشفع»

رواه أحمد وفيه صالح مولى التوءمة وهو ضعيف
18556

وعن المغيرة بن شعبة قال: قال رسول الله : «يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة فيسمون: الجهنميون في الجنة فيدعون الله تعالى أن يحول عنهم ذلك الاسم فيمحوه الله عنهم فإذا خرجوا من النار» قال: فذكر الحديث

رواه أحمد والطبراني وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي وهو ضعيف
18557

وعن فضالة بن عبيد وعبادة بن الصامت أنهما حدثا أن رسول الله قال: «إذا كان يوم القيامة وفرغ الله تعالى من قضاء الخلق فيبقى رجلان فيؤمر بهما إلى النار فيلتفت أحدهما فيقول الجبار: ردوه فيردونه فيقول له: لم التفت؟ قال: كنت أرجو أن تدخلني الجنة» قال: «فيؤمر به إلى الجنة فيقول: لقد أعطاني الله عز وجل حتى إني لو أطعمت أهل الجنة ما نقص ذلك مما عندي شيئا» قال: فكان رسول الله إذا ذكره يرى السرور في وجهه

رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. قلت: وتأتي أحاديث في أدنى أهل الجنة منزلة
18558

وعن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله : «آخر من يخرج من النار رجلان يقول الله لأحدهما: يا ابن آدم ما أعددت لهذا اليوم؟ هل عملت خيرا قط؟ أو رجوتني؟ فيقول: لا يا رب فيؤمر به إلى النار وهو أشد أهل النار حسرة ويقول للآخر: هل عملت خيرا قط؟ أو رجوتني؟ فيقول: نعم يا رب كنت أرجو إن أخرجتني أن لا تعيدني فيها وهو آخر من يدخل الجنة»

رواه أحمد والبزار وزاد: «هل خفتني». ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد وهو حسن الحديث
18559

وعن أنس بن مالك عن النبي : «إن عبدا لينادي في النار ألف سنة: يا حنان يا منان قال: فيقول الله لجبريل عليه السلام: اذهب فائتني بعبدي هذا فينطلق جبريل فيجد أهل النار منكبين يبكون فيرجع إلى ربه عز وجل فيخبره فيقول: ائتني به فإنه في مكان كذا وكذا فيجيء به فيوقفه على ربه عز وجل فيقول: يا عبدي كيف وجدت مكانك ومقيلك؟ فيقول: يا رب شر مكان وشر مقيل فيقول: ردوا عبدي فيقول: يا رب ما كنت أرجو إذا أخرجتني منها أن تعيدني فيها فيقول: دعوا عبدي»

رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير أبي ظلال وضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان
18560

وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : «لو تعلمون قدر رحمة الله لاتكلتم - أحسبه قال: - عليها»

رواه البزار وإسناده حسن
18561

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله : «إن الله عز وجل خلق مائة رحمة رحمة منها قسمها بين الخلائق وتسعة وتسعين إلى يوم القيامة»

رواه الطبراني والبزار وإسنادهما حسن
قلت: وقد تقدمت أحاديث في سعة رحمة الله تعالى في كتاب التوبة
18562

وعن الحسن - يعني البصري - قال: بلغني أن رسول الله قال: «إن لله مائة رحمة وإنه قسم رحمة واحدة بين أهل الأرض فوسعتهم إلى آجالهم ودخر عنده تسعة وتسعين لأوليائه يوم القيامة»

18563

وعن أبي هريرة عن النبي قال: مثل ذلك

رواه والذي قبله أحمد ورجال الجميع رجال الصحيح
18564

وروى عن جلاس

18565

وعن محمد بن سيرين قال: مثله

ورجاله رجال الصحيح
18566

وعن معاوية بن حيدة عن النبي قال: «إن الله عز وجل خلق مائة رحمة فرحمة بين خلقه يتراحمون بها وادخر لأوليائه تسعة وتسعين»

رواه الطبراني وفيه مخيس بن تميم وهو مجهول وبقية رجاله ثقات
18567

وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله : «قسم ربنا رحمته مائة جزء فأنزل منها جزءا في الأرض فهو الذي يتراحم به الناس والطير والبهائم وبقيت عنده مائة رحمة إلا رحمة واحدة لعباده يوم القيامة»

رواه الطبراني وإسحاق بن يحيى لم يدرك عبادة وبقية رجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن يحيى


هامش

  1. دودة تكون في أنوف الإبل والغنم
  2. بمطر
  3. خافوا
  4. ما يشد على فم الإبريق أو الكوز من خرقة لتصفية الشراب أي أنهم يمنعون الكلام بأفواههم حتى تتكلم جوارحهم
  5. التي لا قرن لها
  6. تسقطهم فيها بعضهم فوق بعض
  7. واديان
  8. معقد الإزار
  9. يدفق متتابعا
  10. فضة
  11. أحرقتهم
  12. المحبنطئ: الممتنع امتناع طلبة لا امتناع إباء
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
مقدمة | الإيمان | العلم | الطهارة | الصلاة | الجنائز | الزكاة | الصيام | الحج | الأضاحي | الصيد والذبائح | البيوع | الأيمان والنذور | الأحكام | الوصايا | الفرائض | العتق | النكاح | الطلاق | الأطعمة | الأشربة | الطب | اللباس | الخلافة | الجهاد | المغازي والسير | قتال أهل البغي | الحدود والديات | الديات | التفسير | التعبير | القدر | الفتن | الأدب | البر والصلة | ذكر الأنبياء | علامات النبوة | المناقب | الأذكار | الأدعية | التوبة | الزهد | البعث | صفة أهل النار | أهل الجنة | فهرس