انتقل إلى المحتوى

البداية والنهاية/الجزء العاشر/شيء من ترجمة الأوزاعي رحمه الله

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة



شيء من ترجمة الأوزاعي رحمه الله


هو: عبد الرحمن بن عمرو بن محمد، أبو عمرو الأوزاعي.

والأوزاع: بطن من حمير وهو من أنفسهم. قاله محمد بن سعد.

وقال غيره: لم يكن من أنفسهم وإنما نزل في محلة الأوزاع، وهي قرية خارج باب الفراديس من قرى دمشق، وهو ابن عم يحيى بن عمرو الشيباني.

قال أبو زرعة: وأصله من سبي السند فنزل الأوزاع فغلب عليه النسبة إليها.

وقال غيره: ولد ببعلبك ونشأ بالبقاع يتيما في حجر أمه، وكانت تنتقل به من بلد إلى بلد.

وتأدب بنفسه، فلم يكن في أبناء الملوك والخلفاء والوزراء والتجار وغيرهم أعقل منه، ولا أورع ولا أعلم، ولا أفصح ولا أوقر ولا أحلم، ولا أكثر صمتا منه، ما تكلم بكلمة إلا كان المتعين على من سمعها من جلسائه أن يكتبها عنه، من حسنها، وكان يعاني الرسائل والكتابة، وقد اكتتب مرة في بعث إلى اليمامة فسمع من يحيى بن أبي كثير وانقطع إليه فأرشده إلى الرحلة إلى البصرة ليسمع من الحسن وابن سيرين.

فسار إليها فوجد الحسن قد توفي من شهرين، ووجد ابن سيرين مريضا، فجعل يتردد لعيادته، فقوي المرض به ومات ولم يسمع منه الأوزاعي شيئا.

ثم جاء فنزل دمشق بمحلة الأوزاع خارج باب الفراديس، وساد أهلها في زمانه وسائر البلاد في الفقه والحديث والمغازي وغير ذلك من علوم الإسلام.

وقد أدرك خلقا من التابعين وغيرهم، وحدث عنه جماعات من سادات المسلمين: كمالك بن أنس والثوري، والزهري وهو من شيوخه.

وأثنى عليه غير واحد من الأئمة، وأجمع المسلمون على عدالته وإمامته.

قال مالك: كان الأوزاعي إماما يقتدى به.

وقال سفيان بن عيينة وغيره: كان الأوزاعي إمام أهل زمانه.

وقد حج مرة فدخل مكة وسفيان الثوري آخذ بزمام جمله، ومالك بن أنس يسوق به، والثوري يقول: أفسحوا للشيخ حتى أجلساه عند الكعبة، وجلسا بين يديه يأخذان عنه.

وقد تذاكر مالك والأوزاعي مرة بالمدينة من الظهر حتى صليا العصر، ومن العصر حتى صليا المغرب، فغمره الأوزاعي في المغازي، وغمره مالك في الفقه. أو في شيء من الفقه.

وتناظر الأوزاعي والثوري في مسجد الخيف في مسألة رفع اليدين في الركوع والرفع منه، فاحتج الأوزاعي على الرفع في ذلك بما رواه عن الزهري، عن سالم، عن أبيه: «أن رسول الله : كان يرفع يديه في الركوع والرفع منه».

واحتج الثوري على ذلك بحديث يزيد بن أبي زياد.

فغضب الأوزاعي وقال: تعارض حديث الزهري بحديث يزيد بن أبي زياد وهو رجل ضعيف؟

فاحمر وجه الثوري، فقال الأوزاعي: لعلك كرهت ما قلت؟

قال: نعم.

قال: فقم بنا حتى نلتعن عند الركن أينا على الحق. فسكت الثوري.

وقال هقل بن زياد: أفتى الأوزاعي في سبعين ألف مسألة بحدثنا. وأخبرنا.

وقال أبو زرعة: روي عنه ستون ألف مسألة.

وقال غيرهما: أفتى في سنة ثلاث عشرة ومائة وعمره إذ ذاك خمس وعشرون سنة، ثم لم يزل يفتي حتى مات وعقله زاكٍ.

وقال يحيى القطان، عن مالك: اجتمع عندي الأوزاعي والثوري وأبو حنيفة.

فقلت: أيهم أرجح؟

قال: الأوزاعي.

وقال محمد بن عجلان: لم أر أحدا أنصح للمسلمين من الأوزاعي.

وقال غيره: ما رُئي الأوزاعي ضاحكا مقهقها قط، ولقد كان يعظ الناس فلا يبقي أحد في مجلسه إلا بكى بعينه أو بقلبه، وما رأيناه يبكي في مجلسه قط وكان إذا خلى بكى حتى يرحم.

وقال يحيى بن معين: العلماء أربعة: الثوري، وأبو حنيفة، ومالك، والأوزاعي.

قال أبو حاتم: كان ثقةً متبعا لما سمع.

قالوا: وكان الأوزاعي لا يلحن في كلامه، وكانت كتبه ترد على المنصور فينظر فيها ويتأملها ويتعجب من فصاحتها وحلاوة عبارتها.

وقد قال المنصور يوما: لأحظى كتَّابه عنده - وهو: سليمان بن مجالد -: ينبغي أن نجيب الأوزاعي على ذلك دائما، لنستعين بكلامه فيما نكاتب به إلى الآفاق إلى من لا يعرف كلام الأوزاعي.

فقال: والله يا أمير المؤمنين ! لا يقدر أحد من أهل الأرض على مثل كلامه ولا على شيء منه.

وقال الوليد بن مسلم: كان الأوزاعي إذا صلى الصبح جلس يذكر الله سبحانه حتى تطلع الشمس، وكان يأثر عن السلف ذلك.

قال: ثم يقومون فيتذاكرون في الفقه والحديث.

وقال الأوزاعي: رأيت رب العزة في المنام فقال: أنت الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟

فقال: بفضلك أي رب.

ثم قلت: يا رب أمتني على الإسلام.

فقال: وعلى السنة.

وقال محمد بن شابور: قال لي شيخ بجامع دمشق: أنا ميت في يوم كذا وكذا.

فلما كان في ذلك اليوم رأيته في صحن الجامع يتفلى، فقال لي: اذهب إلى سرير الموتى فأحرزه لي عندك قبل أن تسبق إليه.

فقلت: ما تقول؟

فقال: هو ما أقول لك، وإني رأيت كأن قائلا يقول: فلان قدري وفلان كذا وعثمان بن العاتكة نعمَ الرجل، وأبو عمرو الأوزاعي خير من يمشي على وجه الأرض، وأنت ميت في يوم كذا وكذا.

قال محمد بن شعيب: فما جاء الظهر حتى مات وصلينا عليه بعدها وأخرجت جنازته. ذكر ذلك ابن عساكر.

وكان الأوزاعي رحمه الله كثير العبادة حسن الصلاة ورعا ناسكا طويل الصمت، وكان يقول: من أطال القيام في صلاة الليل هوّن الله عليه طول القيام يوم القيامة، أخذ ذلك من قوله تعالى: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلا طَوِيلا * إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْما ثَقِيلا } [الإنسان: 26- 27] .

وقال الوليد بن مسلم: ما رأيت أحدا أشد اجتهادا من الأوزاعي في العبادة.

وقال غيره: حج فما نام على الراحلة، إنما هو في صلاة، فإذا نعس استند إلى القتب، وكان من شدة الخشوع كأنه أعمى.

ودخلت امرأة على امرأة الأوزاعي فرأت الحصير الذي يصلي عليه مبلولا فقالت لها: لعل الصبي بال ههنا.

فقالت: هذا أثر دموع الشيخ من بكائه في سجوده، هكذا يصبح كل يوم.

وقال الأوزاعي: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وأقوال الرجال وإن زخرفوه وحسنوه، فإن الأمر ينجلي وأنت منه على طريق مستقيم.

وقال أيضا: اصبر على السنة وقف حيث يقف القوم، وقل ما قالوا وكف عما كفوا، وليسعك ما وسعهم.

وقال: العلم ما جاء عن أصحاب محمد، وما لم يجيء عنهم فليس بعلم.

وكان يقول: لا يجتمع حب عليٍّ وعثمان إلا في قلب مؤمن، وإذا أراد الله بقوم شرا فتح عليهم باب الجدل وسد عنهم باب العلم والعمل.

قالوا: وكان الأوزاعي من أكرم الناس وأسخاهم، وكان له في بيت المال على الخلفاء أقطاع صار إليه من بني أمية وقد وصل إليه من خلفاء بني أمية وأقاربهم وبني العباس نحو من سبعين ألف دينار، فلم يمسك منها شيئا، ولا اقتنى شيئا من عقار ولا غيره، ولا ترك يوم مات سوى سبعة دنانير كانت جهازه، بل كان ينفق ذلك في سبيل الله وفي الفقراء والمساكين.

ولما دخل عبد الله بن علي - عم السفاح الذي أجلى بني أمية عن الشام، وأزال الله سبحانه دولتهم على يده - دمشق فطلب الأوزاعي فتغيب عنه ثلاثة أيام ثم حضر بين يديه.

قال الأوزاعي: دخلت عليه وهو على سرير وفي يده خيزرانة والمسودة عن يمينه وشماله، ومعهم السيوف مصلتة - والعمد الحديد - فسلمت عليه فلم يرد ونكت بتلك الخيزرانة التي في يده ثم قال: يا أوزاعي ! ما ترى فيما صنعنا من إزالة أيدي أولئك الظلمة عن العباد والبلاد؟ أجهادا ورباطا هو؟

قال: فقلت: أيها الأمير ! سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري، يقول: سمعت محمد بن إبراهيم التيمي، يقول: سمعت علقمة بن وقاص، يقول: سمعت عمر بن الخطاب، يقول: سمعت رسول الله يقول: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه».

قال: فنكت بالخيزرانة أشد مما كان ينكت، وجعل من حوله يقبضون أيديهم على قبضات سيوفهم، ثم قال: يا أوزاعي ! ما تقول في دماء بني أمية؟

فقلت: قال رسول الله : «لا يحل لمسلم دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة».

فنكت بها أشد من ذلك ثم قال: ما تقول في أموالهم؟

فقلت: إن كانت في أيديهم حراما فهي حرام عليك أيضا، وإن كانت لهم حلالا فلا تحل لك إلا بطريق شرعي.

فنكت أشد مما كان ينكت قبل ذلك ثم قال: ألا نوليك القضاء؟

فقلت: إن أسلافك لم يكونوا يشقون علي في ذلك، وإني أحب أن يتم ما ابتدؤني به من الإحسان.

فقال: كأنك تحب الانصراف؟

فقلت: إن ورائي حرما وهم محتاجون إلى القيام عليهن وسترهن، وقلوبهن مشغولة بسببي.

قال: وانتظرت رأسي أن يسقط بين يدي، فأمرني بالانصراف.

فلما خرجت إذا برسوله من ورائي، وإذا معه مائتا دينار، فقال: يقول لك الأمير: استنفق هذه.

قال: فتصدقت بها، وإنما أخذتها خوفا.

قال: وكان في تلك الأيام الثلاثة صائما فيقال: إن الأمير لما بلغه ذلك عرض عليه الفطر عنده فأبى أن يفطر عنده.

قالوا: ثم رحل الأوزاعي من دمشق فنزل بيروت مرابطا بأهله وأولاده، قال الأوزاعي: وأعجبني في بيروت أني مررت بقبورها فإذا امرأة سوداء في القبور فقلت لها: أين العمارة يا هنتاه؟

فقالت: إن أردت العمارة فهي هذه - وأشارت إلى القبور - وإن كنت تريد الخراب فأمامك - وأشارت إلى البلد - فعزمت على الإقامة بها.

وقال محمد بن كثير: سمعت الأوزاعي، يقول: خرجت يوما إلى الصحراء فإذا رجل جراد وإذا شخص راكب على جرادة منها وعليه سلاح الحديد، وكلما قال بيده هكذا إلى جهة مال الجراد مع يده، وهو يقول: الدنيا باطل باطل باطل، وما فيها باطل باطل باطل.

وقال الأوزاعي: كان عندنا رجل يخرج يوم الجمعة إلى الصيد ولا ينتظر الجمعة فخسف ببغلته فلم يبق منها إلا أذناها.

وخرج الأوزاعي يوما من باب مسجد بيروت وهناك كان فيه رجل يبيع الناطف وإلى جانبه رجل يبيع البصل وهو يقول له: يا بصل ! أحلى من العسل، أو قال: أحلى من الناطف.

فقال الأوزاعي: سبحان الله ! أيظن هذا أن شيئا من الكذب يباح؟ فكان هذا ما يرى في الكذب بأسا.

وقال الواقدي: قال الأوزاعي: كنا قبل اليوم نضحك ونلعب، أما إذا صرنا أئمة يقتدى بنا فلا نرى أن يسعنا ذلك، وينبغي أن نتحفظ.

وكتب إلى أخ له: أما بعد فقد أحيط بك من كل جانب، وإنه يسار بك في كل يوم وليلة، فاحذر الله والقيام بين يديه، وأن يكون آخر العهد بك والسلام.

وقال ابن أبي الدنيا: حدثني محمد بن إدريس، سمعت أبا صالح - كاتب الليث -، يذكر عن الهقل بن زياد، عن الأوزاعي، أنه وعظ فقال في موعظته: أيها الناس ! تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من نار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة، فإنكم في دار الثواء فيها قليل، وأنتم عما قليل عنها راحلون.

خلائف بعد القرون الماضية الذين استقبلوا من الدنيا آنقها وزهرتها، فهم كانوا أطول منكم أعمارا، وأمد أجساما، وأعظم أحلاما، وأكثر أموالا وأولادا، فخددوا الجبال، وجابوا الصخر بالواد، وتنقلوا في البلاد، مؤيدين بطش شديد، وأجساد كالعماد، فما لبثت الأيام والليالي أن طوت آثارهم، وأخربت منازلهم وديارهم، وأنست ذكرهم، فهل تحسن منهم من أحد أو وتسمع له ركزا؟

كانوا بلهو الأمل آمنين، وعن ميقات يوم موتهم غافلين، فآبوا إياب قوم نادمين، ثم إنكم قد علمتم الذي نزل بساحتهم بياتا من عقوبة الله، فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين، وأصبح الباقون المتخلفون يبصرون في نعمة الله وينظرون في آثار نقمته، وزوال نعمته عمن تقدمهم من الهالكين ينظرون والله في مساكن خالية خاوية، وقد كانت بالعز محفوفة، وبالنعم معروفة، والقلوب إليها مصروفة، والأعين نحوها ناظرة، فأصبحت آية للذين يخافون العذاب الأليم، وعبرة لمن يخشى.

وأصبحتم بعدهم في أجل منقوص ودنيا منقوصة، في زمان قد ولى عفوه وذهب رخاؤه وخيره وصفوه، فلم يبق منه إلا جمة شر، وصبابة كدر، وأهاويل عبر، وعقوبات غير، وإرسال فتن، وتتابع زلال، ورذالة خلف بهم، ظهر الفساد في البر والبحر، يضيقون الديار، ويغلون الأسعار بما يرتكبونه من العار والشنار، فلا تكونوا أشباها لمن خدعه الأمل، وغره طول الأجل، ولعبت به الأماني، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن إذا دعي بدر، وإذا نهي انتهى، وعقل مثواه فمهد لنفسه.

وقد اجتمع الأوزاعي بالمنصور حين دخل الشام ووعظه وأحبه المنصور وعظمه، ولما أراد الانصراف من بين يديه استأذنه أن لا يلبس السواد فأذن له فلما خرج قال المنصور للربيع الحاجب: الحقه فاسأله لم كره لبس السواد؟ ولا تعلمه أني قلت لك.

فسأله الربيع فقال: إني لم أر محرما أحرم فيه، ولا ميتا كفن فيه، ولا عروسا جليت فيه، فلهذا أكرهه.

وقد كان الأوزاعي في الشام معظما مكرما أمره أعز عندهم من أمر السلطان، وقد همَّ به بعض مرة فقال له أصحابه: دعه عنك والله لو أمر أهل الشام أن يقتلونك لقتلوك.

ولما مات جلس على قبره بعض الولاة فقال: رحمك الله، فوالله لقد كنت أخاف منك أكثر مما أخاف من الذي ولاني - يعني: المنصور -.

وقال ابن العشرين: ما مات الأوزاعي حتى جلس وحده وسمع شتمه بأذنه.

وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي، قال: كنت جالسا عند الثوري فجاءه رجل، فقال: رأيت كأن ريحانة من المغرب - يعني: قلعت -.

قال: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي.

فكتبوا ذلك فجاء موت الأوزاعي في ذلك اليوم.

وقال أبو مسهر: بلغنا أن سبب موته أن امرأته أغلقت عليه باب حمام فمات فيه، ولم تكن عامدة ذلك، فأمرها سعيد بن عبد العزيز بعتق رقبه.

قال: وما خلف ذهبا ولا فضةً ولا عقارا، ولا متاعا إلا ستة وثمانين، فضلت من عطائه.

وكان قد اكتتب في ديوان الساحل.

وقال غيره: كان الذي أغلق عليه باب الحمام صاحب الحمام، أغلقه وذهب لحاجة له ثم جاء ففتح الحمام فوجده ميتا قد وضع يده اليمنى تحت خده وهو مستقبل القبلة رحمه الله.

قلت: لا خلاف أنه مات ببيروت مرابطا، واختلفوا في سنة وفاته، فروى يعقوب بن سفيان، عن سلمة، قال: قال أحمد: رأيت الأوزاعي وتوفي سنة خمسين ومائة.

قال العباس بن الوليد البيروتي: توفي يوم الأحد أول النهار لليلتين بقيتا من صفر سنة سبع وخمسين ومائة، وهو الذي عليه الجمهور وهو الصحيح، وهو قول: أبي مسهر، وهشام بن عمار، والوليد بن مسلم - في أصح الروايات عنه -، ويحيى بن معين، ودحيم، وخليفة بن خياط، وأبي عبيد، وسعيد بن عبد العزيز، وغير واحد.

قال العباس بن الوليد: ولم يبلغ سبعين سنة، وقال غيره: جاوز السبعين، والصحيح سبع وستون سنة، لأن ميلاده في سنة ثمان وثمانون على الصحيح.

وقيل: أنه ولد سنة ثلاث وسبعين، وهذا ضعيف.

وقد رآه بعضهم في المنام، فقال له: دلني على عمل يقربني إلى الله.

فقال: ما رأيت في الجنة درجة أعلى من درجة العلماء العاملين، ثم المحزونين.

البداية والنهاية - الجزء العاشر
خلافة الوليد بن يزيد بن عبد الملك | محمد بن علي | وأما يحيى بن زيد | ثم دخلت سنة ست وعشرين ومائة فيها كان مقتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك | مقتله وزوال دولته | قتل يزيد بن الوليد الناقص للوليد بن يزيد | خلافة يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان | يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان | خالد بن عبد الله بن يزيد | ثم دخلت سنة سبع وعشرين ومائة | ذكر دخول مروان الحمار دمشق وولايته الخلافة | ثم دخلت سنة ثمان وعشرين ومائة | ثم دخلت سنة تسع وعشرين ومائة | أول ظهور أبي مسلم الخراساني | مقتل ابن الكرماني | سنة ثلاثين ومائة | مقتل شيبان بن سلمة الحروري | ذكر دخول أبي حمزة الخارجي المدينة النبوية واستلائه عليها | ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين ومائة | ثم دخلت سنة ثنتين وثلاثين ومائة | ذكر مقتل إبراهيم بن محمد الإمام | خلافة أبي العباس السفاح | مقتل مروان بن محمد بن مروان | صفة مقتل مروان | وهذا شيء من ترجمة مروان الحمار | ما ورد في انقضاء دولة بني أمية وابتداء بني العباس من الأخبار النبوية | استقرار أبي العباس السفاح واستقلاله بالخلافة وما اعتمده في أيامه من السيرة الحسنة | مروان بن محمد | وأبو سلمة حفص بن سليمان | ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين ومائة | ثم دخلت سنة أربع وثلاثين ومائة | ثم دخلت سنة خمس وثلاثين ومائة | ثم دخلت سنة ست وثلاثين ومائة | ترجمة أبي العباس السفاح أول خلفاء بني العباس | خلافة أبي جعفر المنصور | ثم دخلت سنة سبع وثلاثين ومائة | مهلك أبي مسلم الخراساني | ترجمة أبي مسلم الخراساني | ثم دخلت سنة ثمان وثلاثون ومائة | ثم دخلت سنة تسع وثلاثون ومائة | ثم دخلت سنة أربعين ومائة | ثم دخلت سنة إحدى وأربعون ومائة | ثم دخلت سنة ثنتين وأربعين ومائة | وعمرو بن عبيد القدري | ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين ومائة | ثم دخلت سنة أربع وأربعين ومائة | محمد بن عبد الله العثماني | ثم دخلت سنة خمس وأربعين ومائة | فصل مقتل محمد بن عبد الله بن حسن | خروج إبراهيم بن عبد الله بن حسن | ذكر خروج إبراهيم بن عبد الله بن حسن بالبصرة | عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب | محمد عبد الله بن حسن | وعبد الله بن المقفع الكاتب المفوه | ثم دخلت سنة ست وأربعين ومائة | ما ورد في مدينة بغداد من الآثار وما فيها من الأخبار | فصل محاسن بغداد ومساويها وما روي في ذلك عن الأئمة | ثم دخلت سنة سبع وأربعين ومائة | وفي هذه السنة كان مهلك عبد الله بن علي عم المنصور | ثم دخلت سنة ثمان وأربعين ومائة | ثم دخلت سنة تسع وأربعين ومائة | وعيسى بن عمر أبو عمرو | ثم دخلت سنة خمسين ومائة من الهجرة | ذكر ترجمة الإمام أبي حنيفة | ثم دخلت سنة إحدى وخمسين ومائة | بناء الرصافة | ثم دخلت سنة ثنتين وخمسين ومائة | ثم دخلت سنة ثلاث وخمسون ومائة | ثم دخلت سنة أربع وخمسين ومائة | أشعب الطامع | وأبو عمرو بن العلاء | ثم دخلت سنة خمس وخمسين ومائة | بناء الرافقة وهي المدينة المشهورة | حماد الراوية | حماد بن عمر ابن يوسف بن كليب الكوفي | ثم دخلت سنة ست وخمسين ومائة | ثم دخلت سنة سبع وخمسين ومائة | شيء من ترجمة الأوزاعي رحمه الله | ثم دخلت سنة ثمان وخمسين ومائة | ترجمة المنصور | أولاد المنصور | خلافة المهدي بن المنصور | وزفر بن الهذيل | ثم دخلت سنة تسع وخمسون ومائة | ثم دخلت سنة ستين ومائة | البيعة لموسى الهادي | وشعبة بن الحجاج | ثم دخلت سنة إحدى وستين ومائة | وسفيان بن سعد بن مسروق الثوري | أبو دلامة | ثم دخلت سنة ثنتين وستين ومائة | إبراهيم بن أدهم | أبو سليمان داود بن نصير الطائي | ثم دخلت سنة ثلاث وستين ومائة | ثم دخلت سنة أربع وستين ومائة | ثم دخلت سنة خمس وستين ومائة | ثم دخلت سنة ست وستين ومائة | ثم دخلت سنة سبع وستين ومائة | بشار بن برد | ثم دخلت سنة ثمان وستين ومائة | ثم دخلت سنة تسع وستين ومائة | وهذه ترجمته المهدي بن المنصور | خلافة موسى الهادي بن المهدي | والربيع بن يونس | ثم دخلت سنة سبعين ومائة من الهجرة النبوية | وهذا ذكر شيء من ترجمة الهادي | خلافة هارون الرشيد بن المهدي | الخليل بن أحمد بن عمرو | ثم دخلت سنة إحدى وسبعين ومائة | ثم دخلت سنة ثنتين وسبعين ومائة | ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين ومائة | غادر | ثم دخلت سنة أربع وسبعين ومائة من الهجرة | ثم دخلت سنة خمس وسبعين ومائة | شعوانة العابدة الزاهدة | الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي مولاهم | المنذر بن عبد الله بن المنذر | ثم دخلت سنة ست وسبعين ومائة | إبراهيم بن صالح | وإبراهيم بن هرمة | صالح بن بشير المري | ثم دخلت سنة سبع وسبعين ومائة | شريك بن عبد الله | ثم دخلت سنة ثمان وسبعين ومائة | ثم دخلت سنة تسع وسبعين ومائة | إسماعيل بن محمد | والإمام مالك | ثم دخلت سنة ثمانين ومائة | حسان بن أبي سنان | وعافية بن يزيد | سيبويه | عفيرة العابدة | مسلم بن خالد الزنجي | ثم دخلت سنة إحدى وثمانين ومائة | وعبد الله بن المبارك | ومفضل بن فضالة | ويعقوب التائب | ثم دخلت سنة ثنتين وثمانين ومائة | ومعن بن زائدة | القاضي أبو يوسف | يعقوب بن داوود بن طهمان | يزيد بن زريع | ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين ومائة | أبو العباس، مولى بني عجل المذكر | وموسى بن جعفر | هاشم بن بشير بن أبي حازم | ويحيى بن زكريا | ويونس بن حبيب | ثم دخلت سنة أربع وثمانين ومائة | أحمد بن الرشيد | عبد الله بن مصعب | عبد الله بن عبد العزيز العمري | ومحمد بن يوسف بن معدان | ثم دخلت سنة خمس وثمانين ومائة | عبد الصمد بن علي ابن عبد الله بن عباس | محمد بن إبراهيم بن محمد | رابعة العدوية | ثم دخلت سنة ست وثمانين ومائة | سلم الخاسر الشاعر | العباس بن محمد | يقطين بن موسى | ثم دخلت سنة سبع وثمانين ومائة | جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك | حكاية غريبة | الفضيل بن عياض | وأبو شعيب البراثي | ثم دخلت سنة ثمان وثمانين ومائة | أبو إسحاق الفزاري | وإبراهيم الموصلي | ثم دخلت سنة تسع وثمانين ومائة | علي بن حمزة | محمد بن الحسن بن زفر | ثم دخلت سنة تسعين ومائة من الهجرة | أسد بن عمرو | وعبيدة بن حميد | يحيى بن خالد بن برمك | ثم دخلت سنة إحدى وتسعين ومائة | ثم دخلت سنة ثنتين وتسعين ومائة | إسماعيل بن جامع | بكر بن النطاح | بهلول المجنون | وعبد الله بن إدريس | صعصعة بن سلام | علي بن ظبيان | العباس بن الأحنف | عيسى بن جعفر بن أبي جعفر المنصور | الفضل بن يحيى | ومحمد بن أمية | ومنصور بن الزبرقان | يوسف بن القاضي أبي يوسف | ثم دخلت سنة ثلاث وتسعين ومائة | وفاة الرشيد | وهذه ترجمة الرشيد | ذكر زوجاته وبنيه وبناته | وأما أولاده الذكور | وكان من الإناث | خلافة محمد الأمين | اختلاف الأمين والمأمون | إسماعيل بن علية | محمد بن جعفر | أبو بكر بن العياش | ثم دخلت سنة أربع وتسعين ومائة | سالم بن سالم أبو بحر البلخي | عبد الوهاب بن عبد المجيد | أبو النصر الجهني المصاب | ثم دخلت سنة خمس وتسعين ومائة | بكار بن عبد الله | أبو نواس الشاعر | ثم دخلت سنة ست وتسعين ومائة | سبب خلع الأمين وكيف أفضت الخلافة إلى أخيه المأمون | حفص بن غياث القاضي | عبد الله بن مرزوق | أبو شيص | ثم دخلت سنة سبع وتسعين ومائة | ثم دخلت سنة ثمان وتسعين ومائة | كيفية مقتل الأمين | شيء من ترجمة الأمين | خلافة عبد الله المأمون بن الرشيد هارون | ثم دخلت سنة تسع وتسعين ومائة | ثم دخلت سنة مائتين من الهجرة | ثم دخلت سنة إحدى ومائتين | بيعة أهل بغداد لإبراهيم بن المهدي | ثم دخلت سنة ثلاث ومائتين | خلع أهل بغداد إبراهيم بن المهدي | علي بن موسى | ثم دخلت سنة أربع ومائتين | أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي | ثم دخلت سنة خمس ومائتين | أبو سليمان الداراني | ثم دخلت سنة ست ومائتين | ثم دخلت سنة سبع ومائتين | يحيى بن زياد بن عبد الله بن منصور | ثم دخلت سنة ثمان ومائتين | وفاة السيدة نفيسة | الفضل بن الربيع | ثم دخلت سنة تسع ومائتين | ثم دخلت سنة عشر ومائتين | عرس بوران | ثم دخلت سنة إحدى عشرة ومائتين | أبو العتاهية الشاعر المشهور | ثم دخلت سنة ثنتي عشرة ومائتين | ثم دخلت سنة ثلاث عشرة ومائتين | العكوك الشاعر | ثم دخلت سنة أربع عشرة ومائتين | أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح | أبو محمد عبد الله بن أعين بن ليث بن رافع المصري | ثم دخلت سنة خمس عشرة ومائتين | أبو زيد الأنصاري | ثم دخلت سنة ست عشرة ومائتين | زبيدة امرأة الرشيد وابنة عمه | ثم دخلت سنة سبعة عشرة ومائتين | ثم دخلت سنة ثمان عشرة ومائتين | ذكر أول المحنة والفتنة | عبد الله المأمون | خلافة المعتصم بالله أبي إسحاق بن هارون | بشر المريسي | أبو محمد عبد الملك بن هشام | ثم دخلت سنة تسع عشرة ومائتين | ثم دخلت سنة عشرين ومائتين من الهجرة | ثم دخلت سنة إحدى وعشرين ومائتين | ثم دخلت سنة ثنتين وعشرين ومائتين | ذكر مسك بابك | ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين ومائتين | فتح عمورية على يد المعتصم | مقتل العباس بن المأمون | ثم دخلت سنة أربع وعشرين ومائتين | إبراهيم بن المهدي بن المنصور | أبو عبيد القاسم بن سلام | ثم دخلت سنة خمس وعشرين ومائتين | سعيد بن مسعدة | الجرمي النحوي | ثم دخلت سنة ست وعشرين ومائتين | أبو دلف العجلي | ثم دخلت سنة سبع وعشرين ومائتين | وهذه ترجمة المعتصم بن هارون | خلافة هارون الواثق بن المعتصم | بشر الحافي الزاهد المشهور | ثم دخلت سنة ثمان وعشرين ومائتين | أبو تمام الطائي الشاعر | ثم دخلت سنة تسع وعشرين ومائتين | ثم دخلت سنة ثلاثين ومائتين | عبد الله بن طاهر بن الحسين | ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين ومائتين | ثم دخلت سنة ثنتين وثلاثين ومائتين | خلافة المتوكل على الله جعفر بن المعتصم | ثم دخلت سنة ثلاث وثلاثين ومائتين | ثم دخلت سنة أربع وثلاثين ومائتين | ثم دخلت سنة خمس وثلاثون ومائتين | إسحاق بن ما هان | ثم دخلت سنة ست وثلاثون ومائتين | ثم دخلت سنة سبع وثلاثين ومائتين | ثم دخلت سنة ثمان وثلاثين ومائتين | ثم دخلت سنة تسع وثلاثين ومائتين | أحمد بن عاصم الأنطاكي | ثم دخلت سنة أربعين ومائتين | وهذه ترجمة أحمد بن أبي دؤاد | وأما سحنون المالكي صاحب المدونة | ثم دخلت سنة إحدى وأربعين ومائتين | الإمام أحمد بن حنبل | ورعه وتقشفه وزهده رحمه الله | باب ذكر ما جاء في محنة أبي عبد الله أحمد بن حنبل | ملخص الفتنة والمحنة من كلام أئمة السنة أثابهم الله الجنة | ذكر ضربه رضي الله عنه بين يدي المعتصم | ثناء الأئمة على الإمام أحمد بن حنبل | ما كان من أمر الإمام أحمد بعد المحنة | وفاة الإمام أحمد بن حنبل | ذكر ما رئي له من المنامات | ثم دخلت سنة ثنتين وأربعين ومائتين | أبو حسان الزيادي | ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين ومائتين | إبراهيم بن العباس | ثم دخلت سنة أربع وأربعين ومائتين | ثم دخلت سنة خمس وأربعين ومائتين | وابن الراوندي | ذو النون المصري | ثم دخلت سنة ست وأربعين ومائتين | دعبل بن علي | أحمد بن أبي الحواري | ثم دخلت سنة سبع وأربعين ومائتين | ترجمة المتوكل على الله | خلافة محمد المنتصر بن المتوكل | أبو عثمان المازني النحوي | ثم دخلت سنة ثمان وأربعين ومائتين