البداية والنهاية/الجزء العاشر/ثم دخلت سنة ست وعشرين ومائة فيها كان مقتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك
وهذه ترجمته هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، أبو العباس، الأموي الدمشقي.
بويع له بالخلافة بعد عمه هشام في السنة الخالية بعهد من أبيه كما قدمنا.
وأمه أم الحجاج بنت محمد بن يوسف الثقفي.
وكان مولده سنة تسعين.
وقيل: ثنتين وتسعين.
وقيل: سبع وثمانين.
وقتل يوم الخميس لليلتين بقيتا في جمادى الآخرة سنة ست وعشرين ومائة، ووقعت بسبب ذلك فتنة عظيمة بين الناس بسبب قتله، ومع ذلك إنما قتل لفسقه، وقيل: وزندقته.
وقد قال الإمام أحمد: حدثنا أبو المغيرة، ثنا ابن عياش، حدثني الأوزاعي وغيره، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، قال: ولد لأخي أم سلمة زوج النبي ﷺغلام فسموه الوليد فقال النبي ﷺ: «سميتموه باسم فراعينكم، ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له: الوليد، لهو أشد فسادا لهذه الأمة من فرعون لقومه».
قال الحافظ ابن عساكر: وقد رواه الوليد بن مسلم ومعقل بن زياد ومحمد بن كثير وبشر بن بكر، عن الأوزاعي، فلم يذكروا عمر في إسناده وأرسلوه، ولم يذكر ابن كثير سعيد بن المسيب، ثم ساق طرقه هذه كلها بأسانيدها وألفاظها.
وحكي عن البيهقي أنه قال: هو مرسل حسن.
ثم ساق من طريق محمد، عن محمد بن عمر بن عطاء، عن زينب بنت أم سلمة، عن أمها، قالت: دخل النبي ﷺوعندي غلام من آل المغيرة اسمه الوليد فقال: «من هذا يا أم سلمة؟».
قالت: هذا الوليد !
فقال النبي ﷺ: «وقد اتخذتم الوليد خنانا حسانا غيروا اسمه، فإنه سيكون في هذه الأمة فرعون يقال له: الوليد».
وروى ابن عساكر من حديث عبد الله بن محمد بن مسلم، ثنا محمد بن غالب الأنطاكي، ثنا محمد بن سليمان بن أبي داود، ثنا صدقة، عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن أبي ثعلبة الخشني، عن أبي عبيدة بن الجراح، عن النبي ﷺقال: «لا يزال هذا الأمر قائما بالقسط حتى يثلمه رجل من بني أمية».