البداية والنهاية/الجزء العاشر/ثم دخلت سنة عشرين ومائتين من الهجرة
في يوم عاشوراء: دخل عجيف في السفن إلى بغداد ومعه من الزط سبعة وعشرون ألفا قد جاؤوا بالأمان إلى الخليفة، فأنزلوا في الجانب الشرقي ثم نفاهم إلى عين زربة، فأغارت الروم عليهم فاجتاحوهم عن آخرهم، ولم يفلت منهم أحد، فكان آخر العهد بهم.
وفيها: عقد لمعتصم للأفشين واسمه: حيدر بن كاوس على جيش عظيم لقتال بابك الخرَّمي لعنه الله، وكان قد استفحل أمره جدا، وقويت شوكته، وانتشرت أتباعه في أذربيجان وما والاها.
وكان أول ظهوره في سنة إحدى ومائتين، وكان زنديقا كبيرا وشيطانا رجيما، فسار الأفشين وقد أحكم صناعة الحرب في الأرصاد وعمارة الحصون وإرصاد المدد، وأرسل إليه المعتصم مع بغا الكبير أموالا جزيلة نفقة لمن معه من الجند والأتباع، فالتقى هو وبابك فاقتتلا قتالا شديدا، فقتل الأفشين من أصحاب بابك خلقا كثيرا أزيد من مائة ألف، وهرب هو إلى مدينته فأوى فيها مكسورا، فكان هذا أول ما تضعضع من أمر بابك، وجرت بينهما حروب يطول ذكرها، وقد استقصاها ابن جرير.
وفيها: خرج المعتصم من بغداد فنزل القاطول فأقام بها.
وفيها: غضب المعتصم على الفضل بن مروان بعد المكانة العظيمة، وعزله عن الوزراة وحبسه وأخذ أمواله وجعل مكانه محمد بن عبد الملك بن الزيات.
وحج بالناس فيها صالح بن علي بن محمد أمير السنة الماضية في الحج.
وفيها توفي: آدم بن أبي إياس، وعبد الله بن رجاء، وعفان بن مسلمة، وقالون أحد مشاهير القراء، وأبو حذيفة الهندي.