البداية والنهاية/الجزء العاشر/ثم دخلت سنة ثمان ومائتين
فيها: ذهب الحسن بن الحسين بن مصعب أخو طاهر فارا من خراسان إلى كرمان فعصى بها، فسار إليه أحمد بن أبي خالد فحاصره حتى نزل قهرا، فذهب به إلى المأمون فعفا عنه فاستحسن ذلك منه.
وفيها: استعفى محمد بن سماعة من القضاء فأعفاه المأمون وولى مكانه إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة.
وفيها: ولى المأمون محمد بن عبد الرحمن المخزومي القضاء بعسكر المهدي في شهر المحرم، ثم عزله عن قريب وولى مكانه بشر بن سعيد بن الوليد الكندي في شهر ربيع الأول منها.
فقال المخزومي في ذلك:
ألا أيها الملك الموحد ربه * قاضيك بشر بن الوليد حمار
ينفي شهادة من يدين بما به * نطق الكتاب وجاءت الأخبار
ويعدُّ عدلا من يقول بأنه * شيخ تحيط بجسمه الأقطار
وفيها: حج بالناس صالح بن هارون الرشيد عن أمر أخيه المأمون.
وفيها توفي من الأعيان: الأسود بن عامر، وسعيد بن عامر، وعبد الله بن بكر، أحد مشايخ الحديث.
والفضل بن الربيع الحاجب، ومحمد بن مصعب، وموسى بن محمد، الأمين الذي كان قد ولاه العهد من بعده ولقبه: بالناطق، فلم يتم له أمره حتى قتل أبوه، وكان ما كان كما تقدم.
ويحيى بن أبي بكر، ويحيى بن حسان، ويعقوب بن إبراهيم الزهري، ويونس بن محمد، المؤدب.