البداية والنهاية/الجزء الثاني/حديث إنما هلكت بنو إسرائيل
قال البخاري: حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع معاوية بن أبي سفيان عام حج على المنبر، فتناول قصة من شعر كانت في يدي حرسي فقال: يا أهل المدينة أين علماؤكم؟
سمعت رسول الله ﷺ ينهى عن مثل هذه ويقول: « إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذها نساؤهم ».
وهكذا رواه مسلم وأبو داود، من حديث مالك، وكذا رواه معمر، ويونس، وسفيان بن عيينة، عن الزهري بنحوه، وقال الترمذي: حديث صحيح.
وقال البخاري: حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا عمرو بن مرة قال: سمعت سعيد بن المسيب قال: قدم معاوية بن أبي سفيان المدينة آخر قدمة قدمها فخطبنا، فأخرج من كمه كبسة شعر، وقال: ما كنت أرى أحدا يفعل هذا غير اليهود، إن النبي ﷺ: « سماه الزور » - يعني الوصال في الشعر - تابعه غندر عن شعبة.
والعجب أن مسلما رواه من غير وجه، عن غندر، عن شعبة، ومن حديث قتادة عن سعيد بن المسيب به.