إعراب القرآن للسيوطي/السادس عشر
السادس عشر وحذف الهمزة في الكلام حسن جائز إذا كان هناك ما يدل عليه
فمن ذلك قوله تعالى في قراءة الزهري: " سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم " والتقدير: أسواء عليهم الإنذار وترك الإنذار فحذف الهمزة.
ومثله قراءة ابن أبي عبلة في قوله: " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه " بالرفع على معنى: أقتال فيه وقيل في قوله تعالى: " وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه " فحذف الهمزة.
وقال الأخفش في قوله تعالى: " وتلك نعمة تمنها علي " التقدير: أو تلك نعمة فحذف الهمزة.
ومثله: " قال هذا ربي ".
أي أهذا ربي فحذف الهمزة فكذلك في أختيها.
وقيل في قوله تعالى: " تلقون إليهم بالمودة ": أتلقون إليهم بالمودة فحذف الهمزة.
وقيل في قوله تعالى: " أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون ".
تقديره: أئنكم لأنه في الظاهر يؤدي إلى الكذب.
وقيل: أراد سرقتم يوسف من أبيه لا أنهم سرقوا الصاع.
وهذا سهو لأن إخوة يوسف لم يسرقوا يوسف وإنما خانوا أباهم فيه وظلموه.
وقيل: قالوه على غلبة الظن ولم يتعمدوا الكذب ويوسف لا علم له فيكون التقدير: إنكم وقال ميمون بن مهران: ربما كان الكذب أفضل من الصدق في بعض المواطن وهو إذا دعا إلى صلاح لإفساد وجلب منفعة.