مجموع الفتاوى/المجلد الثامن/فصل والرزق يراد به شيئان
المظهر
فصل والرزق يراد به شيئان
والرزق يراد به شيئان:
أحدهما: ما ينتفع به العبد.
والثاني: ما يملكه العبد، فهذا الثاني هو المذكور في قوله: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} 1، وقوله: {وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ} 2، وهذا هو الحلال الذي ملكه الله إياه.
وأما الأول: فهو المذكور في قوله: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى الله رِزْقُهَا} 3، وقوله: «إن نفسًا لن تموت حتى تستكمل رزقها» ونحو ذلك.
والعبد قد يأكل الحلال، والحرام، فهو رزق بهذا الاعتبار، لا بالاعتبار الثاني، وما اكتسبه، ولم ينتفع به هو رزق بالاعتبار الثاني دون الأول، فإن هذا في الحقيقة مال وارثه لا ماله، والله أعلم.
هامش