مجموع الفتاوى/المجلد الثامن/سئل عن الرزق هل يزيد أو ينقص وهل هو ما أكل أو ما ملكه العبد
سئل عن الرزق هل يزيد أو ينقص وهل هو ما أكل أو ما ملكه العبد
[عدل]سئل شيخ الإسلام عن الرزق: هل يزيد أو ينقص؟ وهل هو ما أكل، أو ما ملكه العبد؟
فأجاب:
الرزق نوعان:
أحدهما: ماعلمه الله أنه يرزقه، فهذا لا يتغير.
والثاني: ما كتبه وأعلم به الملائكة، فهذا يزيد وينقص بحسب الأسباب، فإن العبد يأمر الله الملائكة أن تكتب له رزقًا، وإن وصل رحمه زاده الله على ذلك، كما ثبت في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: «من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه». وكذلك عمر داود زاد ستين سنة فجعله الله مائة بعد أن كان أربعين. ومن هذا الباب قول عمر: اللهم إن كنت كتبتني شقيًا فامحني واكتبني سعيدًا، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت.
ومن هذا الباب: قوله تعالى عن نوح: {أَنْ اعْبُدُوا الله وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ. يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} 1 وشواهده كثيرة.
والأسباب التي يحصل بها الرزق هي من جملة ما قدره الله وكتبه، فإن كان قد تقدم بأنه يرزق العبد بسعيه، واكتسابه، ألهمه السعي، والاكتساب، وذلك الذي قدره له بالاكتساب، لا يحصل بدون الاكتساب، وما قدره له بغير اكتساب كموت موروثه، يأتيه به بغير اكتساب. والسعي سعيان، سعى فيما نصب للرزق؛ كالصناعة والزراعة والتجارة. وسعى بالدعاء والتوكل والإحسان إلى الخلق، ونحو ذلك، فإن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
هامش
- ↑ [نوح: 3، 4]